بشعارها الكبير وبدائرتها المستديرة وبلجانها وتفريعاتها وبأعضاء الجمعية العمومية، استطاع الشباب الفلسطيني أن يحاكي إدخال فلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة، وأوصل رسالة شعبهم إلى دول العالم الاعضاء في المنظمة الدولية.
وانطلقت الخميس فعاليات مؤتمر نموذج محاكاة الأمم المتحدة الفلسطيني لأول مرة في قطاع غزة، في مركز رشاد الشوا الثقافي، وستستمر الفعاليات أربعة أيام بمشاركة أكثر من 300 شاب وفتاة.
صياغة القرارات
وتقول الاعلامية الشابة عروبة عثمان (22 عاما) –إحدى المشاركات في المؤتمر- "أن الشباب الفلسطيني قادر على صياغة القرارات ونقل صورة فلسطين للعالم".
وتمثل الشابة "عروبة" منصب رئيس مجلس برنامج الامم المتحدة الإنمائي في مجلس الامم المتحدة في مؤتمر المحاكاة بغزة.
وأضافت عروبة لـ"الرسالة نت" أنها تسعى من خلال مشاركتها في المؤتمر لتعزيز قدراتها الدبلوماسية وايصال صوت فلسطين لدول الأعضاء في المنظمة، وإرجاع قضية فلسطين إلى مكانتها الأصلية وللمساعدة في مناصرة حقوق شعبنا.
وأوضحت أن المؤتمر هو من صنع شباب فلسطيني واعي وقادر على تمثيل فلسطين في الخارج.
وتطمح عروبة إلى تمثيل فلسطين دبلوماسياً في الخارج،موضحة أن لدى الشباب المشاركين العزيمة لخدمة القضية الفلسطينية دبلوماسياً أكثر من القادة الفلسطينيين.
ويعتبر النموذج -وفقاً للمنظمين- وسيلة للتعبير عن عمل منظمات الأمم المتحدة شكلاً ومضموناً، بدءاً بالجمعية العامة، ومجلس الأمن، مروراً بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ثم انتهاءً ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تمثيل دبلوماسي
أما عضو اللجنة الاعلامية في المؤتمر الاعلامية شيماء مقداد فترى أن المؤتمر أوصل رسالة إعلامية للعالم بأحقية حصول فلسطين على تمثيل دبلوماسي في الامم المتحدة.
ولفتت مقداد في حديثها لـ"الرسالة نت" الى أن مؤتمر المحاكاة قاطع (إسرائيل) لرفضها التمثيل الفلسطيني ولإيصال رسالة بضرورة محاربتها عى كافة الصعد ومقاطعتها دبلوماسياً.
وبينت أن الشباب القائمين على المحاكاة تواصلوا مع شباب خارجي للمشاركة في المؤتمر لنقل صورة فلسطين لكن توتر الأوضاع في سيناء حال دون مشاركتهم.
وأكدت ان نجاح الشباب في ادارة مثل هذا المشروع دليل على قدرة الشباب على صناعة القرار وتمثيل فلسطين.
وتنفذ المشروع مجموعة غزة للثقافة والتنمية وبتمويل من الـ UNDP، ويشارك في المشروع أكثر من 300 شاب وفتاة يستعدون لإطلاق النسخة الفلسطينية من نموذج المحاكاة، وذلك بعد نشر رابط الاشتراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تجربة شبابية
بدوره اعتبر محمد أبو شرخ مسؤول اللجنة الاعلامية في المؤتمر وأحد القائمين عليه المحاكاة تجربة شبابية جديدة ونقلة نوعية للشباب في فلسطين.
وأوضح أبو شرخ لـ"الرسالة نت" أن نجاح المؤتمر رغم الصعوبات وقلة الامكانيات المتاحة وحجم التنظيم الكبير دليل على قدرة الشباب على تغيير الواقع.
وبين أن مدة الاعداد للمؤتمر استغرقت 3 أشهر وهي فترة قصيرة مقارنة بحجم المشروع.
وأشار الى أن تزامن المؤتمر مع طلب فلسطين الحصول على صفة مراقب في المنظمة رسالة من غزة للعالم للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.
أما الشاب محمود النجار(22)عام الذي يحاكي دولة كوريا الجنوبية في المؤتمر فيقول أن المؤتمر يسعى لتجسيد معاناة الشعب الفلسطيني ومعالجة المشكلات التي يعاني منها من خلال المؤتمر.
وأضاف النجار أن المشروع منح الشباب مساحة من حرية التعبير والتفكير الابداعي لمناقشة القضايا، داعيا الى تزويد الشباب الفلسطيني بالخبرات اللازمة لتقوية أداءه في المجالات كافة.
وجدير بالذكر أن معظم دول العالم تنظم نموذج محاكاة الأمم المتحدة، الذي تم تطبيقه لأول مرة في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1955، وعلى مستوى إقليمي تنفذه الجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 1943.