كشف النقاب مؤخرا عن وجود 6 قواعد تخزين أمريكية تحوي معدات بقيمة مليار دولار توجد في (إسرائيل) لحالة الطوارئ لا تستخدم إلا بإذن من أمريكا، ولكنها تؤخذ بالحسبان عند التخطيط لأي عمل، لأنها عند حاجتها الماسة فإنها ستستخدمها حتى دون إذن أمريكي.
هذا الكشف لم يأت عفويا أو اعتباطيا بل مقترن تماما بقرع طبول الحرب في أرجاء الشرق الأوسط، ما يعني أن التعاون مع الحليف الأهم لـ(إسرائيل) يلقى معنى أهم من أي وقت مضى، فالجيش (الإسرائيلي) قوي ومستقل، ولكن في حالة مواجهة واسعة قد تنتهي الذخيرة فيما القواعد الأمريكية السرية المنتشرة في كل أرجاء الكيان مليئة بالذخيرة: القنابل الذكية، والصواريخ، والمركبات من أنواع مختلفة.
وإذا اضطرت (إسرائيل) بالفعل للعمل في إيران سواء وحدها أم بالتعاون مع الولايات المتحدة فثمة احتمال معقول عال لأن تضطر للخلفية الإستراتيجية في شكل تلك القواعد المليئة مع العلم أن هذه القواعد الموجودة في: "هرتسيليا بيتوح"، ومطار "بن غوريون"، وفي قواعد سلاح الجو "عوفدا نبطيم"، وهي مليئة بالمعدات الغالية بمبلغ يفوق مليار دولار، وهذه المخازن لا تشكل الاعتبار المركزي لمن يقرر الخروج للحرب، ولكن هذا بالتأكيد يوجد في منظومة الاعتبارات.
وقد طالبت (إسرائيل) بمخازن كبرى مليئة بمعدات ثقيلة وبدبابات، أما الأمريكيون فوافقوا في البداية على أن يخزنوا فيها فقط معدات طبية، وبدأت الولايات المتحدة بإقامة المخازن المبنية في أقبية تحت أرضية.
ولكن محافل عسكرية (إسرائيلية) أخرى تعتبر أن هذه المخازن تعطيها الإحساس بأن لديها معدات أكثر مما هو موجود حقا، والاحتياطي عندها لم يكن في أي مرة من المرات كافيا.
الحرب التي تطول قد تؤدي لنقص في القذائف والقنابل ومعدات أخرى، ولكن الاحتياطي دوما يقلص في ميزانية الحرب، وعندما يكون السؤال: هل لملء المخازن؟، أم لتحويل الأموال للتدريب؟، أم لشراء الطائرات الصغيرة دون طيار أم الدبابات؟ (...) المخزون يوجد في المكان الأخير.
• التخطيط الميداني
كما إن المخازن الأمريكية تسهل لتخطيط الأعمال العسكرية، لأنه في كل عملية يمكن أن تحتسب المعدات الأمريكية، ورسميا محظور على (إسرائيل) استخدامها إلا بإذن أمريكي، ولكن بالتأكيد يحتمل أن تمر في رأس أحد ما الفكرة في أنه إذا احتاجت لهذه المعدات احتياجا شديدا والأمريكيون لم يأذنوا لها بالوصول لمخازن الطوارئ فإنها ستأخذها بكل الأحوال.
كما إن هذه المواقع لا تظهر في الخرائط، ومكانها الدقيق سري، وبعضها مخازن تحت الأرض، وبعضها مبنية "بركسات مفتوحة"، وموقع 51 يضم ذخيرة ومعدات في مخازن تحت أرضية، وموقع 53 يوجد في قواعد سلاح الجو، وموقع 54 هو مستشفى عسكري للطوارئ قرب (تل أبيب) مع 500 سري، وموقعا 55 و56 مخزنان للذخيرة.
وفي إطار الاتفاقات بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) فالأولى تمول صيانة القواعد والحراسة عليها، والجنود الصهاينة وشركات الحراسة يحرسون المنشآت بواسطة وسائل حراسة متطورة، ويشرف ضباط أمريكيون من مقر "يوكم" في ألمانيا على الصيانة، حيث يوجد 150 جنديا أمريكيا داخل (إسرائيل) في مهمات مختلفة.
إلى جانب ذلك يتضمن التعاون بين (إسرائيل) والولايات المتحدة معدات عسكرية في إطار اتفاق WRS: مخازن احتياط عسكرية، وفي فحص عادي أجري قبل 5 سنوات اشتكى المراقبون الأمريكيون من إهمال في الحراسة، وعلى بعض الأبواب لم تكن أقفال رقمية، وفي بعض المنشآت لم تكن كاميرات حراسة وغيرها من المعدات.
وتعتبر هذه القواعد الأكثر تطورا في المواضيع التكنولوجية، ويمكنها عرض خدمات صيانة جيدة وزهيدة أكثر من الأمريكية، وكلما كان الاحتياطي أكبر كانت فترة التنفس التي تحصل عليها (إسرائيل) وقت الطوارئ أفضل، فقد كانت الحروب في السنوات الأخيرة طويلة ولا يوجد فيها ضربة واحدة كما في حرب الأيام الستة، لذلك تحتاج إلى احتياطي يناسب طول الحرب.
وعندما تحتاج (إسرائيل) في وضع حرج لتموين من جديد كما حصل في حرب 1973، فمن المتوقع أن الأميركيين سيسمحون باستخدام المخازن، ما يعني أن مخازن الطوارئ تساعدها، ولكن طول التنفس هو وظيفة قدرة صمود الجبهة الداخلية أكثر من عدد الدبابات.