بالدموع.. أهالي الأسرى يستقبلون "العيد"

الرسالة نت-كمال عليان

يجدد العيد في كل عام، أحزان أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويذكرهم بتلك الأعياد التي قضوها بجوار أبنائهم، لما كان لها من طعم آخر، أضحوا يشتاقون له هذه الأيام.

ويحتفل الفلسطينيون في هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك، حيث يذبحون الأضاحي ويوزعون لحومها على الفقراء؛ شأنهم شأن المسلمين في كافة أرجاء العالم، إلا أن فرحة أغلبهم جاء منقوصة، جراء افتقادهم لأحبابهم في سجون الاحتلال.

وعلى الرغم من نجاح صفقة وفاء الأحرار التي أطلقت سراح أكثر من 1027 أسيرا فلسطينيا، إلا أنه ما يزال في سجون الاحتلال أكثر من 6 آلاف آخرين، ينتظرون الفرج بفارغ الصبر.

العديد من أهالي الأسرى الذين التقتهم "الرسالة نت" في عيد الأضحى المبارك، كان طموحهم الوحيد هو عناق أبنائهم وإطلاق سراحهم.

صبر طويل

وتقول الحاجة هدى (50 عاماً) إنها تنتظر بفارع الصبر السماح لها ولزوجها بزيارة ابنهما المعتقل في سجن ريمون، مشيرةً إلى أن العيد بدون ابنها الأسير "بلا طعم أو فرحة".

وأعربت عن أملها في رؤية ابنها قبل أن تموت، مضيفة :"كنا نأمل أن يفرج عن ابني بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في صفقة التبادل، لكن الأمر لم يتم".

وتؤكد الحاجة هدى التي تواظب على المشاركة في فعاليات نصرة الأسرى، أن بيتها ينقلب إلى بكاء وحزن في كل مناسبة، وخصوصا في الأعياد، مرجعة ذلك إلى العذابات التي يتلقاها ابنها في الأسر.

ويقول الحاج أبو عصام (55عاما) والذي يقضى ابنه حكما بالسجن لمدة 12 عاما، أن هذا العيد الرابع عشر الذي يمر على ابنه في الأسر، مبينا أنهم لم يذوقوا طعماً للفرح خلال العيد، طالما ابنه ما يزال خلف القضبان.

وأشار إلى أن ابنه الأسير معتقل منذ 2005 وأنه حرم من زيارته طيلة ال6 سنوات الماضية، وأنه يتواصل معه عبر الإذاعات المحلية، وعن طريق أهالي الأسرى من سكان الضفة الغربية.

وأضاف وهو يبكي :" على الرغم من مرور 7 سنوات على أسره إلا أننا نفقده في كل وقت"، داعيا الله أن يفرج أسر ابنه وكافة أبناء شعبه.

العيد في السجون

ويصف الناشط في شئون الاسرى ناصر فروانة العيد في السجون بقوله :" الأسرى يحيَوْن العيد بطقوس خاصة، حيث الاستيقاظ المبكر صبيحة العيد،  والاستحمام وارتداء أجمل الملابس، والخروج إلى الفورة (الساحة) لصلاة  العيد، ومن ثم يصطفون بشكل دائري في الفورة، ويسلِّمون على بعضهم بعضاً،  ويتبادلون التهاني، ويوزِّعون الحلوى، ويواسون بعضهم بعضاً، وتُلقى الكلمات  والخطب القصيرة.

وأشار فروانة في مقال سابق له إلى أن الاحتلال في كثير من الأحيان يمنع صلاة العيد بشكل جماعي، ويرفض تخصيص زيارة للأهل، أو الاتصال بهم هاتفياً.

وأوضح أن العيد مناسبة مؤلمة بالنسبة للأسرى، حيث يضطر فيها الأسير لاستحضار شريط الذكريات، بما حمله من  مشاهد ومحطات مختلفة.

نفس الأماني وذات المشاعر تستقبل فيها كافة عائلات الأسرى أيام العيد, لا جديد في حياتهم سوى انتظار حبيب قد طالت غربته في سجون المحتل فالعيد يختلط فيه الفرح ولهيب الشوق لمحبيهم ولأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم وأحفادهم وعائلتهم.

البث المباشر