يحظى عدد من الفواكه بمكانة خاصة في الموروث الثقافي العربي. فثمة طرفة عربية قديمة تتحدث عن البطيخ بالقول "به نتعشى ونتحلى ونتسلى"، في إشارة الى انه كفيل بأن يُشبع وطعمه حلو والاستفادة من بذوره. وكذلك يتمتع الزبيب (العنب المجفف) بمكانة لا تقل شأناً عن مكانة البطيخ، اذ غالباً ما يردد العرب مثلاً شعبياً منتشراً يقول "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب".
ويبدو انه وبفضل الاكتشافات العلمية الحديثة، بالإضافة الى ما هو معروف من فوائد البطيخ والعنب المجفف، ستزداد أهمية هاتين الفاكهتين لدى جميع شعوب العالم وليس العرب فحسب.
فقد أثبتت دراسة أمريكية حديثة ان بعض مكونات البطيخ تؤدي وظيفة المنشط الجنسي "الـ "فياغرا". وبحسب العالم بيمو باتيل من جامعة "إيه آند إم" في ولاية تكساس فإن البطيخ يحتوي على مادة phyto-nutrients التي تتحول في جسم الانسان الى حمض Arginine الأميني، مما يعود بفائدة عالية على القلب وبتحسين جهاز المناعة، وذلك بالإضافة الى ان البطيخ يشمل على مادة "سترالين" التي تلعب دوراً مهماً في توسيع الأوعية الدموية وزيادة الشهوة والقدرة الجنسية على حد سواء.
وعلاوة على ان البطيخ يمتاز عن الـ "فياغرا" بأنه ثمرة طبيعية، فإنه يتميز كذلك بأنه ينشط الدورة الدموية بدون عوارض جانبية، مما يعني ان فوائده أعم وأشمل مقارنة مع العقار الصناعي. ويشير علماء انهم بصدد الإعداد لانتاج نوع بطيخ جديد مهجن يحتوي على نسبة أعلى من مادة الـ "سترالين" المتوفرة في قشر البطيخ، كي يتسنى للانسان الاستفادة من هذه المادة المهمة بدلا من ان يُقذف بها في حاوية القمامة.
أما الزبيب فيؤكد باحثون أمريكيون، بناءً على دراسات متواصلة، ان لتناول بضع حبات منه 3 مرات في اليوم فائدة كبيرة تتمثل في تقليص معدل السكر في الدم. وقد خضع لهذه الدراسة 46 رجلاً وامرأة يعانون النوع الثاني من السكري، حيث رصد الأطباء ارتفاعاً في مستوى الغلوكوز لديهم.
وخلصت هذه الدراسة الى ان تناول الزبيب بعد 3 وجبات يومية في غضون 3 أشهر أدى الى انخفاض نسبة السكر في الدم بنسبة 16%، فيما انخفضت نسبة الغلوكوز الى 0,12%. وقد تم تقديم التقرير الخاص بنتائج هذه الدراسة للجمعية الأمريكية لمرضى السكري في ولاية فيلاديلفيا، خلال مؤتمر الجلسة العلمية التي عقدتها للمرة الـ 72.