استبعدوا حربا واسعة

كفة التصعيد مرجحة على التهدئة

الرسالة نت-كمال عليان

استبعد متابعون للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، أن يشن الاحتلال حربا جديدة ضد قطاع غزة، على ضوء ردة فعل المقاومة ضد الغارات التي يشنها الطيران الحربي بين الحين والآخر.

ورجح المتابعون أن يستمر التصعيد "الإسرائيلي" الذي أودى بحياة ثمانية مواطنين خلال الساعات الماضية، مؤكدين أن الاحتلال يحاول أن يبعث رسائل غير مباشرة للدول العربية ولمصر خاصة، مفادها أن (إسرائيل في أوج قوتها).

واستهدفت قوات الاحتلال بصورة مفاجئة خمسة من سرايا القدس-الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- الاثنين الماضي في مدينة بيت حانون شمال القطاع، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بشدة عبر إطلاق عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة.

وأعلنت كتائب القسام –الذراع العسكري لحركة حماس- عن إطلاقها أكثر من 70 صاروخ قسام على مواقع ومغتصبات اسرائيلية، في خطوة هي الأولى من نوعها بعد سياسة "النفس الطويل" الذي كانت تتبعه في ظل هذه الظروف.

وفي المقابل هدد قادة الاحتلال باستهداف قادة حركة حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة وضرب البنى التحتية بصورة متواصلة، في حال استمر التصعيد.

وعلى إثر ذلك تداعت القيادة المصرية للتدخل من أجل وضع حد للعدوان في الأراضي الفلسطينية.

وكشف السفير المصري لدى السلطة ياسر عثمان في تصريح لـ"الرسالة نت" الأربعاء، عن اتصالات وجهود لتثبيت التهدئة في قطاع غزة واحتواء الأزمة.

وتختلف رؤية السفير المصري مع توجه بعض المحللين الذين أكدوا أن "إسرائيل" معنية بالتصعيد في الوقت الحالي لإرضاء الشارع الاسرائيلي.

ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية د. وليد المدلل: " إن اسرائيل في نيتها التصعيد والانتقام من غزة، خصوصا بعد وقوع قتلى واصابات في صفوف المستوطنين"، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدا اسرائيليا.

فيما يقرأ المختص في الشئون الاسرائيلية ناجي البطة في العدوان على غزة أنه محاولة لاستعادة زمام المبادرة وقوة الردع، وإرسال رسائل غير مباشرة إلى مصر بأن (إسرائيل) تمتلك القوة. 

ويتفق المحللان على أن انشغال الساحة الاقليمية العربية بالشؤون الداخلية وخصوصا مصر، دفع (إسرائيل) إلى البدء في خرق التهدئة مع قطاع غزة.

ويقول المدلل :" حالة الفراغ التي تعاني منها القضية الفلسطينية في الساحة الدولية، دفعت إسرائيل إلى مزيد من التصعيد"، مؤكدا أن (اسرائيل) تحاول أن ترضي مزاج الشارع المتطرف.

ولم يخف د. المدلل تضرر بعض الفصائل الفلسطينية شعبيا من التهدئة، في ظل الخروقات الاسرائيلية، فكان لزاما عليها تغيير استراتيجيتها.

إلا أن المحلل البطة يقول أن الحكومة الاسرائيلية ليست معنية بمواجهة كبيرة، واستمرار التصعيد على قطاع غزة، مبينا أنها تريد توجيه رسائل للعرب من خلال غزة مفادها أن اسرائيل تمتلك القوة وتسطيع أن تفعل ما تريد.

وأرجع البطة السبب في عدم رغبة اسرائيل في استمرار التصعيد إلى وجود جبهة داخلية هشة داخل الكيان (الاسرائيلي)، استمرار العملية التعليمية في المدارس الاسرائيلية خصوصا في ظل تقديم الطلاب للامتحانات النهائية هذه الأيام.

إلا أن المحلل المدلل يرى أن اتحاد قادة الاحتلال (موفاز ونتنياهو وباراك) في حكومة متطرفة، ساهم بشكل كبير على مواصلة التصعيد، مؤكدا أن الاحتلال يحاول خلط الأرواق في ظل فشل التسوية مع أبو مازن.

ومن جهته يرى الخبير في الشئون العسكرية العميد اللبناني المتقاعد (وليد سكرية) أن التصعيد ضد قطاع غزة "استراتيجية إسرائيلية لاختبار النظام الجديد بمصر"، في إشارة لفوز المرشح الاخواني محمد مرسي بانتخابات الرئاسة المصرية.

وأوضح سكرية في تصريح متلفز لفضائية الأقصى؛ أن (إسرائيل) تخشى من تنامي قدرات المقاومة بغزة، مستدركاً: "التصعيد الجديد حالة استباقية لإجهاض تنامي قوة الفصائل".

وأشار الخبير العسكري إلى أن (إسرائيل) تخشى أن تمتلك جبهة غزة سلاحاً يهدد أمنها، مبينا أن الاحتلال قد يذهب إلى ما هو أكبر من العدوان الحالي لإجهاض قدرة القطاع.

 

البث المباشر