عاب علينا البعض الصمت على الإجراءات المصرية في معبر رفح بعد الجريمة النكراء بحق ثلة من المغاوير من الجيش المصري والذين تم اغتيالهم على أيدي مجموعة مجرمة ضالة، ظانين أننا التزمنا الصمت كون الرئيس محمد مرسي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي نكن لها الاحترام والتقدير وأن صمتنا كان على حساب مصلحة شعبنا الفلسطيني.
نحن انتظرنا لأننا نعلم علم اليقين أن أسباب إغلاق المعبر كانت أسبابا أمنية بحتة وأن ملاحقة مرتكبي الجريمة والفوضى الأمنية في سيناء هي السبب وراء هذا الإغلاق ، وان هذا الإغلاق ليس سياسيا خدمة للاحتلال أو أصحاب المصالح الخاصة وان مصر الثورة لن تكون مصر مبارك وان سياسة حصار غزة من قبل مصر انتهت وبلا رجعة وان قرارات مرسي التي أعلن عنها عقب لقاء رئيس الوزراء إسماعيل هنية هي التي سيعمل بها على المعبر.
إن قرار إعادة فتح المعبر طوال أيام الأسبوع والذي أعلنه الجانب المصري وابلغه للجانب الفلسطيني والذي عمل به أمس الأحد يؤكد وشكل قاطع ان مصر حكومة وشعبا لن تكون سببا في حصار بل ستكون عونا للشعب الفلسطيني وستقف بجواره في المحفل وستسانده سياسيا واقتصاديا وفي المجالات كافة حتى يستعيد حقوقه وينال حريته ويقيم دولته.
إن محاولة نزع مصر من بعدها العربي والقومي والإسلامي فشلت ولن يكتب لها النجاح ودليل ذلك تلك الدعوة للتظاهر التي دعا إليها اليسار المصري وبقايا النظام السابق والذين يتحالفون ليس من اجل مصلحة بلدهم بقدر ما يسعون إلى تحقيق مصالحهم السياسة وغير السياسية والتي لا تلتقي مع مصالح الشعب المصري الذي اختار بإرادة حرة محمد مرسي ليكون رئيسا لمصر الثورة والذي يسعى إلى إعادة مصر لمكانتها الحقيقية واخذ دورها في قيادة المنطقة العربية والمشاركة في صنع القرار الذي يحقق مصلحة الأمة العربية ووقف حالة التبعية لجهات أجنبية.
مصر اليوم لن تتخلى عن القضية الفلسطينية ولن تعود إلى الخلف ، مصر اليوم ستتحمل المسئولية الكاملة مع العرب والمسلمين من أجل فلسطين والشعب الفلسطيني ، فصبرنا على ما حدث في معبر رفح ليس تواطؤا أو سكوتا أو خوفا أو حرصا على الإخوان المسلمين، إلا أنه صمت إعطاء الفرصة للحكومة المصرية من أجل حماية أمنها القومي والذي يشكل جزءا من أمننا القومي، فكان صمت المرتقب لما سيأتي بعده ، صمت المؤمن بان القادم سيكون أفضل وأن مصر الثورة لن تكون كمصر مبارك وان هذه الإجراءات ما هي إلا لحظة طارئة أو سحابة صيف فرضتها الضرورة والحاجة.
مصلحة شعبنا الفلسطيني مقدمة على أي مصلحة أخرى ولكن لا يعني ذلك أن نغفل مصالح الآخرين التي يجب أن نحافظ عليها لأنه لا فرق بين مصلحة فلسطين ومصلحة مصر فكل منها يكمل الآخر وعلينا أن نقدر الظروف والأحوال وأن ندرس الأسباب بعقلانية وان نفرق بين سبب طارئ وبين سياسة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني كما كان في عهد المسجون مبارك.
يجب أن نكون أكثر عقلانية والا نسارع في النقد أو الاعتراض أو الغمز واللمز فورا ودون تفكير وعلينا ألا نكون كما كان الإعلام المصري عقب الحادثة المفجعة وكال سيلا من الاتهامات لفلسطين وشعبها وحملها مسئولة الحادثة وما يجري في سيناء بشكل فاضح وظالم، فلا نريد أن نكون مثلهم معول هدم لعلاقة تاريخية بين شعبين انصهرا مع بعضهما البعض بل أردنا أن نكون داعين إلى التعاون وتعزيز الأمن المشترك والتعاون من اجل حماية الشعبين المصري والفلسطيني.