قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد عام على ثورة الكرامة

وحدة الأسرى .. شرارة الثورة الجديدة

تضامن مع الاسرى في سجون الاحتلال (صورة من الارشيف)
تضامن مع الاسرى في سجون الاحتلال (صورة من الارشيف)

الرسالة نت - أمل حبيب

حمل العام الماضي بين ثناياه تجربة فريدة من نوعها خاضها أبناء الحركة الأسيرة داخل السجون وتكللت بانتصار الكرامة بعد أن دفعتهم إرادة الشيخ خضر عدنان التي استمرت 66 يوما إلى أن يتفننوا بانتزاع مطالبهم ونيل حقوقهم بالقوة.

ورفضا للقوانين العنصرية ولسياسات التنكيل والتعذيب التي ينتهجها الاحتلال في سجونه تمر الذكرى الأولى لثورة الكرامة باستمرار إضراب الأسيرين عن الطعام أيمن الشروانة (منذ 171 يوما) وسامر العيساوي (منذ 140 يوما) والقياديين في حركة الجهاد الإسلامي طارق قعدان وجعفر عز الدين، والأسير يوسف شعبان دون أي تحرك فعال.

واليوم، بعد أن فتحت ثورة الكرامة الباب لكسر الاعتقال الاداري سيبقى السؤال: ماذا تغير على الأسرى وأوضاعهم داخل السجون بعد عام؟, وهل ستنجح التجارب الفردية دون دعم شعبي وجماهيري؟, وماذا عن سياسة التسويف والتأجيل وتجزئة مطالب المعتقلين التي تنتهجها إدارة السجون؟

مرور عام على ثورة الكرامة دفع (الرسالة نت) للبحث عن إجابة لتلك التساؤلات.

التجزئة والتأجيل

ويقول المتخصص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة: "في الذكرى الأولى لثورة الكرامة لا بد من أن نسجل احترامنا للمناضل العريق الشيخ خضر عدنان الذي استطاع بصموده وإرادته أن يسلط الضوء على قضية المعتقلين الإداريين رغم ما مورس بحقه من إجراءات تعسفية".

وأضاف في حديثه لـ"الرسالة": "الشيخ عدنان شكل أرضية صلبة وخصبة لعدد من الأسرى من أجل خوض التجربة نفسها وذلك من أمثال البطلة هناء شلبي وثائر حلاحلة وبلال ذياب".

ويعتقد فروانة أن ثورة الكرامة سجلت إنجازا عظيما لقضية الأسرى، "خاصة على مستوى التضامن الشعبي والدولي بالفعاليات التضامنية التي أثرت في انتزاع الأسرى لحقوقهم", مشيرا إلى أن الأسرى بصمودهم استطاعوا أن يحجزوا مساحة واسعة في الإعلام إقليميا ومحليا.

أما فيما يخص سياسة التسويف وتجزئة مصلحة السجون لمطالب الأسرى فبين أن إدارة سجون الاحتلال تتبع سياستي التأجيل وتجزئة مطالب الأسرى المضربين لإضعاف عزيمتهم، لافتا إلى أنها لم تتوقف يوما عنها، "ولن تتوقف", وقائلا: "هذه السياسة بحاجة إلى مزيد من الجهد لوقفها".

وأكد الباحث في شؤون الأسرى أن المعركة التي خاضها الأسرى قبل عام ساهمت في فضح سياسات الاحتلال القمعية أمام الرأي العام الدولي، "وأجبرت سلطات الاحتلال على إعادة النظر في الملف", مشيرا إلى أن عدد المعتقلين الإداريين في ديسمبر الحالي تقلص ووصل إلى 180 معتقلا فيما كان 330 في ديسمبر من العام الماضي.

وكانت اللجنة القيادية العليا للإضراب قد وقعت اتفاقا بعد 28 يوما بتاريخ الرابع عشر من مايو/أيار عام 2012م مع "مصلحة السجون (الإسرائيلية) في سجن عسقلان بحضور مسؤولين مصريين بعد الموافقة على تنفيذ كل مطالبهم العادلة والمشروعة، وذلك عقب أن كانوا قد بدؤوا الإضراب العام والأضخم في تاريخ الحركة الأسيرة في السابع عشر من إبريل/نيسان لعام 2012م.

عدنان يتضامن

واليوم، بعد عام على الثورة التي أشعلها الشيخ خضر عدنان تواصلت معه "الرسالة" أثناء مشاركته في فعالية لنصرة الأسرى في جامعة النجاح بالضفة، فقال: "في الذكرى الأولى لثورة الكرامة بات الأسرى غير معزولين وأصبحت قضيتهم مطروحة على الصعيدين العربي والعالمي".

وأضاف عدنان: "الاحتلال يحاول كسر الإرادة الفلسطينية لكن إرادة المضربين عن الطعام ستنتصر في النهاية على سياسة المحتل".

وأكد أنه بعد عام أصبح هناك التفاف على الشعب الفلسطيني ونضال أسراه, مسترجعا أيام انتصار ثورة الكرامة وإرغام العدو على تنفيذ مطالب الأسرى وإعطائهم حقوقهم.

وأقرت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة مجموعة من الفعاليات التضامنية مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني على رأسها إقامة خيمة كبيرة للاعتصام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة تحت مظلة علم فلسطين, وذلك احياءً  للذكرى الأولى لثورة الكرامة.

وفي سياق متصل، الباحث فروانة يرى أن مواصلة الأسرى في سجون الاحتلال (الإسرائيلي) معركة الأمعاء الخاوية يُحتم على الجميع للتضامن والنصرة لشد انتباه الرأي العام الدولي إلى قضيتهم العادلة, منوهًا إلى أن النصف الأول من العام الماضي شهد حراكا جماهيريا وهبة شعبية لنصرة الأسرى، "لكن النصف الثاني شهد تراجعا في الاهتمام".

ولم يغفل فروانة دور الفعاليات التضامنية مع الأسرى في الذكرى الأولى لثورة الكرامة، مبينا أن لها دورا إيجابيا في تحريك الملف وإحداث بعض التغيير.

وعند سؤالنا له: ما المطلوب لولادة ثورة كرامة جديدة؟، أجاب: "لا بد من رؤية موحدة للحركة الأسيرة ومشاركة جماعية بعيدا عن الفردية واستنساخ التجارب".

وتابع فروانة: "حذرنا في مقالات ودراسات من استنساخ تجارب الإضراب فربما لا يتحقق ما حققه بعضهم، لأن الظروف وطبيعة التضامن قد تختلف ما يؤثر على نجاح القرار الفردي".

وشدد على أن وصول الأسيرين شراونة والعيساوي إلى أكثر من 140 و170 من أيام الإضراب يعكس العجز والخلل داخل السجون وخارجها, مطالبا الحركة الأسيرة بالوقوف جماعيا وتحديد موقف موحد.

ويرى المتخصص بشؤون الأسرى أن نجاح الإضراب مرتبط بعوامل عديدة، "أولها العامل الذاتي الذي يشمل الإرادة والإصرار على انتزاع حقوقهم", مبينا أن على الحركة الأسيرة والمحررين من الأسرى والجهات الرسمية دور مهم لتسليط الضوء على معاناة الأسرى.

واختتم حديثه بالقول: "بعد عام على الثورة أثبتت الحركة الأسيرة أن خيار المقاومة السلمية خيار مجد، وإن كان الأكثر ألما فإنه الأنجع في انتزاع الحقوق", وأردف قائلا: "يجب أن تتكامل الأدوار لأن أي خلل سيؤدي إلى إحباط تجربة الأمعاء الخاوية".

البث المباشر