أبقت (إسرائيل) خلال الأيام الأخيرة على وتيرة التصعيد الميداني مع قطاع غزة، في ظل علو الأصوات الداخلية، خصوصاً في الجيش، المطالبة بضرورة القيام بعملية عسكرية متدرجة ضد غزة حتى الوصول لاقتلاع ما يسميه الاحتلال «الإرهاب».
وفتح هذا التصعيد وتلك التهديدات الباب أمام أسئلة تتمحور معظمها حول مدى صمود التهدئة بين غزة و(إسرائيل)، في الوقت الذي بادرت فيه قوى يسارية للدعوة للتحلل من التهدئة وفسح المجال أمام المقاومة للرد على التهديدات والعدوان.
ونفذ الطيران (الإسرائيلي) فجر أمس سلسلة غارات استهدفت موقعاً عسكرياً لـ«كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس في شرقي خان يونس، وكذلك موقعاً عسكرياً وسط بلدة بيت حانون، الأمر الذي أسفر عن وقوع أضرار كبيرة بالمواقع والمباني المحيطة بها.
وتبنّت «كتائب القسام» مسؤولية قصف مواقع الاحتلال العسكرية المحيطة بالقطاع بعدة قذائف صاروخية.
وأطلقت المقاومة 18 صاروخاً باتجاه جنوبي الأراضي المحتلة من دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار، بحسب المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزفيلد.
وفي هذا السياق توقع المختص في الشئون (الإسرائيلية) د. عدنان أبو عامر تواصل التصعيد (الإسرائيلي) ضد القطاع، مشيرا الى أن الاحتلال سيتبع سياسة الرفع التدريجي والتوتير المبرمج مع غزة.
وقال أبو عامر في تصريح لقناة القدس الفضائية:" موجات التصعيد الأخيرة شهدت ارتفاعا في حدتها وثمنها، وإسرائيل تريد بذلك أن تحقق مكاسب انتخابية في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة".
وأشار إلى أن (إسرائيل) تحاول التحرش بفصائل المقاومة واستدراجها لمربع مواجهة محسوبة إسرائيليا، مبينا أن الاحتلال يدرك تماما أن الذهاب لتلك المواجهة قد يكلفه ثمنا باهضا بعد تطور قدرات المقاومة.
وتوقع المختص في الشئون الإسرائيلية أن يشهد قطاع غزة شتاء ساخنا في الأسابيع المقبلة، وأن تكون المرحلة المقبلة "أقل من حرب وأكثر من مواجهة"، محذرا قادة فصائل المقاومة من الانجرار إلى مربع المواجهة مع الاحتلال.
وأوضح أبو عامر أن الطرفين "الفلسطيني والإسرائيلي" ليسوا معنيين بالحرب المفتوحة أو الواسعة، إلا إذا حصل شيء مفاجئ في المواجهة.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي يهود باراك قد هدد بتكرار حرب "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة إذا تواصلت صواريخ المقاومة.
وهنا اكد أبو عامر أن تصريحات "باراك" هدفها كسب مزيد من الأصوات في الانتخابات المقبلة ، واصفا اياه بالعسكري المحنك سياسيا.
وتابع :" الإسرائيليون يعتقدون أنه مادام ان هناك ملفات اقليمية مثل ايران وسيناء وسوريا وحزب الله، لم تعالج فإنه يمكن الحديث عن استبعاد أي حرب مفتوحة مع غزة في الوقت الراهن".
ولفت أبو عامر إلى أن قادة الاحتلال يعتقدون ان الدم الفلسطيني أكثر السلع الرائجة في الانتخابات الاسرائيلية".
في المقابل، حذّر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إيهاب الغصين من أن «الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال تصعيده الجديد الدفع بقطاع غزة إلى مواجهة جديدة في ظل الاندماج الانتخابي المشترك بين مجرمي الحرب (وزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان و(رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو».
وعَدّ الغصين التصعيد الأخير بأنه «محاولة تأكيد للإسرائيليين أن سياسة هؤلاء المجرمين مواصلة القتل ثم القتل»، مضيفاً أن «الشعب الفلسطيني في غزة، الذي نتقدم له بكل التحية على هذا الصمود الأسطوري في وجه آلة الموت الإسرائيلية، يثبت مجدداً أن أعيادنا هي أعياد الدم والشهادة».