وصف النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني د. حسن خريشة الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية على (إسرائيل) خلال جولة التصعيد الأخيرة ضد قطاع غزة بأنه "أسطوري"، مؤكدا أن عهد المفاوضات الذي استمر طوال 20 عاما دون جدوى قد ولى وأن عهد المقاومة قد بدأ.
وبين أن الهدف من الاعتقالات التي شهدتها الضفة الغربية خلال الأيام الماضية إحكام السيطرة على الضفة التي عبرت عن تضامنها مع القطاع خلال العدوان.
وشدد على ضرورة وقف التنسيق الأمني مع (إسرائيل) وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، "وذلك بعد انتصار المقاومة في غزة".
أعادت الكرامة
ويقول خريشة عن العدوان (الإسرائيلي) الذي أطلق عليه الاحتلال اسم عملية "عمود السحاب": "انتصار غزة على (إسرائيل) كان انتصارا أسطوريا، فقد أعادت المقاومة للشعب الفلسطيني عزته وكرامته وجعلت المحتل يرفع الراية البيضاء مبكرا".
ويضيف: "أظهرت تلك الحرب أن المقاومة أقصر الطرق لتحرير فلسطين من دنس الاحتلال"، مطالبا فريق أوسلو بالتخلي عن نهج المفاوضات والعودة إلى حضن الشعب.
ويقارن النائب عن مدينة طولكرم ما بين معركة "حجارة السجيل" ومعركة الكرامة بالقول: "المعركتان أعادتا العزة والكرامة للشعب الفلسطيني، ولكن الشعب كان موحدا في الكرامة، ومنقسما في الأخرى".
غزة عنوان القضية
أما عن قدرة المقاومة في الدفاع عن فلسطين وتوجيه ضربات موجعة للعدو فقال: "تكتيكات المقاومة العسكرية أبهرت العدو ودفعته لاستجداء التهدئة"، مثمنا الموقف المصري من العدوان على القطاع.
واستطرد: "لقد كان للقاهرة دور كبير في انتصار غزة وذلك بفتح معبر رفح وسحب السفير المصري من (إسرائيل) وطرد نظيره (الإسرائيلي) من القاهرة".
"النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
"
وفيما يخص التحرك العربي والإسلامي لنصرة غزة، قال خريشة: "ظنت الوفود العربية أن الاحتلال سيوقف عدوانه لحظة دخولهم القطاع لكنه واصل استهداف الغزيين".
أما عن الحراك الشعبي في الضفة وإقدام الاحتلال على اعتقال نواب فيرى النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي أن الضفة انتفضت ضد المحتل عندما رأت دماء أبناء غزة تنزف وأطفالها يُقطعون وشبابها يُحرقون.
وذكر أن الاحتلال أراد الانتقام من أهالي الضفة بعد عجزه عن كسر إرادة غزة، منوها إلى أن الاحتلال بات يشعر أن الأمور خرجت من سيطرة الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة محمود عباس.
"تكتيكات المقاومة أبهرت العدو ودفعته لاستجداء التهدئة
"
إحكام السيطرة
وفيما يتعلق باعتقال النواب أكد النائب خريشة أن هدف تلك الاعتقالات إحكام السيطرة على الضفة التي قال إنها بدأت تنتفض في وجه المحتل.
وعلق على صعيد استعادة اللحمة الوطنية بعد انتصار غزة: "نحن اليوم أقرب إلى إعادة اللحمة الوطنية من الأمس في ظل هذا الانتصار، ولكن يجب أن تكون الوحدة على أرضية وطنية ثابتة ويكون ذلك بوقف التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين".
وطالب النائب عن طولكرم كل من غادر دوره الوطني في القضية الفلسطينية بأن يغادر المواقع القيادية، قائلا: "لسنا بحاجة لمزيد من التنازلات ومعاهدات التخاذل والاستسلام لأن المقاومة تنتصر كل يوم".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل قد أعلن عن جولة جديدة لاجتماعات فلسطينية-فلسطينية في سياق المصالحة الوطنية ستعقد قريبا بالقاهرة.
وقال مشعل في حوار مع وكالة أنباء «الأناضول»: «الإخوة في مصر يحضرون لرعاية جولة جديدة من جولات المصالحة لنبني على ما سبق من خطوات ونطور الخطوات التي تنهي الانقسام وترتب البيت الفلسطيني بإنهاء المشكلات على الأرض وإنهاء التوترات الأمنية الداخلية وتوحيد الحكومة والسلطة وعقد الانتخابات وإعادة بناء منظمة التحرير».
وأشار في سياق تعليقه على موعد محدد لبدء المفاوضات إلى أنه «سيجري الترتيب له في القريب».