أكدت مديرية أوقاف غزة قيامها بمحاولات لحسم الخلاف في مسألة جواز التضحية بالعجول المسمنة خلال عيد الأضحى المبارك الذي يحل على الأمة العربية والإسلامية يوم الجمعة المقبل.
وقال مدير مديرية أوقاف غزة أسامة اسليم "أجرينا لقاءات مع عدد من كبار العلماء في قطاع غزة للوصول لاستفتاء حول أخذ طلال العلم بآراء متشددة لم يجيزوا للناس عبرها التضحية بالعجول المسمنة".
وأشار اسليم إلى أن مديرية أوقاف غزة توجهت إلى أهل العلم للسؤال عن هذه المسألة وحسم الخلاف حولها.
وأضاف "أصدرنا بياناً توضيحياً وزعناه على كافة مساجد غزة حول مسألة التضحية بالعجول المسمنة دون السنتين وضحنا فيه نص الفقهاء على أن سن الأضحية من الإبل خمس سنوات ومن البقر سنتان ومن الماعز سنة ومن الضأن ستة أشهر".
وذكر اسليم تأكيد عدد من كبار العلماء في قطاع غزة في البيان الفقهي التوضيحي لهذه المسألة أنه إذا دعت الضرورة ورفعاً للحرج عن الأمة فالأضحية بالعجول المسمنة وافرة اللحم التي لا تتميز عما بلغ السنتين من العجول غير المسمنة تجزئ عمن لم يجد ذات السن المنصوص عليها.
وتابع "أوضح العلماء في البيان الموقع بأسمائهم وتوصيف كل منهم أنه كلما كان سن الأضحية أقرب ملا ورد به النص كان أولى مستشهدين بالآيتين القرآنيتين فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم" "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" .
ووقع من علماء كبار غزة على البيان الذي وزعته مديرية أوقاف غزة على كافة مساجد المدينة كل من المفتى السابق للديار الفلسطينية فضيلة الشيخ عبد الكريم الكحلوت ورئيس لجنة الافتاء في الجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي ورابطة علماء فلسطين ممثلة برئيسها د. سالم سلامة ود. محمود الشوبكي رئيس جمعية أهل السنة أنصار آل البيت والأصحاب.
وأرفقت مديرية أوقاف غزة مع البيان التوضيحي إجابة للدكتور سلمان الداية الأستاذ المشارك بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية للاستفسار حول المسألة ذاتها .
وأفتى الداعية الداية بجواز عندئذ للحاجة أن يضحي الناس بالعجول التي هي أقل من سنتين شريطة أن تكون وافرة اللحم مستشهدا بقول أمامة بن سهل "كنا نسمن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يسمنون".
وأجاب الداية على السؤال المرسل من مديرية أوقاف غزة بقوله "يشترط لإجزاء الأضحية أن تكون بهيمة الأنعام مسنة والمسن من الإبل ما أتمت خمس سنوات ودخلت في السادسة ومن البقر والغنم ما أتمت سنتين ودخلت في الثالثة ورخص النبي صلى الله عليه وسلم بالجذعة من الضأن" .
واستشهد الداية بقوله على الحديث النبوي "لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فلتذبحوا جذعة من الضأن"، مبيناً أن المسنة هي الثنية من كل شئ وهي الداةب التي أثنيت أي أخرجت منها.
كما استشهد الأستاذ المشارك بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية بحديث نبوي آخر "إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ" فقال رجل من الأنصار يا رسو الله ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة فقال "اجعله مكانه ولن توفي أو تجزي عن أحد بعدك".
وذكر الداية كذلك رواية الإمام بخاري للحديث "إن عدي داجناً جذعة من المعز قال اذبحها ولم تصلح لغيرك".