ندّدت مؤسسة حقوقية أوروبية، بإقدام سفن حربية تابعة للجيش الاسرائيلي على مهاجمة زوارق صيد فلسطينية قبالة شاطئ بحر غزة، محاولة إغراقها وتهديد حياة، "من عليها من صيادين مدنيين بصورة متعمّدة".
فقد وزع "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، شريط فيديو التقطته كاميرا صحفي، يُظهر مهاجمة سفينتين حربيتين صهيونيتين لخمسة زوارق صيد تعود لمواطنين من قطاع غزة كانت تُبحر على مقربة من الشاطئ، صباح يوم الثامن والعشرين من شهر آب (أغسطس) الجاري.
واستنكر المرصد، في بيان مكتوب "الهجوم السافر الذي ارتكبته سفن الاحتلال، لا سيما وأنه هدّد سلامة زوارق الصيادين وحياة من عليها بصورة مباشرة"، محذراً من استمرار هذه الممارسات في ظل غياب الرقابة الدولية والأممية الرادعة.
واعتبر هذا الهجوم، الذي استطاعت الكاميرا توثيقه، "امتداد لسلسلة من الممارسات الممنهجة التي تعتمدها السلطات الإسرائيلية لتدمير قطاع الصيد البحري في غزة، والذي يعتاش منه أكثر من 70 ألف مواطن، في ظل حالة البطالة والفقر المستشرية بفعل الحصار الإسرائيلي على القطاع".
ونوّه المرصد الحقوقي إلى أنّ الكاميرا استطاعت التقاط هذا الهجوم من على شاطئ البحر، حيث لم تتجاوز الزوارق الفلسطينية مسافة الصيد المسموح بها من قبل الاحتلال، إنما تمّت مهاجمتها على بعد أقل من ميليْن بحرييْن، وذلك في مخالفة مركّبة للقانون الدوليّ.
وكان تقرير موسّع أصدره المرصد الأورومتوسطي في شهر مايو الماضي قد خلُص إلى أنّ سلطات الاحتلال لم تكتفِ بالتقليص أحاديّ الجانب لمسافة الصيد المسموح للفلسطينيين بالإبحار خلالها، إنما عمَدت إلى منع شريحة واسعة من الصيادين (يقدر عددهم بـ 3600 صياد) من ممارسة حقهم بالعمل بحرية وبشكل آمن عبر الأميال البحرية التي حصرت نطاق عملهم خلالها، وذلك عن طريق التدخل العسكري من قبل الزوارق البحرية التابعة لجيش الاحتلال.
ووثّق تقرير الحقوقي ما يزيد على 150 انتهاكاً سنوياً يرتكبه الاحتلال ضد الصيادين، من اعتقالات وإطلاق نار ومحاولة إغراق لزوارق الصيد وتخريبها ومصادرتها.