قائد الطوفان قائد الطوفان

أسرة شاهين ..تسترها الدار ولا تملك الإيجار

الرسالة نت – محمد بلور

تستدعي أسرة شاهين صموداً داخلياً من مخزونها القديم بعد أن أصبحت مكاشفةً في اختبار التغلب على قسوة الحياة التي يعيشون .

يلوك سكان البيت الخمسة جراحهم بعيداً عن الناس فلا يملكون إلا مزيداً من الصمت والانكفاء على الذات وما غير ذلك يجدي؟!! .

لا يملكون معيلاً ولا بيتاً وفوق كل ذلك يتعثّرون كل ساعة أمام مطالب اليوم والليلة فلا يفلحون !

القائد الجديد

منذ أربعة شهور يشغل علاء 20 سنة الابن الأكبر قمرة القيادة بعد أن رحل ربّ الأسرة بعد صراع من المرض.

ويعيش وزوجة أبيه وشقيقته واثنين من إخوته في منزل مستأجر لا تتجاوز مساحته على أحسن حال 50 متر مربع. يتوزع الفريق السابق على مراحل مختلفة فهو طالب في السنة الأولى في قسم اللغة العربية وشقيقته أنهت دراسة السكرتارية حديثاً بينما ترك أحدهم الدراسة ولازال الأخير في الإعدادية.

أنهت شقيقتهم دراستها ولم تتمكن من استخراج شهادتها لنقص المال, ذلك المال نفسه الذي حرم علاء من تقديم الامتحانات النصفية وحضور معظم المحاضرات الفصل الماضي .

وأضاف علاء:"مشكلتنا الكبرى توفير أجرة البيت مع عدم وجود معيل ولا مصدر رزق وهي تتجدد كل شهر بينما يتبرع لنا أحيانا أهل الخير" .

يغلي البيت المستأجر على من فيه فانقطاع الكهرباء يعني تحوله إلى جحيم وتفاصيله لا تتعدى حجرتين متجاورتين وحمام ومطبخ صغير تتوسطها باحة صغيرة .

يتبرع أهل الخير بالطعام والشراب أحياناً بينما تشفع شواكل قليلة يجلبها علاء أو شقيقه أحمد لضمان بقية وجبات الأسبوع.

ويتابع علاء :"توفي والدي قبل 4 شهور فزاد أمرنا سوءً فقد كان يحاول تدبّر أمورنا لكن بعد وفاته انقطع كل شيء فنحتاج أشياء كثيرة غير متوفرة".

تسلل الإحباط إلى محاولات علاء طلب مساعدة الجمعيات الخيرية فزيارته لها كانت تنتهي دوماً بوعود لم تر النور .

أمله الوحيد في تحسين حال أسرته أن يجتاز دراسته الجامعية ويحصل على فرصة عمل تؤمّن عيشاً كريماً لأسرته .

أجرة البيت

يعزف كافة أفراد الأسرة مقطوعة موحّدة تكشف معضلتهم الأصلية ألا وهي توفير أجرة البيت قبل كل شيء .مطلع كل شهر يأتي الطارق طلباً لـ400 شيكل علاوة على فاتورة المياه والكهرباء فينقبضون أمام عجزهم كما حدث عشرات المرات .

تتشح زوجة الأب الراحل بالسواد وهي تتحدث عن انتقال كامل المسئولية إلى عاتق علاء بعد وفاة والده .

تجهش بالبكاء وتضيف:"كله يأتينا من باب الله فلا يوجد لنا دخل حتى هذا الفراش الذي تجلس عليه هو الذي ننام عليه ! أما أختهم وشقيقهم الأصغر فلا أستطيع أن أشتري لهم شيئاً مما يطلبون!" .

وتجشمت السيدة مع زوجها وأبنائه سنوات من المعاناة لكنها قبل سنوات ولجت لطورٍ جديد عندما تفاقم مرض السكري من الأب .

وتتابع :"أصيب بالسكري ثم بمرض القلب ثم بتروا ساقه وعندما ساءت حالته و كانوا يبترون الساق الأخرى مات! " .

قفزت الحياة بالأسرة لاستئجار عدة شقق سكنية أمام عجزهم عن دفع أجرة الشهر حتى انتهى بهم المطاف لما يشبه القبر المعزول.

ويخلو البيت البائس من معظم مرافق المنازل مثل الغسالة والأجهزة الكهربائية الضرورية .

 شواكل قليلة

قبل عدة سنوات اقترح الأب على ابنه الأوسط احمد 18 سنة أن يترك المدرسة ويتجه للعمل كي يساعد في نفقات البيت .

عن ذلك يضيف أحمد:" كنت في الصف الثاني الثانوي عندما قال لي اذهب واشتغل لتعيلنا فبدأت أعمل كبائع متجول أمام المدارس" .

واصل احمد العودة كل يوم ببضعة شواكل من مبيعاته لطلاب المدارس ساهمت في مصروفات البيت اليومية.

ومنذ أسابيع فقد أحمد دخله المحدود بعد بدأت الإجازة الصيفية للطلاب فلزم بيته آملاً في الحصول على فرصة عمل بديلة .

 وتطالب أسرة شاهين أهل الخير بتوفير مساعدة مالية دورية أهمها دفع قسط الإيجار الشهري وإلا ستجد نفسها قريباً في الشارع.

ويعلم الكثيرون بمعاناة أسرة شاهين وحالها البائس لكن قليلون هم من يبادرون لتقديم المساعدة فما يجري في قلب الأسرة لا يعني معظم الناس ! .

البث المباشر