مع اطلالة عام 2013 انهالت التوقعات المستقبلية السياسية والاقتصادية على الساحة الفلسطينية، الا أن عين المواطن الغزي مازالت ترقب مستقبل أزمة الكهرباء للعام الجديد.
نسبة التفاؤل في تحسن وضع الكهرباء كان محدوداً لدى بعض المسؤولين مما ولد لدينا شعور بأن القادم لن يكون مبشراً بالخير.
حملة "معاً وسوياً لتحسين خدمة الكهرباء" التي أطلقتها سلطة الطاقة وشركة توزيع كهرباء قطاع غزة نهاية العام الماضي , كانت محور حديث مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة والموارد الطبيعية المهندس أحمد أبو العمرين عند اتصالنا به للتعرف على مستقبل الازمة الكهربائية.
ترشيد الاستهلاك
وكان نائب رئيس سلطة الطاقة م. فتحي الشيخ خليل قال خلال مؤتمر صحفي: "إن الحملة تهدف للوصول لحالة من الوعي والثقافة مما يسهم في تخفيف أزمة الكهرباء وتحسين الخدمة".
وأوضح الشيخ خليل أن السلطة تسعى لحل مشكلة الكهرباء من خلال مشروع الربط الثماني مع شبكة جمهورية مصر، بالإضافة لتحسين إنتاج المحطة بإمدادها بالوقود اللازم.
حديث نائب رئيس سلطة الطاقة لم يعط دلالات جديدة تشير الى توقعات ايجابية فيما يتعلق بأزمة الكهرباء أو تغير في جدول مجيئها وانقطاعها للعام الحالي.
تعقيد الأزمة , وتعطيل الحلول الجذرية من قبل الاطراف الخارجية انعكس بشكل واضح على نبرة أبو العمرين , ودعا المواطنين والجهات الرسمية والأهلية للتعاون مع شركة الكهرباء للوصول لوضع أفضل على صعيد الكهرباء للعام الجديد , منوهاً خلال حديثه (للرسالة) الى أن المسؤولية تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات والمطلوب في المرحلة المقبلة تعميم ثقافة الاستهلاك.
وطالب أبو العمرين المواطنين بالالتزام بتسديد فاتورة الكهرباء شهرياً، لافتاً الى أن ذلك يساهم في توفير الأموال اللازمة لشراء الوقود وتشغيل المحطة بكامل طاقتها مما ينعكس ايجابياً على تحسين الخدمة.
ونبه مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة أن حملة (معاً وسوياً ) تتضمن فعاليات اعلامية ولقاءات جماهيرية في المساجد والمؤسسات العامة لنشر الوعي حول أهم اجراءات ترشيد استهلاك الكهرباء .
وطرح أبو العمرين عددا من أهم الاجراءات قائلاً: "ترشيد استهلاك الكهرباء من قبل جميع المواطنين والمؤسسات خاصة في أوقات الذروة (8 صباحا – 4 مساءً، ومن 8 ليلاً – 12 ليلاً)".
وأضاف: "ضرورة الحد من الاستخدام غير الضروري للأجهزة والمعدات التي تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة، وبالأخص استخدام المكيفات في المساجد".
وناشد ربات المنازل بالتقليل من استخدام الأجهزة الكهربائية في التسخين مثل المكواة, طنجرة الكهرباء , مشيراً الى أهمية الاعتماد على الحمامات الشمسية وإصلاحها عند الضرورة للاستغناء عن السخان الكهربائي.
الوقود القطري وتسهيلات المعابر
وبعيداً عن نصائح ترشيد الاستهلاك التي طغت على حديث أبو العمرين , سألته "الرسالة" عن شاحنات الوقود القطري التي تدخل الى القطاع فأجاب: "الوقود القطري يدخل على فترات متباعدة بكميات غير كافية , ولذلك لا يشعر بأثره المواطن".
وحول التسهيلات على معبر رفح والسماح مؤخراً بدخول مواد البناء والحصمة وهل هنالك نصيب للكهرباء من التحسين ؟, بين أبو العمرين بأن مسألة الوقود تختلف عن ادخال مواد البناء وبعض المعدات , متأملاً أن تشمل تسهيلات المعابر ادخال الوقود لحل أزمة الكهرباء التي أرهقت المواطن والمسؤول.
بدورها أعلنت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة عن رزمة من التسهيلات والإجراءات لتمكين المواطنين من الانتفاع بالخدمة الكهربائية بطريقة حضارية وتندرج في إطار الأنظمة واللوائح المنظمة لعمل الشركة حيث تم وضع آليات وبرامج سهلة تتناسب مع مقدرة كل مواطن لتيسير عملية السداد وسيمنح المواطن فترة شهر من بداية العام لتصويب وضعه فيما يتعلق بقانونية الاشتراك.
البدء في تركيب عدادات مسبقة الدفع خلال الشهر القادم وذلك ضمن المرحلة الأولى للتوسع في استخدام منظومة من العدادات الذكية.
وبعيداً عن حملة "معاً وسوياً لتحسين خدمة الكهرباء" وبعض التسهيلات التي أعلنتها شركة التوزيع الا أن القطاع ما زال يعاني من أزمة إنسانية كبيرة بفعل انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة، على إثر نقص إمدادات الوقود الواردة من مصر والكيان (الإسرائيلي), ويبدو بأن حال الكهرباء خلال العام الجديد "ما بسر عدو ولا صديق".