قائد الطوفان قائد الطوفان

غارات جوية ونيران أرضية

التصعيد الإسرائيلي.. مقدمة لحرب أم لضرب الاستقرار؟

الرسالة نت - رامي خريس

           الطائرات الحربية الإسرائيلية تشق من حين للآخر أجواء قطاع غزة ، تقصف هدفاً هنا أو هناك ، وتتوغل الدبابات بين فينة وأخرى في المناطق الشرقية للقطاع تجرف مساحات من الأراضي الزراعية وغيرها ، ومدفعية الجيش تبدد سكون غزة فتطلق نيرانها لتصيب أو تقتل احد المرابطين أو مزارعاً أراد حرث أرضه أو حصادها.

بهذه العمليات افتتحت (إسرائيل) عام (2010) في خضم فعاليات إحياء حرب الفرقان التي مرت عليها عام تقريباً .

وسبق الغارات على غزة عملية تصفية لثلاثة من قادة شهداء الأقصى في نابلس حملت بصمات التنسيق الأمني في الضفة الغربية.

 المراقبون يرون أن التصعيد الإسرائيلي ، قد يكون مقدمة لحرب أخرى سيقدم جيش الاحتلال على شنها ضد قطاع غزة وقد تشمل مناطق أخرى ولكن توقيت ذلك ليس معلوماً حتى اللحظة، فحكومة الاحتلال وبحسب المتابعين للشأن الإسرائيلي لن تترك غزة تنتعش من جديد وتتطور مقاومتها بدون ما يكون ذلك بحاجة إلى معالجة ما.

ومع ذلك فإن هناك من يرى خلاف ذلك وان حكومة الاحتلال لن تقدم على حرب جديدة في الفترة القريبة القادمة لاسيما أنها لو أرادت قهر غزة ومقاومتها لفعلت ذلك خلال حرب الفرقان وأن ما يحدث من تصعيد يأتي في إطار خلخلة الاستقرار في غزة ودفع فصائل المقاومة إلى حالة من الإرباك الدائم.

** تكتيك جديد

ومع أن هذا الرأي يبدو وجيها أيضاً إلا أن أسباب ودوافع حكومة الاحتلال لشن حرب جديدة لا تزال قائمة ، ولكنها قد تكون بعد مرور فترة من الزمن وبتكتيكات أخرى غير التي جرى استخدامها في حرب الفرقان أو كما يسمونها " الرصاص المصبوب ".

وإذا كان الحديث يدور عن نوايا (إسرائيل) ودوافعها فإننا لا نستطيع أن نغفل التدريبات المكثفة التي يجريها جيشها في صحراء النقب والسيناريوهات المحتملة التي يرسمها العسكريين الإسرائيليين للحرب الجديدة ، وفي تقرير عرضه التلفزيون الإسرائيلي ذكر أن عملية "الرصاص المصبوب 2" بحسب ما أطلق عليها قد تستغرق أسبوعا فقط وأن سلاح المدفعية يجب أن يدخل الحرب إذا أرادت (إسرائيل) اجتياح غزة بالكامل".

وقال أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي في التقرير المذكور: "هذه حرب وليست مزاحا.. ونحن في الجيش نتدرب على كل شيء، وإذا عادت الحرب إلى غزة فكل الألوية في الجيش ستشارك فيها لاسيما سلاح المدفعية ".

ضابط آخر قال في التقرير: "سننشر قواتنا في المناطق المكتظة بالسكان ونتدرب على الاحتماء من أسلحة بالغازات قد تستخدمها المنظمات الفلسطينية".

وفي السياق ذاته عرضت الصناعات العسكرية الإسرائيلية النظام المضاد الذي طورته لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى لاسيما صواريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقالت إنها أثبتت نجاحها.

وكان جابي أشكنازي، رئيس أركان جيش الاحتلال، قد صرح قبل شهر تقريباً بأن قواته: "لن تسير وراء مزيد من الأوهام، فالأوضاع في جنوب إسرائيل (غزة) من الممكن أن تتغير في أي لحظة، سواء خلال هذه الأيام أو الأيام القادمة"، مضيفا: "الهدوء النسبي في الجنوب من الممكن أن ينتهي في أي لحظة".

وإذا كان أحد أوجه التصعيد الإسرائيلي يأتي في الإطار العسكري  فإن لدى (إسرائيل) أوراقاً تصعيدية أخرى ، فتكثيف الاستيطان وإحكام الحصار وإغلاق المعابر، من شأنهما دائماً وفي أي لحظة، أن يوفرا سبباً كافياً لقلب الطاولة على رؤوس اللاعبين، وإعادة خلط الأوراق في المنطقة برمتها.

 

البث المباشر