أكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية الثلاثاء، ان "زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى غزة تعتبر كسراًَ للحصار السياسي والاقتصادي".
وقال هنية في كلمة خلال حفل وضع حجر الاساس للمدينة الاسكانية، التي تحمل اسم امير قطر في خان يونس في جنوب قطاع غزة "اليوم ندك جدار الحصار، ونعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة المباركة. شكراً لقطر".
واضاف موجها كلامه لأمير قطر "انت اليوم تعلن رسمياً كسر الحصار السياسي والاقتصادي الذي فرض على قطاع غزة"، مشيرا الى ان"هذا الحصار الظالم الذي فرضته قوى الظلم والطغيان".
وشدد هنية أن الزيارة تؤكد أن غزة ليست وحدها في الميدان مشيرا الى ان فلسطين قضية الأمة المحورية.
وأضاف" أمير قطر أعلن أن فلسطين تسكن قلوب الملايين من أحرار العالم"، مؤكدا أنه ( الامير ) يسكن قلوب الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني بشجاعته".
وبين أن تضافر العوامل والجهود وفي مقدمتها قرار الأمير الذي وصفه بالجريء واحتضان الرئيس مرسي للزيارة بالاضافة الى صمود الشعب الفلسطيني في وجه سياسة الحصار" هي من أهم عوامل نجاح الزيارة.
وشدد رئيس الوزراء على رفض الفلسطينيين التخلي عن أي ذرة تراب من أرض فلسطين التاريخية.
وأعلن هنية على لسان أمير قطر رفع المعونات القطرية لإعادة اعمار القطاع من مبلغ 253 مليون دولار، إلى 400 مليون بهدف تطوير المشاريع التي سيتم إنشاؤها.
وأوضح مدينة حمد السكنية ستشمل 3 مراحل، حيث ستقام على 3 آلاف دونم، بهدف بناء 3 آلاف وحدة سكنية، بالإضافة لبناء مدينة خاصة بالأسرى المحررين، وتطوير مشروع مستشفى الاطراف الصناعية بضخ 15 مليون دولار، واستجلاب أطباء متخصصين له.
وكشف هنية عن أن أمير قطر كان سيزور قطاع غزة منذ سنوات، قائلاً: "من سنوات أراد الأمير زيارة غزة وهو يطرق كل الابواب للوصول إليها، ولكن كان هناك جدار سميك لم يمكنه من ذلك، ومع ثورة الربيع العربي فُتحت الابواب".
وأضاف "قرار إعادة إعمار غزة كان سريعاً وخلال زيارتنا لقطر وحديثنا مع سمو الأمير في منزله كان إعداد القرار سريعاً وخلال 30 دقيقة فقط، فكانت في هذه اللحظة تتمثل فيها الحمية والأصالة العربية، داعياً ما وصفه بـ"المال العربي" ليتقدم لفلسطين بهدف تعزيز صمود الشعب حتى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة".
وتابع: "هذه الأرض التي نقف عليها اليوم استوطنها الصهاينة واليوم نحن نستغلها لنرفع منها شعار "يد تقاوم ويد تحرر ويد تبني".
ووصف هنية قرار أمير قطر بزيارة غزة بـ "الجريئة" قائلاً: "إنها وقفة الرجال وأصالة العرب التي تتمثل في سمو الامير وهذا الوفد الرفيع، وما أجمل أن تتزامن هذه الزيارة مع مناسبتين عظيمتين هما العشر الأوائل من ذي الحجة وعشية عيد الأضحى وذكرى صفقة وفاء الاحرار وتحرير الأسرى، مشيراً إلى أن الشيخ حمد ورئيس وزرائه كان لهم دور في محطات عديدة خلال عمليات التفاوض بشأن الوصول لصفقة تحرير الأسرى".
وأضاف: "هذه رسالة لكل من يريد أن يصل لغزة، أن غزة ليست وحدها في الميدان وأن فلسطين ستبقى قضية الأمة وأن العرب وفي مقدمتهم سمو الأمير، الذي أكد أن فلسطين تسكن قلوب الملايين من الأمة وأحرار العالم".
وأردف "اليوم ندك جدار الحصار من خلال هذه الزيارة ونقول اليوم شكراً يا سمو الامير، شكراً لقطر على هذه الوقفة العربية النبيلة، واليوم نعلن الانتصار على الحصار، انتصار الشعب الفلسطيني على الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية".
ووجه هنية رسالة للفلسطينيين بالقدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48، ومخيمات اللاجئين في البلدان العربية، قائلاً: "هذا يومكم وانتصاركم، اليوم في غزة العزة وغداً في القدس المحررة".
وقال مراسلنا في غزة إن موكب الشيخ حمد جاب العديد من الشوارع الرئيسة في محافظتي رفح وخان يونس، حيث كان يقف المئات من المواطنين على جوانب الطرق وهم يرفعون اعلام قطر وفلسطين، فيما كان يطل عليهم الأمير ملوحاً بيديه، ولدى وصوله مدينة أصداء قام عدد من الأطفال بالترحيب به وسط ترديد أغاني تشكر جهود دولته ودعمها لغزة.
وغادر أمير قطر محافظة خانيونس، متوجهاً لوضع حجر الأساس لصيانة وترميم شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، حيث يتضمن المشروع أيضاً ترميم شارعي البحر ومنطقة "دولة " المؤدي إلى كلية المجتمع والشارع العام الذي يتوسط المغراقة وسط القطاع ويشق طريقه إلى مدينة غزة.
كما سيغادر موكب أمير دولة قطر إلى شمال قطاع غزة، لوضع حجر الأساس لمستشفى خاص لتركيب الأطراف الصناعية، ومن ثم سيتجه إلى مجلس وزراء الحكومة غرب مدينة غزة، ويغادر فيما بعد إلى محطة زيارته الأخيرة باتجاه ملعب فلسطين لإلقاء خطاب قصير وتكريمه من قبل رئيس وزراء الحكومة إسماعيل هنية، وقيادات في حكومته ونواب من التشريعي وحركة حماس والفصائل الأخرى التي تشارك في حفل الاستقبال وذلك بحضور الآلاف من المواطنين.