قائد الطوفان قائد الطوفان

تمهيدًا لحقنها في التربة (الخزان الجوفي)

مشروع لتجميع الأمطار عن أسطح مباني غزة

مشروع لتجميع الأمطار عن أسطح مباني غزة
مشروع لتجميع الأمطار عن أسطح مباني غزة

الرسالة نت- محمد العرابيد

تطفو إلى السطح هذه الأيام دعوات تحذر من نفاد مياه الخزان الجوفي في غزة وارتفاع ملوحتها، وأخرى -وهي الأخطر- تقول إن الوضع بالقطاع سيزداد سوءاً بحلول عام 2020.

كل هذه الدعوات والتقارير البيئية وضعت الحكومة الفلسطينية أمام تحدٍ خطير للحيلولة دون تفاقم أزمة المياه على المدى القريب.

وما يزيد الطين بلة، هو حظر (إسرائيل) دخول الآلات والمواد الأساسية المستخدمة في المشاريع الحيوية والبنى التحتية منذ 6 أعوام مضت.

المسؤولون بغزة وضعوا خططًا ودراسات لعلاج –ولو بالحد اليسير- أزمة المياه بغزة، ومؤخرًا ارتأت الحكومة –ولأول مرة- تدشين مشاريع لاستثمار مياه الأمطار وإعادة حقنها في التربة (الخزان الجوفي).

وتقدر مياه الأمطار الساقطة على القطاع بحوالي 80 مليون متر مكعب، وكان موسم الأمطار الأخير هو الأوفر حظًا.

وكانت وزراة الزراعة أكدت أن كميات هطول الأمطار لهذا العام اقتربت من إجمالي المتوسط العام لقطاع غزة، وبلغت نسبتها 95%، وأن عدد الأيام الممطرة وصل لـ41 يوماً، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أن كمية المياه الراشحة للخزان الجوفي بلغت 28.4 مليون متر مكعب تقريباً.

 سلطة جودة البيئة بغزة كشفت عن سلسلة مشاريع استثمارية لتجميع مياه الأمطار وإعادة حقنها في التربة.

وقال طارق التركماني المهندس الميداني بسلطة البيئة إن أهمية هذه المشاريع تكمن في الاستفادة من مياه الأمطار.

وأوضح لـ "الرسالة نت" أن مشاريع تجميع المياه وحقنها ستساهم في إرجاع 40% إلى 50% من مياه الأمطار الساقطة إلى الخزان الجوفي.

وأكد أن هذه المشاريع ستنفذ لأول مرة في قطاع غزة، وستقتصر على المؤسسات التعليمية والحكومية والمساجد وغيرها.

وحول آلية المشروع، بيَّن التركماني أن الفكرة تقوم على تجميع مياه الأمطار، ثم حقنها في الخزان الجوفي عن طريق شبكة أنابيب.

وأشار الى أن سلطة جودة البيئة تعكف على تجهيز مشروع قانون يجري بمضمونة فرض هذا النظام على المؤسسات والمشاريع الضخمة بغزة.

وعدًّ التركماني أن تكلفة مشروع حقن المياه لا يقارن بمجموع التكلفة الاجمالية للمبني أو المشروع الذي ينفذ.

وذكر أن المشروع –حقن مياه الأمطار- جرى تطبيقه في كلية العلوم والتكنولوجيا بخانيونس.

وكشف التركماني أن سلطة البيئة وضعت بالتعاون مع وزارة الأوقاف مخططات لتنفيذ المشروع في مساجد غزة؛ لإعادة حقن مياه الوضوء إلى الخزان الجوفي.

ويوميًا يرتفع عدد سكان قطاع غزة، ما ينذر بنفاد المياه الجوفية على الرغم من شحها وملوحتها.

بدوره؛ طالب نزار الوحيدي مدير دائرة التربة والمياه بوزارة الزراعة، المزارعين الفلسطينيين إلى ترشيد استخدام المياه في ري المزروعات.

وأكد أن قطاع غزة يعاني من مشكلة "خانقة" في موضوع المياه وازدياد ملوحتها.

وقال الوحيدي "إن إقدام المزارعين على حفر الآبار الجوفية والإفراط في استخدام المياه لري المزروعات يزيد من خطورة شح المياه في الخزان الجوفي".

وكشف مدير دائرة المياه والتربة بوزارة الزراعة لـ "الرسالة نت" عن وجود انتشار كثيف وعشوائي في حفر الآبار الجوفية بغزة، خاصة عند المزارعين.

ودعا الوحيدي الحكومة الفلسطينية بضرورة فرض الرقابة على الآبار المحفورة دون تراخيص من سلطة المياه والبلديات المحلية.

وترجو الحكومة الفلسطينية أن تساهم مشاريع استثمار الأمطار وحقنها بالتربة في التخفيف من حدة أزمة المياه القائمة، رغم شح الموارد والإمكانات التي تتحمل (إسرائيل) كامل المسؤولية بحصارها الممتد لـ 6 أعوام.

البث المباشر