قائد الطوفان قائد الطوفان

3 ساعات بين تناول كل كعكة

كعكة واحدة تعادل رغيفي خبز !

الرسالة نت – أحمد عوض الكومي

تفوح رائحة "كعك العيد" بأزقة وشوارع قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، فالموروث الثقافي يأبى أن يندثر وإن مرَّ عليه عقود.

وينشغل أهل غزة آخر أيام رمضان في إعداد الكعك وما اختلف من المعجنات لتزيين الموائد في عيد الفطر المبارك.

ولا يخلو بيت فلسطيني هذه الأيام من كعك العيد بدليل الإقبال الكثيف على مكوناته من دقيق وعجوة وسمن وخلافه، ومن يسير بشوراع غزة يؤكد حقيقة ذلك، فـ "الرائحة الشهية أغنت عن عطور بارس!" في نظر كثيرين.

ويتناول الغزيون كعك العيد بشراهة، خاصة إن كان يرافقه مشروب الشاي الساخن، متجاهلين أضراراً صحية قد تصيبهم وإن كانت فوائد الكعك تفوق.

لا ننكر أن كعك العيد يحتوي على كثير من العناصر الغذائية المفيدة، أهمها الكربوهيدرات والبروتين والدهون وبعض الإضافات الغذائية الطبيعية التي تميز الطعم والرائحة لهذه المخبوزات، بيد أن أضراره جمة كما فوائده.

الدكتورة عفاف أمين أستاذة صحة الطعام بالمعهد القوي للتغذية، نشرت بحثاً مطولاً حول أضرار كعك العيد بعدما سردت فوائده.

وتفتتح أمين بحثها بالتأكيد على أن "رائحة الكعك" أثناء إعداده ذات أثر صحي إيجابي على الجسم، لدورها في زيادة إفراز العصارات الهاضمة وتنبيه المعدة والإثنى عشر ليزداد نشاطهما مما يساعد على هضم نشويات ودهون الكعك.

وتشير إلى أن الإفراط في تناول الكعك يؤدي إلى الإصابة بالبدانة، موضحة أن الكعكة الواحدة تحتوي على 35% نشويات و30% سكريات و 35 % دهون.

وتؤكد أن تناول كمية من الكعك تمنح الجسم طاقة أكثر من احتياجه اليومى، حيث تمد الكعكة الواحدة الإنسان بـحوالى 400 سعر حرارى.

والمثير للدهشة فيما نقلته أستاذة صحة الطعام أن السعرات الحرارية والقيمة الغذائية في الكعكة الواحدة تعادل رغيفين من الخبز.

ونصحت أمين بألا يسرف الإنسان عند تناوله الكعك؛ لأنه بقدر ما في تناول الكعك من استمتاع لمذاقه الشهي بقدر ما فيه مضار على الصحة.

والزيادة من سكريات الكعك –وفق أمين- يتحول إلى دهون يتم تخزينها فى الجسم لتصبح خطراً يهدد الصحة العامة ويؤدى إلى الإصابة بالبدانة التى يترتب عليها قلة المجهود البدنى وزيادة العبء على الأعضاء خاصة القلب والرئتين والكليتين.

وتنصح أن تكون وجية إفطار يوم العيد خفيفة مع الاعتدال فى تناول الكعك وبضرورة تقليل نسبة السمن والدهون المستخدمة، ويكتفى بتناول كعكتين فى اليوم على فترات زمنية متباعدة أو تناول كعكة وقطعة "غريبة" وقطعة "بيتى فور" وهذا يعطى الجسم نصف ما يجب أن يحصل عليه من طاقة طوال اليوم واكثر من 40% مما يجب أن يتناوله طوال اليوم من دهون غذائية.

وتضيف: "نظراً لأن الدهون فى الكعك تسبب الشعور بالامتلاء لاحتياجها إلى وقت أطول فى الهضم فيجب أن تكون هناك فترة زمنية لا تقل عن 3 ساعات بعد كل مرة يتم فيها تناول الكعك".

وتشير إلى تناول كعكة واحدة فقط حتى لا تزداد نسبة الكولسترول فى الدم خاصة لدى بعض المرضى مثل مرضى الأوعية الدموية والقلب، وتشكل هذه المواد الدسمة والسكرية خطراً واضحاً على مريض السكر، خاصة إذا كان يعاني من ارتفاع مصاحب لضغط الدم أو زيادة في نسبة الدهون في الدم أو زيادة الوزن.

وتفضل أخصائية التغذية تناول الكعك بجانب المشروبات، خاصة "الحلبة والقرفة"؛ كونها تجنب آثار الكعك الضارة، مبينة أن "الحلبة" تحتوى على مادة "الجلاكتوفتان" التى تخفض مستوى السكر والكوليسترول فى الدم، ومشروب "القرفة" كذلك يساعد أيضاً على هضم المواد الغذائية الدسمة التى تدخل فى إعداد كعك العيد.

ونصحت الدكتورة عفاف أخيراً بضرورة أن "نراعي فيما نأكل ليس فقط في الكمية بل النوعية أيضاً، وممارسة الرياضة لحرق الطاقة الزيادة".

البث المباشر