قائد الطوفان قائد الطوفان

تحليل | سيناريو المواجهة البرية .. مفاجآت وتكنلوجيا عسكرية

كتب - وسام عفيفة

تتجه المواجهة بين المقاومة والاحتلال الى سياسة حافة الهاوية في ظل الحديث عن اقتراب الوصول الى التهدئة في حين يعد كل طرف العدة للمواجهة البرية.

الكلمة المقتضبة التي خرج بها القائد العام لكتائب القسام لأول مرة منذ نحو سبع اعوام تشير الى الجهوزية العالية للمعركة البرية بما تنطوي عليه من فرص لتحرير الاسرى, فيما تواصل القيادة السياسية لحماس مع باقي الفصائل مفاوضات التهدئة لتحقيق شروطها على وقع صواريخها التي تسقط على المدن الاسرائيلية.

في المقابل يشن الاحتلال غارات مكثفة ويضرب في كل الاتجاهات الى جانب تحركات حدودية ويواصل اجراءات المصادقة على استدعاء كامل لقوات الاحتلال ال75 الف وكانه ذاهب الى الحرب البرية لا التهدئة.

"

المواجهة في حال وقوعها سوف تشمل اسلحة واساليب وادوات جديدة من المقاومة والاحتلال رغم عدم جود أي مقارنة بين قدرات اقوى دولة عسكريا مقابل  قدرات اجنحة المقاومة التي تعتمد على اسلوب حرب العصابات

"

ومهما يكن فان سياسة حافة الهاوية من الطرفين قد تكون اقرب لتحقيق تهدئة ولكن يبقى السؤال ماذا لو قرر الاحتلال المواجهة البرية؟

امام اجابة هذا السؤال يمكن رسم جوانب من سيناريو المواجهة وتكتيكتها في الميدان وتوزيعها بين الطرفين.

ومما لا شك فيه ان المواجهة في حال وقوعها سوف تشمل اسلحة واساليب وادوات جديدة من المقاومة والاحتلال رغم عدم جود أي مقارنة بين قدرات اقوى دولة عسكريا مقابل  قدرات اجنحة المقاومة التي تعتمد على اسلوب حرب العصابات.

وبحسب تقديرات ما ينشره اعلام العدو ان الاحتلال سيستخدم تقنيات وتكنلوجيا عسكرية عالية في المواجهة لناحية تفادي المواجهة المباشرة مع المقاومين وحماية جنوده من القتل او الوقوع في الاسر.

وستشارك تشكيلات جيش الاحتلال المختلفة خلال العمليات مع التركيز على سلاح الهندسة والمدفعية, لواء المدرعات, ولاحقا لواء المشاة, ورأس الحربة لواء المظليين.

قبل تحريك أي الية او جندي داخل القطاع سيعمد الاحتلال الى سياسة الارض المحروقة بالاعتماد على القصف الجوي المكثف لمسافة تمتد من كيلو حتى 2 كيلو متر مربع داخل قطاع غزة خصوصا في المناطق المفتوحة, وسيدفع  جيش الاحتلال سكان المناطق الحدودية الى ترك منازلهم من خلال اطلاق النار العشوائي, والقصف المدفعي الارهابي.

في المرحلة الثانية سيقوم لواء الهندسة والمدفعية معتمدا على كاسحات الالغام واليات الكبيرة (D9) بحراثة الارض وتغيير معالمها لتفادي الكمائن وحقول الالغام.

"

القطاع سيعمد الاحتلال الى سياسة الارض المحروقة بالاعتماد على القصف الجوي المكثف لمسافة تمتد من كيلو حتى 2 كيلو متر مربع داخل قطاع غزة خصوصا في المناطق المفتوحة

"

لكن المشكلة التي سيواجهها الاحتلال عند تقدم تشكيلات المشاة هي تراجع قدرات سلاح الجو وسيفقد ميزة التفوق الجوي خشية وقوع اصابات بين صفوف جنوده نتيجة القصف الجوي في مساحة صغيرة لدى الاقتراب من المناطق السكنية.

وستكون دبابة الميركافا بمثابة موقع محصن متحرك لحماية الجنود والقوات المتقدمة بعد ان اجرى تعديلات على تحصينها من خلال نظام وقائي للتصدي لصواريخ "الكورنيت", وهناك خشية لدى الاحتلال ان يكون لدى المقاومة مفاجآت في التصدي لها وسقوط اسطورة "الميركافاة" وما ينتج عنه من خسائر فادحة ليس فقط في ميدان المعركة ولكن على صعيد عقود المبيعات التي تمثل مصدر دخل مهم.

 كما سيعتمد الجنود خلال التوغل للمناطق السكنية على التكنلوجيا العسكرية من كاميرات صغيرة وذات مجسات لرصد التحركات خلف الجدران و(روبوتات) وسيارة صغيرة تتحرك بالتحكم عن بعد  والكلاب المدربة.

في المقابل ولدى جبهة المقاومة سوف تستخدم الصواريخ الموجهة المضادة  للدروع بكثافة وبقدرات عالية ونوعية.

وسيكون هاجس الاحتلال الاكبر شبكات الانفاق سواء التي توفر حركة للمقاتلين وكمائن  او تلك المفخخة, وسيكون ابرز الاوامر الموجهة لجنود الاحتلال من قيادتهم "انظر تحت قدمك توجد حفرة".

ومع الاقتراب من الاماكن السكنية سيبرز دور وحدات القناصة الذين استفادوا من تجربة عدوان 2008 وكان لهم دور مهم في سير المعارك وكان لعمليات القنص المصورة تأثير بالغ في معنويات جنود الاحتلال.

"

سيكون هاجس الاحتلال الاكبر شبكات الانفاق سواء التي توفر حركة للمقاتلين وكمائن  او تلك المفخخة, وسيكون ابرز الاوامر الموجهة لجنود الاحتلال من قيادتهم "انظر تحت قدمك توجد حفرة".

"

 وسيواجه الاحتلال مئات العبوات والقنابل "المموهة" في كل ممر وطريق ولهذا سوف يحاول تجنب دخول الطرق الحالية وسيعمد الى شق طرق جديدة باستخدام "البلدوزورات".

وكلما تقدم جيش الاحتلال اكثر داخل المناطق السكنية ستكون الافضلية للمقاومة كونها صاحبة الارض وستساعدها ايضا وسائل تكنلوجيا عسكرية متواضعة في رصد متابعة وحركة اليات وجنود الاحتلال.

وامام هذا المشهد "التقديري" لمسار المواجهة واسلحة المعركة في حال بدأت المواجهة البرية تجدر الاشارة الى ان الطرفين "المقاومة والاحتلال " سيعتمدوت في الخطط الهجومية والدفاعية على دروس ونتائج (عدوان الرصاص المصبوب-  حرب الفرقان) .

ومع هذا سيكون التفوق في المعركة لصالح من يقدم مفاجئات, وفي ظل ما كشفته المقاومة حتى الان في المعركة الصاروخية تشير الدلائل الى ان ما خفي اعظم في ميدان المعركة البرية.

وكانت وزارة الداخلية أكدت في بيان صحفي مساء أمس أن القطاع يشهد حالة استقرار كبير وهو ما لم يكن موجودا بهذه الدرجة خلال أي عدوان سابق.

وذكرت الداخلية أن الاستقرار شمل الاستقرار الحالة الأمنية والاقتصادية والنفسية للمواطنين مما أغاظ العدو وجعله يتخبط خاصة في ظل فشله الذريع أمام المقاومة وضرباتها النوعية التي وجهتها له.

البث المباشر