رامي خريس
"المصالحة عالعيد" كان هذا عنوان "الرسالة" الرئيس قبل عام تقريباً وجاءت أعياد ولم يتحقق الحلم ولم يصل الفرقاء إلى لحظة التوافق ، ويبدو أن إعلان الوسيط المصري عن إرجاء الجولة المقبلة من الحوار إلى ما بعد عيد الفطر يحقق نبوءة "الرسالة" بأن طريق الحوار طويل والمصالحة لا تزال بعيدة.
الوهم
ومن الواضح أن جهود الوفد المصري الأخيرة باءت بالفشل ولم يحدث أي تقدم يذكر في ملف الحوار بل إن هناك تراجعا خطيراً في مواقف حركة فتح وتوجهات رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس ، وذلك وفقاً لما صرحت به مصادر خاصة للرسالة التي ذكرت أن عباس بدأ بطرح تصورات بعيدة عن المنطق ومنها التوجه للانتخابات قبل تحقيق المصالحة ، وبحسب المصادر فإن مواقف عباس تغيرت بعد عقد المؤتمر السادس لحركة فتح وتكريس سيطرته على الحركة ، ويرى انه خرج بحالة أقوى من ذي قبل ، وهو ما ترى فيه أوساطاً فلسطينية وهماً أصاب عباس ، سرعان ما سيكتشف انه قد أضعف نفسه ولم يقوها .
الانتخابات
وكانت مصادر إعلامية كشفت أن الوفد الأمني المصري طرح تنظيم انتخابات بشكل متزامن في الضفة الغربية وقطاع غزة وبإشراف عربي.
وقالت المصادر: إن الاقتراح الجديد يأتي في ظل اليأس من إمكانية التوصل لاتفاق وطني في ظل تمسك كلا الطرفين بمواقفهما المعلنة من قضايا الخلاف.
ولكن حماس من جهتها سارعت إلى رفض الاقتراح في حين أبدت حركة فتح موافقتها على اقتراح عقد الانتخابات أو بالأحرى أن طرح موضوع الانتخابات كان من محمود عباس.
وتتحفظ حماس كذلك على توجه عباس لعقد المجلس الوطني في الضفة وهو ما ترى فيه انتكاسة حقيقية داخل المجتمع الفلسطيني وزيادة في حالة الانقسام عندما ينعقد تحت حراب الاحتلال وبموافقته، كما جاء على لسان أحد قياداتها في دمشق الذي أضاف :"لدينا انطباعا بان هناك سياسة تصفوية للقضية الفلسطينية.
وفضلاً عن ذلك فإن السلطة في الضفة تصر على عدم إطلاق سراح المعتقلين من حركة حماس لديها ، ولذلك فإن الحركة لا ترى أن هناك معنى للحوار في ظل الاعتقالات التي تجري في الضفة الغربية.
وكان الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء محمد إبراهيم معاون مدير المخابرات العامة المصرية التقى نهاية الأسبوع الماضي في دمشق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في إطار جهود المصالحة الفلسطينية.
واصطدمت الجهود المصرية هذه المرة بتعنت عباس ، ما دفع الوفد للإعلان عن إرجاء الحوار إلى ما بعد عيد الفطر ، وذلك بدلاً من الإعلان عن فشله ، فالمسؤولون المصريون لن يعترفوا بأي حال بفشل جهودهم وسيعيدون الكرة تلو الأخرى ، فالقاهرة لديها إصرار كبير على استمرار الحوار على الأقل إن لم تتحقق المصالحة.
ويبدو أن حركة حماس لمست عدم جدية فتح في الاستمرار في الحوار وهو ما قد يدفعها للبحث عن خيارات أخرى لفك الحصار المفروض على القطاع ، بعد أن تبددت الآمال في أن تفتح المصالحة الأبواب المغلقة .