قائد الطوفان قائد الطوفان

رسائل المناورات الأميركية (الإسرائيلية)

قوات الاحتلال (الأرشيف)
قوات الاحتلال (الأرشيف)

الرسالة نت -وكالات

تحمل المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية و(إسرائيل) والمقرر بدؤها في 21من الشهر الجاري العديد من الرسائل، منها ما هو موجه للداخل الأميركي و(الإسرائيلي9 أيضا، ومنها ما هو موجه للجوار الإقليمي مع تزايد حدة التوتر في المنطقة التي باتت مشحونة بأجواء الحرب والحديث عن ضربة محتملة لإيران.

ووصفت التقارير العسكرية والإعلامية (الإسرائيلية) تلك المناورات التي تحمل اسم "التحدي الصارم 12" بأنها الأكبر والأضخم في تاريخ المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة و(إسرائيل)، واعتبرها الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) العقيد جاك ميلر "علامة ملموسة على الثقة المتبادلة" بين الجانبين.

تصريحات المسؤول العسكري الأميركي تأتي ردا على ما تردد عن تقليل حجم قوات بلاده المشاركة في المناورات من نحو خمسة آلاف جندي أميركي إلى نحو 1500 الذي تم تفسيره على أنه مؤشر إلى عدم الثقة، لكن ميلر أوضح أنه تم التخطيط في بادئ الأمر لإجراء المناورة في مايو/أيار الماضي ولكن مسؤولي الحرب (الإسرائيليين) اتصلوا بالولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري لتأجيل الموعد إلى آخر الخريف".

وأضاف "عندما أجلت المناورة أخطرت الولايات المتحدة (إسرائيل) بأنه نتيجة لعمليات متزامنة ستقدم الولايات المتحدة عددا من الأفراد والمعدات أقل مما تم التخطيط له أصلا، وأكدت (إسرائيل) التأجيل حتى أواخر الخريف". أما صحيفة هآرتس العبرية فقالت إن مجلس الشيوخ الأميركي صوت لصالح إجراء تلك المناورات العسكرية الواسعة النطاق بعد تأجيلها في وقت سابق، كما صوت أيضا لصالح مشروع قانون يؤكد التزام الولايات المتحدة تجاه (إسرائيل).  

دفاع أم هجوم

الحديث الأميركي و(الإسرائيلي) الذي تجنب الكشف عن الحجم الحقيقي للجنود والمعدات المشاركة في تلك المناورات يبدو أيضا مناورة، فبينما تحمل اسم  "التحدي" تصر واشنطن وتل أبيب على اعتباراها مناورات تقليدية دفاعية وليست هجومية، لكن ما رشح عن مدتها والمجالات العسكرية التي ستشملها يشي بغير ذلك.

فالمناورات المرتقبة تهدف -حسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين- إلى اختبار الدفاع الجوي بين الجيشين الأميركي و(الإسرائيلي)، وتدريب قواتهما على كيفية مواجهة الصواريخ والطائرات المختلفة، إضافة إلى التدرب على أوضاع غير مسبوقة.

وذكر موقع "والا نيوز" الإسرائيلي أن شكل تلك المناورات "سيكون مختلفا تماماً عن سابقاتها، حيث سيشترك فيها عدد أكبر من الجنود بالمقارنة مع المناورة التي جرت عام 2009، كما أنه سيتم التدريب على أوضاع أكثر تعقيدا".

وأوضح الموقع أنه سيتم أيضا "التدريب على اتخاذ القرارات من قبل كبار المسؤولين العسكريين في كلا الجيشين، وأن الأسبوع الأول للمناورات سيشهد وصول جميع القوات الأميركية والإسرائيلية إلى أماكن الطوارئ في جميع أنحاء (إسرائيل)، وستدرب على كل منظومة من بطاريات الصواريخ لمدة يوم كامل، كما سيتم تدريب القوات على كيفية التعامل مع حالات استخدام سلاح كيميائي وإجلاء مصابين وحماية بطارية منظومة الصواريخ بسلاح خفيف".

وسيشهد الأسبوع الثاني من المناورات -حسب الموقع- تدريبات لقيادة الجيشين، بينما سيشهد الأسبوع الثالث المرحلة الأساسية للمناورات، وهي التدرب على نظام الدفاع الجوي، وفي الأسبوع الرابع والأخير من المناورات سيجرى اختبار المجموعة النارية لبطاريات صواريخ باتريوت، التي سيتم خلالها إطلاق صواريخ باتجاه أهداف معينة، ذكر الموقع أنها طائرات بدون طيار متطورة.

ونقل الموقع عن مصادر إسرائيلية قولها إن المناورة لن تقتصر على اختبار قدرة الكشف والإطلاق فقط، بل ستشمل اختبار آلية اتخاذ القرارات، وستحاكي وصول القوات الأميركية إلى (إسرائيل)، وطريقة توزيعها في جميع أنحاء (إسرائيل)، إضافة لاختبار جاهزية الاتصالات بين مختلف القيادات والنظم، وخاصة القدرة على العمل المشترك.

توقيت ورسائل

وتتزامن تلك المناورات -بهذا الحجم غير المسبوق- مع مناسبتين انتخابيتين في كل من الولايات المتحدة و(إسرائيل)، فالأيام الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية أصبحت محدودة، وإظهار الولاء للكيان وتأكيد الالتزام بأمنها من أبرز الثوابت الأميركية، وأحد عناصر الترجيح للفائز في الانتخابات. ومن ثم تحرص إدارة الرئيس باراك أوباما على ذلك في المنافسة مع المرشح الجمهوري ميت رومني المعروف بصداقته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أما نتنياهو -الذي دعا إلى إجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة مطلع العام المقبل- فيود هو الآخر استثمارها انتخابيا لأنه سيقدم نفسه باعتباره الأقدر على التصدي لما تعتبره إسرائيل خطرا إيرانيا يهدد أمنها، خصوصا أن دعوته أميركا لوضح خطوط حمر لإيران لم تجد حماسا لدى الإدارة الأميركية، ومن شأن تلك المناورات أن تخفف من ذلك، ويأتي نصيب إيران من تلك الرسائل الإقليمية للمناورات في المقام الأول.

ويبدو أن إيران اعتادت التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بتوجيه ضربة إليها والتي توالت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، وتحرص طهران على إبداء الثبات والثقة، ولا تتردد هي الأخرى في الرد بتهديد مشابه، أو التأكيد على أنها تمتلك من الأسلحة التقليدية ما يمكنها من الرد وبقسوة على أية ضربة محتملة، كما تؤكد أن أول المتضررين سيكون الولايات المتحدة ومصالحها.

البث المباشر