غزة - وكالات
مع إشراقة شهر رمضان المبارك، أصبحت أسواق رفح على غير ما باتت عليه، وعرضت فيها أصناف وأنواع جديدة من السلع، بينما ارتادها عشرات الآلاف من المواطنين الذين تدفقوا إليها من كل حدب وصوب.
داخل سوق رفح المركزية الواقعة وسط المحافظة انتشرت بسطات بيع القطايف الرمضانية والفلافل والمخللات والمقبلات ذات الألوان والأشكال المختلفة، وبدا عدد المتسوقين الكبير المشهد الأبرز في السوق، خاصة قبيل الإفطار بساعات، وكأنهم يعودون لعادة التسوق التي يمارسها الصائمون للتسلية وإمتاع النظر بما يعرض في السوق من بضائع.
المواطن سهيل عبد الله من سكان حي تل السلطان غرب المحافظة، أكد أنه استقل سيارة وجاء خصيصا ليشاهد السوق وما يعرض فيها من سلع رمضانية.
وأكد عبد الله أنه شعر بالمفاجأة حين وصل السوق وشاهد ما حل بها من تغيير، مشيرا إلى أنه لم يشعر بالأجواء الرمضانية إلا بعدما وصل السوق.
وأوضح أنه لم يكن يخطط لشراء أية سلعة ولم يكن يحمل في جيبه سوى القليل من النقود، لكن مشهد المقبلات والقطايف دفعه للاستدانة من أحد أصدقائه للشراء.
أما المواطن محمد عبيد من سكان مخيم يبنا، فأكد أنه اعتاد منذ سنوات طويلة على ارتياد السوق بعد أداء صلاة العصر، حتى لو لم يكن يخطط لشراء شيء.
وأوضح عبيد أنه يشعر بأن التسوق في رمضان تحول إلى ما يشبه العادة، مؤكدا أن معظم المواطنين من رواد السوق يغادرون دون شراء.
المواطن محمود النحال أكد أن أبناءه يعتبرون الشهر الفضيل مناسبة للتسوق وشراء بعض الأكلات والحلوى التي لا تؤكل إلا في رمضان، كالقطايف والكنافة.
وأوضح النحال أنه توجه إلى السوق برفقة اثنين من أبنائه لشراء القطايف والمكسرات اللازمة لصنعها، موضحا أن أبناءه ألحوا عليه لشراء البوظة "الآيس كريم" وبعض المفرقعات والألعاب.
محمد جمعة ويقطن حي الجنينة، أكد أن شعور الارتياح والسعادة الذي شعر به عند دخوله السوق سرعان ما تبدل إلى شعور بالسخط حين علم ما أضحت عليه الأسعار، خاصة أسعار الخضار التي ارتفعت إلى أكثر من الضعف.
واستهجن جمعة إقدام بعض التجار على استغلال شهر الصوم في رفع الأسعار، داعيا الجهات المعنية إلى فرض رقابة على الأسعار وعدم ترك الأمر مرهونا بمزاج بعض التجار وطمعهم.
وأشار إلى أن شهر رمضان في كل عام يشهد ارتفاعا للأسعار وكأن الأمر بات مقصودا من قبل بعض التجار.
من جهة أخرى، أكد المواطن عماد سلامة أن "أزمة الفكة" هي أكثر ما ينغص عليه وباقي المتسوقين، موضحا أنه ظل يحاول لساعة من الزمن شراء بعض السلع لكنه لم يستطع نظرا لحيازته ورقة نقدية من فئة مائة شيكل!
وأوضح أن كل تاجر أو بائع يعرض عليه الورقة يعتذر ويطلب منه "فكة"، متسائلا عن أسباب الأزمة المتجددة في كل عام.
الباعة والتجار في السوق المذكورة كانوا الأكثر سعادة بعدما شاهدوا العدد الكبير للمواطنين.
ونوه الشاب محمد برهوم، الذي يمتلك بسطة لبيع المخللات والمقبلات، إلى أن الحركة الشرائية كانت جيدة منذ الصباح، مؤكدا أنه استطاع بألوان ورائحة بضاعته وطريقة تزيينها جذب الصائمين ودفعهم للشراء.