قائد الطوفان قائد الطوفان

اعترافات لعملاء في غزة

اعترفات عملاء في غزة
اعترفات عملاء في غزة

الرسالة نت - لمراسلنا

نشرت وزارة الداخلية والأمن الوطني مساء الخميس اعترافات لعدد من العملاء الذين تسببوا في استشهاد عدد من قادة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم أبرز قادة حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية.

وأظهر الفيديو اعترف عميل كبير باخترق عدة فصائل وأبلغ عن عدد من قادتها وعلى رأسهم صلاح شحادة القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

ويُبرز العرض المصور الذي لا تزيد مدته عن 21 دقيقة تورط "عميل ميداني خطير" طيلة العقد الماضي في التخابر مع جهاز الأمن الداخلي الصهيوني "الشاباك".

وتورط "العميل المخضرم" - بحسب اعترافه أمام الكاميرا الموثقة للفيلم - في الاغتيال المباشر لعدد من قادة الفصائل الفلسطينية كان من أبرزهم "الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الذي تولى قيادة حركة حماس في غزة ومؤسس الجناح العسكري للحركة الشيخ صلاح شحادة وعضو مكتبها السياسي المهندس إسماعيل أبو شنب والمفكر الدكتور إبراهيم المقادمة والقياديين في كتائب شهداء الأقصى مسعود عياد وجهاد العمارين".

واختُتم السجل الأسود لـ "أخطر عملاء (المخلب الدموي للشاباك) في ملف الاغتيالات بإبلاغه عن المنزل الذي تواجد بداخله وزير الداخلية والأمن الوطني الشيخ الشهيد سعيد صيام في حي اليرموك غرب غزة إبان الحرب على القطاع نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009.

ويُؤكد الفيلم على لسان العميل ذاته قوله: "كنت أحلم في المسكة كل دقيقة وأنا قاعد في الدار .. ما بعرف أنام في الليل رغم أنو ضابط المخابرات الإسرائيلي كان يقول لي أنت يد (شيلانو أريشونا) – يعني يدنا الأولى -؟".

ويُشير عرض اعتراف العميل الميداني المخضرم إلى "الأوهام التي كانت تسوقها المخابرات الصهيونية لعملائها في قطاع غزة"، مبيناً أن الشاباك كان يُوهم أخطر عملائه بأن يُنفذ له أمور كثيرة من بينها أن يجعل منه تاجراً كبيراً في القطاع بطريقة تدريجية.

ويستعرض الفيلم – الذي استهل بمشهد يجسد عمل ضباط جهاز الأمن الداخلي في رصد سكنات وتحركات العملاء وملاحقتهم – اعترافات عميل آخر انضم لإحدى فصائل المقاومة الفلسطينية وكان له ارتباط وثيق مع أجهزة المخابرات والاستخبارات الصهيونية على مدار سنوات.

وبحسب العرض المرئي فقد كشف "العميل" لضباط الشاباك عن الهيكلية القيادية "السياسية والعسكرية" للجان المقاومة الشعبية، ومن الأسماء التي سردها "الأمين العام الأسبق للجان الشهيد القائد كمال النيرب والأمين العام السابق الشهيد زهير القيسي والقائد العسكري للتنظيم عماد حماد".

يشار أن جميع الذين وردت أسمائهم اغتالتهم الطائرات الحربية الصهيونية نهاية عام 2011 المنصرم أو ربيع عام 2012 الجاري.

ويُوضح فيلم الداخلية أن "العميل أصبح يذكُر لضابط المخابرات الصهيونية تفاصيل عامة عن المقاومة إضافة لكشفه تفاصيل عملية فدائية كان مسئولاً عنها القائد العسكري للجان المقاومة الشعبية الشهيد عماد حماد "كانت ستحدث في منطقة معينة لكنها فشلت بسبب إيصاله المعلومات الخاصة بها للشاباك".

ويوجه العرض رسالة لضباط الاحتلال على لسان أحد العملاء الذي عمل عنصراً سابقاً في المقاومة مع 15 ضابط من مخابرات واستخبارات الاحتلال، وكان مبهوراً بعقليات ضباط الاحتلال واصفاً إياها بالفذة ، يقول العميل " لكن أقول لكم عقلية أبناء شعبي أفذ من عقليتكم".

ويُضيف الفيلم كاشفاً إقرار الجاسوس الخطير بالتفاصيل الدقيقة لسقوطه في وحل العمالة "تمكن أبناء شعبي – في إشارة لجهاز الأمن الداخلي – من كشف كل مؤامراتكم – في إشارة لعملاء الشاباك – وكشف التفاصيل الدقيقة عنكم وعن شخصياتكم وعن جميع أعمالكم وما تمكرون له".

ويلفت العرض المرئي إلى أن (العميل الذي زرعته المخابرات الصهيونية في المقاومة) تفاجأ وذُهل خلال التحقيق معه بالعقلية الفذة التي يتمتع بها ضباط جهاز الأمن الداخلي بـ"أنهم يذكرون معلومات دقيقة وتفاصيل مملة عن شخصيات العملاء وعن مشاكلهم الشخصية فلينتبهوا مع من يتعاملون".

فضح "الشاباك" وقصص الإسقاط

"تم التعريف على فتاة وقامت بالاتصال برقمي ..وافقت ،، اتصل بي ضابط المخابرات وذكر لي بعض الأمور الشخصية وهددني بكشف مكالمة كانت بيني وبين إحدى الفتيات" ... تفاصيل بعض اعترافات المتساقطين في الملف الثاني الذي لم تقل خطورته عن سابقه لعلاقته بفضح أساليب المخابرات الصهيونية وقصص الإسقاط والابتزاز التي اتبعها بحق الشباب والمواطنين الفلسطينيين على حد سواء.

ويوضح الفيلم كشف جهاز الأن الداخلي هيكلية ضباط المخابرات الصهاينة موزعة على محافظات قطاع غزة .

ويُبين أن أحد العملاء تقابل مع عدد كبير من ضباط الشاباك الصهيوني كان من بينهم ضابطة تُدعى "ريتشل".

كما يُشير الفيلم إلى اعتراف أحد العملاء "الشبان" بأن ضابط مخابرات يُدعى "يزيد" أرغمه على الارتباط معه عقب الضغوط والتهديد الذي لقيه منه و50 من أفراد عائلته ممن اعتقلهم الاحتلال من إحدى مناطق قطاع غزة خلال الحرب وزج بهم في أحد سجونه.

ويُورد الفيلم الأمني "إقرار عميل آخر ارتباطه بالمخابرات الصهيونية عام 2006 عن طريق ضابط مخابرات إسرائيلي يُدعى (بدر)".

ويسرُد العرض المرئي قصة عميل من نوع آخر، وقع في فخ العمالة بعد جملة اتصالات تلَقاها من فتاة "أعجب بصوتها وبتقديرها لأهل غزة وبطولاتهم ليكتشف في نهاية المطاف ارتباطها بالمخابرات"، بل إمعاناً في طمأنته كانت الفتاة تقطع مكالمته بحجة أنها " رايحة تصلي" .

ويستعرض الفيلم كذلك حكاية عميل سلك خلال ارتباطه وتواصله مع "الشاباك" عدة سبل وطرق ابتدأت بالمحادثة الصوتية عبر جوال مُزود بشريحة أورانج "إسرائيلية" وانتهت بإرسال معلومات عن صواريخ المقاومة وأنشطتها عبر فلاشين "قلمين ذاكرة" أرسلها له ضابط المخابرات الصهيوني ليتحول اتصاله به عبر الانترنت".

المعلومات

"انطلب مني رقم سيارة مسعود عياد وقلي ضابط المخابرات معك 5 أيام تجبلي إياه قلتلو بدي جبلك إياه خلال 5 ساعات .. فعلاً جبتو.. برضو جبت رقم سيارة جهاد العمارين ولونها وموديلها ونوعها".. خلاصة اعترافات أخطر العملاء الميدانيين للكيان في غزة .

ويُسلط الفيلم الأمني لوزارة الداخلية الضوء على اعترافات أحد العملاء "بطلب المخابرات الإسرائيلية منه أواخر عام 2006 وأوائل 2007 معلومات عن القوة التنفيذية (أعدادها ، مراكزها، سياراتها) والتي شكلت في عهد الحكومة الفلسطينية العاشرة بقرار من وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام.

ويذكر العرض أن "العميل ذاته طلبت منه المخابرات الصهيونية بعد ذلك معلومات وقت الحسم العسكري صيف عام 2007 عن كيفية نقل حركة حماس للسلاح والأفراد وكيف توزع أفرادها ؟؟".

ويُشير الفيلم - الأول من نوعه - إلى "اعتراف عميل آخر بطلب ضابط المخابرات الصهيونية منه أسماء أشخاص – كانت أسمائهم مدشنة في قائمة يحملها ذلك الضابط – ثم يستفسر "الشاباك" من العميل عن الأسماء التي يعرفها وأماكن سكنهم ويطلب منه إحضار أرقام "جوالاتهم" وأنواع سياراتهم".

وعاد العرض ليبرز حديثاً للعميل "الذي ارتبط بالمخابرات الصهيونية بعد الضغوط التي تعرض لها داخل السجون حيث زود "الشاباك" بمعلومات عن المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ وتحركات رجال المقاومة ونقاط المرابطين وأنفاق المقاومة".

كما نوه إصدار إعلام الداخلية المرئي إلى طلب المخابرات الصهيونية من عميل آخر ملاحقة "بعض السيارات وتزويده بأرقامها وعدد راكبيها .

التنسيق الأمني

وعن هذا الملف خطير التداعيات والتأثير حدث ولا حرج، إذ يستعرض الفيلم كيف أن التنسيق الأمني هو مدخل لإسقاط ضباط السلطة الفلسطينية في وحل العمالة.

أحد هؤلاء الضباط برتبة عقيد كان يعمل وفقاً للفيلم، في مكتب وزير الداخلية الأسبق في عهد السلطة وحضر بصحبته عدة اجتماعات حصلت بين السلطة والاحتلال هدفت لتنسيق الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة صيف عام 2005.

ويُشير الفيلم إلى أن "علاقة العقيد المخضرم مع المخابرات الصهيونية تنامت وتطورت بعد عملية ابتزازه أثناء تنقله عبر معبر إيريز لمكتب عمله في القدس المحتلة وبعد إصرار ضابط الشاباك الصهيوني "نضال" عدم دخول العقيد المعبر إلا بعد الموافقة على العمل مع المخابرات فكان الرد من الأول "بالإيجاب" وعدم الاعتراض"، فعُقدت عدة لقاءات بينه وبين "الشاباك" في معبر إيريز والقدس إلى جانب لقاءات أخرى احتضنها كيبوتس نير عام المحاذي لقطاع غزة.

عملاء على مرور الزمن

ويُظهر فيلم الداخلية في هذا الملف قصة متخابر مع الاحتلال منذ عام 1961، أي فاقت سنوات عمالته أربعة عقود متتالية.

وفي تفاصيل ارتباطه بالشاباك يوضح العرض المرئي أن "العميل الختيار عُرض عليه من ضابط مخابرات صهيوني بعد اعتقاله ما يربو على شهرين أن يتم إنهاء قضيته وإطلاق سراحه مقابل العمل مع الشين بيت الصهيوني فوافق".

ويسُرد الفيلم تفاصيل اللقاءات التي كان يعقدها "الجاسوس المُسن"، مشيراً إلى أن بعضها كان يتم داخل الأراضي المحتلة عام 48 وكانت جميع مواعيده مع ضابط الشاباك "الكابتن سمير" تسجل على نوتة بالتاريخ واليوم والساعة مع التشديد من قبل الضابط على تسجيلها كـ"رموز".

ويشير الفيلم الأمني إلى الرسالة الأخيرة للعميل الختيار والتي تحدث فيها عن تجربته في "عالم الجاسوسية" ووقوعه في شرك الشاباك وإيصاله معلومات عن المقاومة طيلة أربعون عاماً مقابل مبالغ مالية زهيدة، ليصف في نهاية المطاف حكايته مع العمالة بـ"المخزية والزائفة".

وينوه العرض إلى علامات الندم والحسرة التي انتابت العميل المُسن المخضرم الذي تساءل في رسالة ختامية "العميل راح يعدم ويموت إذا لم يمت السنة هذه سيمت السنة المقبلة .. لكن إش خلف وراه من سمعة لأبنائه وبناته وبنات بناته ..".

بينما يُورد الملف ذاته حكاية عميل ارتبط بأجهزة الاستخبارات الصهيونية منذ عشرين عاماً – تحديداً مطلع عام 1989 ثالث أعوام انتفاضة الحجارة الأولى .

وبدأت قصة العميل مع التخابر بحسب الفيلم في إخماد الإطارات المطاطية التي كان يشعلها الفلسطينيون في شوارع غزة إلى جانب تنظيف المرافق المحيطة بالمواقع والمراكز العسكرية الصهيونية من الحجارة والإطارات.

وبحسب الفيلم فإن "العميل تهرب من ضابط المخابرات المدعو أبو رامي لكنه ما لبث بعد فترة للعودة لأحضان المخابرات الصهيونية بعد تهديده أثناء عمله في الأراضي المحتلة عام 48".

ويظهر - العرض المرئي الذي بثته الداخلية عبر موقعها الالكتروني وعدة وسائل إعلامية بالتزامن – أن "المخابرات طلبت من عميل عام 89 معلومات عن مطاردين من حركة فتح خلال الانتفاضة الأولى وعن أسماء المطاردين في منطقته والمشاركين في إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال".

الإشاعة وإفساد المجتمع

في هذا الملف تورط عميل مخضرم – سردنا تفاصيل إجرائمه في ملف الاغتيالات في بداية التقرير- لكنه لم يترك مجالاً يجسد فيه "الابن المدلل لـ(إسرائيل) إلا وسلكه .

ويروي الفيلم "في ذات مرة طلب ضابط المخابرات من أخطر العملاء الميدانيين نشر إشاعات حول زوجة الرئيس الراحل ياسر عرفات "سهى" حول قضية أموال شركة البحر" وكان دور العميل يتمثل في بث الشائعات حول سرقة "زوجة أبو عمار" الأموال والهروب بها للخارج في كل مكان كان يرتاده.

ويُظهر العرض المرئي الذي أنتجته الداخلية "بث العميل الميداني الخطير إشاعات حول أزمة السولار أثناء استقلاله السيارات وكان المواطنون يتفاعلون مع الأكاذيب التي روجها "الجاسوس".

وبحسب الفيلم فإن "أخطر عملاء إسرائيل الميدانيين بث شائعات حول أزمة الكهرباء التي حدثت عقب قصف طائرات الاحتلال محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة ما أدى لانقطاع التيار الكهرباء عن سكان القطاع وكان العميل يبرر الموقف بـ"سبب أسر حماس الجندي جلعاد شاليط ويروج شائعات في السيارات التي كان يستقلها حول هذا الموضوع".

وتدور رحى الحرب الخفية بين العقول الفذة لضباط الأمن الداخلي ومسئولي الشاباك هذه المرة من جانب أحادي ستوجه "الأدمغة الفلسطينية" فيه هذه المرة ضربة قاسية لبيت العنكبوت الصهيوني.

البث المباشر