قائد الطوفان قائد الطوفان

تحليل: عباس عاجز عن وقف التنسيق الأمني

غزة- ياسمين ساق الله                             

أجمع محللون سياسيون أن رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، لا يستطيع وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية, مؤكدين في أحاديث منفصلة لـ(الرسالة نت) على أن تصريح عباس الأخير المتعلق بإعادة النظر في التنسيق الأمني مع الاحتلال، جاء لسد الذرائع أكثر من كونه تهديدا واقعيا "لإسرائيل".

وقال عباس مؤخرا إن الفلسطينيون قد يراجعون علاقاتهم الأمنية مع (إسرائيل) إذا استمرت العمليات الأحادية الجانب.

وكانت إسرائيل قد أقدمت على اغتيال ثلاثة ناشطين من كتائب الأقصى أواخر (ديسمبر) الماضي في مدينة نابلس، أحدهم حاصل على عفو شامل من إسرائيل.

وينظر المحلل السياسي مصطفى الصواف إلى تصريحات عباس على أنها غير جادة، وقال ""لا أعتقد أن عباس جاد في تصريحه حول تفكير القيادة في رام الله بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال لأن السلطة جاءت وفقا لاتفاقية أمنية ".

ووصف حديث عباس بأنه مجرد بالونات إعلامية ومحاولة لدغدغه عواطف الفلسطينيين خاصة بعد جريمة نابلس.

في حين يرىالمحلل السياسي صالح النعامي  أن عباس لا يمكن له أن يتخلى عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، على اعتبار أنه ليس أمامه من خيار سوى المفاوضات.

أما المحلل السياسي مخمير أبو سعدة  يرى أن استمرار (إسرائيل) في عملية الاستيطان وارتكابها لجريمة نابلس سيلقي بظلاله سلبا على قدرة السلطة على ضبط الأوضاع الأمنية بالضفة الغربية , قائلا:" لا أعتقد كتائب شهداء الأقصى ستنتظر أن يعتقل ويغتال قيادتها أمام أعينها فإذا استمرت إسرائيل بذلك لن يكون قرار للسلطة بقدر ما يكون له انعكاسات سلبية على الكادر الأمني فيها ".

حرج واضح

ويعاود الصواف القول :" عباس يريد أن يقول لإسرائيل أن السلطة ربما تفكر بوقف التنسيق وهذا لن يخدم مصالحهم وأن العودة للمفاوضات تتطلب الموافقة على بعض الشروط الفلسطينية ", منوها إلى أن تصريحات عباس تأتي في الوقت التي تشير فيه المعطيات السياسية بأن الإدارة الأمريكية تحاول جعل عودة المفاوضات عبر القاهرة على حد قوله.

بينما يضيف النعامي:"ما حدث بنابلس في الفترة الأخيرة أحرج عباس والسلطة أمام الشعب لأنهم متعاونون امنيا مع الاحتلال الذي يعتقل ويرتكب الجرائم حتى بحق عناصر فتح , لذا تصريح عباس الأخير يأتي في إطار سد الذرائع أكثر منه تهديد عملي ".

لكن أبو سعدة يؤكد على أن معظم العاملين بالأجهزة الأمينة فلسطينيين لهم انتماؤهم , مستطردا:" كثير منهم لن يوافق على استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال متواصل في جرائمه بالضفة الغربية وقطاع غزة".

وتأتي تصريحات عباس  في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر تابعة للرئاسة الفلسطينية هذا الأسبوع عن انفراجة دبلوماسية محتملة بعد أن عقدت "إسرائيل" مشاورات إستراتيجية مع مصر.

غزل وتهديد

وحول إمكانية اتخاذ عباس قرار وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال بمفرده , يرى المحلل الصواف أن عباس قادر على اتخاذ القرار بمفرده , لكنه لن يتخذه كونه يمثل تهديدا لسلطته في رام الله وهو غير معني بذلك".

بينما يضيف النعامي :" حسب الواقع لا يمكن أن يتخلى عباس عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي لان السلطة وظيفية بمعنى أنها تقدم خدمات ومشاريع لإسرائيل فإذا قصرت بذلك تصبح إسرائيل غير ملزمة بوجود السلطة ".

في حين لم يستبعد أبو سعدة أن يتخذ عباس قرارا بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال كرد على استفزازات إسرائيل, قائلا :" بعد جريمة نابلس موقف عباس والسلطة حرج حينها لن يكون الموضع بحاجة لقرار عباس وغيره بقدر الإسراع في لجم تلك الأحداث بالضفة التي يمكن أن تتطور في المرحلة القادمة ".

ويرى الصواف دعوة عباس نوعا من الغزل مع إسرائيل حتى يوفر من خلالها وسيلة للعودة إلى مائدة المفاوضات , قائلا:"حتى اللحظة عباس يعلن تمسكه بخارطة الطريق التي تعني التنسيق الأمني الكامل مع الاحتلال الذي ما زال متواصل في جرائمه بالضفة والسلطة لا تستطيع أن تحرك ساكنا أو تغير الواقع ".

 

البث المباشر