أجمعت الفصائل الفلسطينية على أن خطاب رئيس السلطة محمود عباس نسف جهود المصالحة كما أنه خطوة سريعة للخلف لتعمق الإنقسام.
وأكدت الفصائل في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" السبت، أن أسلوب أبو مازن في الحديث عن المصالحة والأزمات التي تعصف بالسلطة في الضفة المحتلة محاولة للإتلاف على الفشل السياسي الذي وصل إليه واستجداء الحلول.
ورهن عباس خلال مؤتمره الصحفي اليوم، البدء بتحريك ملفات المصالحة المتعثرة بعمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة، قائلاً :" المصالحة لن تتم إلا بعودة عمل الانتخابات في غزة".
خطوة للوراء
مروان أبو راس القيادي في حماس والنائب عن كتلتها البرلمانية، وصف خطاب عباس بأنه خطوة سريعة للوراء وإفشال متعمد للجهود التي تبذل في استعادة المصالحة الفلسطينية.
"
أبو راس: الرهان على الاحتلال وواشنطن جعل السلطة لا تملك من أمرها شيئا"
وأكد أن عباس أراد من خلال خطابه استثمار الحراك الشعبي ضده وضد حكومته لاستعطاف الدول العربية والأوروبية للوقف بجانب سلطته خوفاً من انهيارها.
ولفت إلى أن حكومة فياض تعاني من أزمات حقيقة جاءت بفعل ممارساتها على أرض الواقع، ونهبها للحقوق والأموال الفلسطينية.
وقال أبو راس :" السلطة هي من وضعت نفسها رهينة بيد الاحتلال والإدارة الأمريكية، وعليها أن تجني ثمار ذلك"، مضيفاً "عباس يسير في تخبطات واضحة وقراراته الأخيرة دليل واضح على العجز الذي يعاني منه".
وعن ربط عباس المصالحة بإجراء الانتخابات في غزة، قال أبو راس :"التمسك بالانتخابات واعتبارها الأداة الوحيدة للمصالحة نظرة منقوصة ودليل على وجود نية سلبية على إتمام الملف"، موضحاً أن الانتخابات ليست هي الأداة الأولى والأخيرة وهناك طرق أخرى تصل للوحدة الداخلية.
المصالحة أولاً
من جانبها, اكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن التمسك بشروط تحقيق المصالحة عقبة جديدة أمام إتمامها.
وأوضح القيادي في الحركة أحمد المدلل أن الوضع الفلسطيني الداخلي لا يحتمل مزيداً من الانقسام، وأن المصالحة هي الطريق للانتخابات وليس العكس.
"رباح: الوضع الفلسطيني بحاجة لرؤية سياسية واقتصادية جديدة لحل الأزمات
"
وأشار إلى أن المصالحة ضرورة وطنية وواجب شرعي، وأي حديث إعلامي أو رسمي خارج هذا الإطار هو خطوة للخلف وهدفها تعكير الأجواء وإطالة عمر الانقسام.
وطالب المدلل كافة الأطراف الفلسطينية بتذليل عقبات المصالحة والشروع بالوحدة تجاه إتمام المصالحة وعودة وحدة الوطن.
خطوة أولى
بدوره ،أكد رمزي رباح القيادي في الجبهة الديمقراطية، أن تمسك الرئيس عباس بخطوة التوجه من جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين الناقصة فيها خطوة وطنية وسياسية هامة.
وأوضح أن هناك إجماع فصائلي كبير على دعم تلك الخطوة، وأي خطوة أخرى من شانها رفع مكانة فلسطين بالمؤسسات الدولية.
وأوضح أن الوضع الفلسطيني الداخلي بحاجة لرؤية سياسية واقتصادية جديدة للتعامل معه وحل كافة الأزمات التي يعاني منها وعلى مختلف المجالات الإنسانية والسياسية والاقتصادية.
"الأحرار: الفصائل مطالبة بالتوحد لإنهاء تفويض محمود عباس كرئيس للسلطة
"
وطالب رباح ، سلطة رام الله بأخذ خطوات جدية للتخفيف عن المواطن الفلسطيني وإلغاء قرار رفع الأسعار على السلع والمحروقات الذي صدر مؤخراً ، والانتقال لسياسة تكون أشمل للتعامل بنجاح مع متطلبات المجتمع الفلسطيني.
وعلى الصعيد ملفات المصالحة الداخلية، أكد أن السبيل الوحيد لعودة الوحدة هو إجراء الانتخابات، في دعم خطوات التغيير ، قائلاً :" الحل يجب أن يكون بعجلة الديمقراطية الشاملة لا غيرها".
غير مسئولة
من جانب آخر، أكدت حركة الأحرار الفلسطينية رفضها للتصريحات التي خرجت من محمود عباس اليوم، واصفة إياها بـ"غير المسئولة وتمثّل خروج عن أعراف وتقاليد شعبنا الذي ارتضى المقاومة خياراً أساسياً لمواجهة الاحتلال".
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى التوحد خلف موقف إنهاء تفويض محمود عباس كرئيس للسلطة وعدم إعطائه أي طوق للنجاة بعد تصريحاته الصادمة بحق الشعب والقضية، داعية لإيجاد آلية مناسبة لمحاسبته على كل ما مضى.