الطفلة قمر.. نجم أَفَل والجاني "حبل غسيل" !

الطفلة قمر
الطفلة قمر

الرسالة نت – أحمد طلبة

بحضن دافئ وقبلات حميمة طبعتها على وجنتيها، ودّعت ابنتها إلى مشوارها الأخير للروضة وكأن الحاسة السادسة قد بدأت تعمل وأوحت إليها بأنه ربما قد يكون الوداع الأخير بين الأم وابنتها.

بعد يوم قضته قمر بين مقاعد فصلها البريئة بصحبة اصدقائها في الروضة عادت إلى المنزل في اشتياق لوالدها، دقّت باب بيتها بيديها الناعمتين، وبنوع من الدعابة مازحت أمها عند رؤيتها بقولها "بِخ".

قمر القصاص ابنة الربيع الخامس وحيدة والديها، زارت الدنيا بعد "عطش" دام خمسة أعوام من انتظار والديها وصبرهما، لتكون شمعة أضاءت ظلمة عيشهما في ظل عجز الأم على الإنجاب.

وبينما كانت الأم منشغلة بأعمال بيتها، راحت قمر تداعب ابنه عمها التي كانت في ضيافتهم، لعلها تسكتها بعد أن أحدث صراخها ضجة في البيت، وما كان من الأم إلى أن تبعث بقمر كرسول لإحضار أختها الكبيرة.

ولم تتوان قمر في الرد على أمها، فذهبت سريعةً ملبية لمنزل عمها الذي يسكن أسفلهم بدور واحد كي تنادي ابنة عمها، لكن الحبل اللّعين الذي انتحل شخصية المرجيحة حال دون وصولها.

براءة طفولتها وشقاوتها جذبتها إلى "حبل الغسيل" الذي كان مربوطاً أمام منزل عمها، بعد أن تحوّل من وسيلة ترفيه طفولية، إلى شرير أحمق قضى بإجرامه على طفولة بريئة.

لحظات طالت بعد خروج الطفلة من البيت، لتبدأ الوساوس تدور في بال الأم وتسيطر على تفكيرها، وبصراخ جاب أرجاء المنزل نادت الأم على ابنتها، لكن دون مجيب فـ "الشرير" قد فعل فعلته.

""

وبحسب أم قمر .. فإن طفلتها كانت قد نزلت إلى بيت عمها فوجدت الحبل المعلّق وبدأت تلعب فيه, وبالخطأ التفّ حول رقبتها بينما كانت تتأرجح، ولم تعرف كيف ستتخلص من شرّه.

وقبل يومين من الحادثة المؤلمة طلبت قمر من والدها بأن ينزل لها الحبل الذي تعلّق على هيئة "مرجيحة" لكن رفض الأب كان سيد الموقف، إلا أن كثرة إلحاحها حالت دون ذلك، ليستسلم الوالد لرجاء ابنته.

وصدفةً .. دخل العم وزوجته بينما كانت قمر معلقة مشنوقة تلتقط أنفاسها الأخيرة، وبلحظة جنونية خلّص العم ابنه أخيه الوحيدة من الحبل "الشرير"، وأخذ يركض بلا وعي إلى المستشفى.

وصلت العمّ المذعور إلى المستشفى وما كان من الأطباء إلا إدخالها غرفة الانعاش، وبعد جهود حثيثة استطاعت ملائكة الرحمة –بفضل الله- إعادة النبض إلى قلب قمر الرقيق، ليكون الخبر المفرح والأمل الوحيد بالعودة للحياة مجدداً.

وبعد ساعة هاتف الدكتور الأب في مكالمة كانت كفيلة في القضاء على أمل الوالدين برؤية قمرهما منيراً مرة أخرى, وبدموع عيناها قالت الأم: "يا فرحة ما تمت راح القمر من سماء بيتنا".

وبمجرد أن انهى الطبيب المتحدث مكالمته قضى على أحلام الوالدين بسماع كلمة "بابا" أو "ماما" من وحيدتها القمر, فقد كانت –وفق والدتها- بوجهها البشوش تنير عليهما عتمة البيت.

البث المباشر