أصدر الأديب الألماني الحائز على جائزة نوبل للآداب غونتر غراس ديواناً شعرياً جديداً بعنوان "ذباب مايو" يمتدح فيه الخبير النووي الإسرائيلي الذي كشف عن وجود مفاعل نووي في (إسرائيل)، وهو ما أثار غضب الأخيرة من "غراس" للمرة الثانية خلال عام.
وكانت (إسرائيل) قد منعت "غراس" من دخول (تل أبيب) واصفة إياه بـ"الشخصية غير مرغوب بها" بعد نشره قصيدة بعنوان "ما يجب أن يُقال" في ابريل/ نيسان الماضي اتهم فيها (إسرائيل) بتهديد السلام العالمي، من خلال اعتزامها شن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، كما أدان فيها بيع بلاده غواصات قادرة على حمل أسلحة نووية لـ(إسرائيل)، مطالباً بإخضاع المنشآت النووية في كل من إيران و(إسرائيل) للرقابة الدولية.
وفي ديوانه الجديد الذي يضم 87 قصيدة أغضبت (إسرائيل) يمتدح الأديب الخبير النووي الإسرائيلي موردخاي فعنونو الذي كشف النقاب عن البرنامج النووي الإسرائيلي الذي طالما حاولت (تل أبيب) إخفاءه، وتصف القصيدة فعنونو "ببطل أيامنا ومثال يحتذى به".
ورداً على قصيدته الجديدة أصدرت الرابطة العبرية للكتاب في (إسرائيل) بياناً دعت فيه جميع المثقفين في العالم للنأي بأنفسهم "عن "غراس" لأن العنصرية النازية مترسخة في حامضه النووي" بحسب ما جاء في البيان، كما أدان البيان "رحلة غونتر غراس الهادفة لتشويه اسم (إسرائيل) وإنكار حقها في الدفاع عن نفسها"، على حد زعمه.
واتهمت الرابطة الأديب الألماني "بجرح الشعب اليهودي، دون التكفير عن أعماله" بسبب امتداحه "عميلاً " كان دافعه "الطمع" في إشارة إلى صور سربها فعنونو للصحافة من داخل مفاعل ديمونة النووي عام 1986 الذي كان وجوده سرياً آنذاك، وبعد فحص الصور من قبل مختصين تأكد أن (تل أبيب) يمكنها تصنيع ما بين 100 - 200 قنبلة نووية.
ونتيجة لذلك تم اعتقال فعنونو والحكم عليه بالسجن مدة 18 عاماً ليخرج عام 2004 مع تقييد حريته وحركته داخل (إسرائيل).