مها شهوان- الرسالة نت
لم تستطع الحاجة أم أحمد تأدية صلاة التراويح كالعام الماضي، فمسجد الشهيد عماد عقل الذي يتاخم منزلها أصبح رمادا مندثر في الحرب الغاشمة، وحول فيما بعد إلى آخر بلاستيكي شبيه بالدفيئات الزراعية.
تقول أم أحمد لـ "الرسالة نت"::" لم استطع الذهاب لتأدية صلاة التراويح في المسجد ، لعدم توفر مصلى خاص للنساء فيه.
وتعود بشريط ذاكرتها مضيفة:" في السابق كانت أحرص على أداء جميع الصلوات في مواعيدها لاسيما في شهر رمضان فكنت أنام في باحة البيت لأستمع إلى صوت المصلين أثناء تلاوتهم للقرآن الكريم" ، مشيرة إلى أنها تشعر الآن بالكسل وعدم الاستيقاظ مبكرا للصلاة وإعداد السحور.
ويختلف شهر رمضان عن سابقيه لاسيما في مساجد قطاع غزة التي طالتها طائرات الاحتلال لتسويها بالأرض ، فهناك بعض المساجد أعيد بناؤها من النايلون الذي عكر صفو المصلين أثناء خشوعهم في الصلاة .
ويشير إمام مسجد البورنو الشيخ حسام اليازجي إلى أن المسجد اكتظ منذ اليوم الأول بالمصلين، مشيرا إلى أنهم بصدد عمل معرش خارج المسجد لاستيعاب اكبر عدد ممكن من المصلين خاصة في صلاة الجمعة والتراويح.
ولفت اليازجي إلى أن الكثير من المصلين عانوا من الحر الشديد والأتربة والغبار أثناء الصلاة ، إلا أنهم سيحاولون تفادي الأمر في الأيام المقبلة، منوها أن النساء لم تتمكن هذا العام من أداء صلاة التراويح في المسجد كما في الأعوام السابقة.
يذكر أن طائرات الاحتلال قامت بهدم ما يقارب 46 مسجداً بشكل كلي ، و116آخرين بشكل جزئي بفعل الحرب الأخيرة على القطاع.
بالقرب من مسجد التقوى المهدم كان يجلس الحاج أبو احمد متحسرا وقال لـ" الرسالة نت" :" حرصت على أداء صلاتي في المسجد لأنه قريب من بيتي منذ صغري ، لكن هذا الشهر اضطررت للصلاة في مسجد آخر لان المسجد لا يتسع لعدد كبير ، ولا تحتمل الصلاة فيه بسبب الحر الشديد .
وفي منطقة الشعف التي تعرضت أثناء الحرب للعديد من الهدم والقصف كان للمساجد المتواجدة فيها نصيب أيضا.
وبالقرب من مسجد الجرو تقف السيدة أم خالد برفقة وولدها ياسر ناظرة إلى المسجد بحسرة بعدما كانت تذهب لتصلي فيه، حيث أشارت إلى أنها كانت في السابق تحرص على أن تصلي في المسجد صلاة الجمعة والتراويح في شهر رمضان ، مضيفة أنها لن تتمكن هذا الشهر أيضا من الاعتكاف في ليلة القدر .
وعلى ركام مسجد السلام المتواجد شرق مخيم جباليا وبالتحديد في عزبة عبد ربه يجلس عبد الله برفقة عدد من أصدقائه مستذكرين ليالي رمضان في الأعوام الماضية .
قال عبد الله:" حرارة الصيف المرتفعة جعلتنا لا نطيق الصلاة في المسجد الذي اعتدنا الصلاة فيه بعدما أعيد بناؤه من النايلون وأصبحت أرضيته ترابية، مما جعلنا نشعر بأننا في صندوق ضيق خالي من الهواء، و شديد الحرارة".
وأوضح أنهم سيضطرون للذهاب لمساجد أخرى خاصة أنهم حريصون على المشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تقام في شهر رمضان لاسيما حفظ بعض سور القرآن الكريم .
***دور تكاملي
وذكر وزير الأوقاف والشئون الدينية بغزة طالب أبو شعر " للرسالة "بأنه تم توفير ما يقارب الـ300من الأئمة لصلاة التراويح في المساجد المختلفة ومن ضمنها مساجد النايلون بالإضافة إلى توفير برنامج الوعاظ ليشمل على 200واعظ من المتميزين لإلقاء دروس الوعظ ، وكذلك تم توفير أجهزة صوت كاملة لمصليات النايلون .
وقال:"لدينا مشكلة المصليات المؤقتة التي تعاني من إشكالية عدم وفرة مواد البناء التي جعلتنا حتى اللحظة لم نتمكن من فرش مصليات النايلون ووضع بعض البلاستيك بالإضافة إلى مشكلة تمديد الكهرباء فيها ".
ولفت أبو شعر إلى أنه تم توفير بعض المولدات الكهربائية لعدد من المساجد بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء والحر الشديد، مشيرا إلى أن المديريات هي من تحدد حاجه المساجد للخدمات التي يحتاجها كل مسجد.
وأوضح أن هناك دوراً تكاملياً بين الأهالي والقطاع المدني في المناطق المحيطة في هذه المساجد فكلاهما يساهموا في تحسين تقديم الخدمات.
وحول تمكن النساء من الصلاة في المصليات البلاستيكية أشار إلى أن بعض المصليات تم توفير غرف بلاستيكية للنساء فيها وذلك حسب حاجة المسجد والمنطقة.
وفي ختام حديثه أعلن أبو شعر عن المسابقة السنوية التاسعة لحفظ القرآن الكريم إلى جانب القيام بالعديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة.