"أم يوسف" تعمل ليل نهار وتعيش بالإيجار !

صورة رمزية
صورة رمزية

الرسالة نت - محمد أبو زايدة

ملابس في "كراتين"، وثلاجة دون تشغيل، وغسالة بلا وجود، ومطبخ فارغ لا تجد به أدنى مقومات الحياة، مشهد لمنزل عائلة بلور، التي تقطن في شقة مستأجرة، والداخل لها لا يجد غير الملابس البالية التي لا تقي من برد الشتاء القادم.

توزع عائلة بلور المقيمة في حي الشيخ رضوان الابتسامات المغمسة بضنك العيش، لتخرج من قاعدة "البيوت أسرار" وتفصح عن الأسرار، لعل خروجها يكون له نتيجة.

كبيرهم هرِم

عائلة تشكو من أمراض مزمنة، لكنها لا تجعل من مرضها مبررا لرفض العمل، فالجميع أمام سلم الأولويات، مؤمنون بالحديث القائل:" يد الله مع الجماعة".

"أم يوسف" والدة لـ 10 أطفال، وزوجة لرجل يعاني من قرحات في المعدة ومشاكل في "الغضروف"، تفترش الأرض لأنه لا يوجد ما يجلسون عليه، استأجرت شقة بمبلغ تعمل ليل نهار لتحصل على ثلثي أجارها، تتمتم مع أطفالها لإحضار واجب الضيافة، لكن لا شيء يمكن تقديمه.

فتقيم العائلة في "شقة" تضم (8 اناث و4ذكور) تدخل اليها من زقاق الشوارع، استأجروها بمبلغ (850 شيقل)، أكبر الابناء 23 عاما وأصغرهم 3 أعوام.

ورب الأسرة 62عاما بلا عمل لأمراض يعاني منها، ولوهن العظم واشتعال الراس بالشيب، كما تعاني الأم من أمراض ورم في الصدر، إلا أنها تعمل في بيت عجوز مقعدة، ويبدأ دوامها من الساعة الرابعة عصرا حتى الثامنة صباحا.

وتتقاضى أم يوسف آخر الشهر (600 شيقل) مبلغا لا يكفي لسداد إيجار البيت، فتضطر أن تبيع من المؤن الذي تحصل عليه من وكالة الغوث "الأونروا" لاستكمال أجار البيت.

الكبير والصغير سواء

الأسرة تتكاتف كي لا تسمع أن أحدا منها جائع، فكبيرهم يعمل وصغيرهم لا يدخر جهدا، والجميع أمام توفير قوت اليوم سواء.

أما الأبناء منهم من ترك الدراسة ليبدأ بمساعدة أهله في تحمل جزء من الأعباء، ومنهم من يذهب لمدرسته بعد بيع زجاجتين "سيرج" لتسديد مصاريف الدراسة.

الابن البكر صاحب 23ربيعا، يعمل في استراحة بمنطقة السودانية شمال قطاع غزة بواقع 12 ساعة يوميا، ليتقاضى آخر النهار (15 شيقل)، مبلغ لا يسد رمق الأسرة.

براءة الصغار

يجلس الأطفال الصغار في "حضن" الأم –بعد عودتها من العمل- يلعبون ببراءتهم ، ويجدون السعادة في دعوات أمهم المتكررة بالثناء والرضا، إلا أن الفتيات الكبار يعانين من مشاكل الزواج.

الفتاة "ميسا" انهت دراسة الثانوية العامة بنجاح، فلم تستطع إكمال تعليمها الجامعي لفقر الأسرة، فرغب الأهل بتزويجها لتخفيف "بعض الأعباء".

فدَقَ بابهم الخُطاب، وجاء النصيب ثلاث مرات، إلا أنه بعد إتمام كتب الكتاب بأيام معدودات، يعزف الخطيب عن تحمل فقر الأهل، فيضطر لترك خطيبته، وتنفك الخطوبة.

ففتاة بكر تخطب لـ 3 مرات وتفسخ الخطوبة في كل مرة، والسبب الحالة المادية للأهل، مما دفع فتاة صغيرة تركض بجوار أمها تقول:" يعني أنا ما راح اتزوج يا ماما".

وتبقى عجلة المسلسل الذي تعيشه عائلة بلور يدور في نفس المسار، إلا أن أصواتهم تحتاج لآذان تسمعها، دون أن يجعل أشخاص أصابعهم في آذانهم من الاستماع حذر الصدقة.

البث المباشر