برهوم: أبواق فتح لا تمثل الحقيقة
حماس: 30 ألف تعرضوا للاعتقال السياسي في الضفة
غزة- الرسالة نت
انتهي عصر التعذيب في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية وبدأت حقبة جديدة في التعامل مع المختطفين, لن نسمع صراخ الموقوفين بعد اليوم, لم يعد أي شخص يتعرض للتعذيب، هناك نقلة نوعية في التعامل معهم، فالشتم والشبح والضرب أصبحت أساليب من الماضي.
هكذا وصفت بعض وسائل الإعلام المحسوبة على حركة فتح الحال في سجون المخابرات العامة والأمن الوقائي بالضفة الغربية, متناسية دماء الشهداء الذين سقطوا داخل هذه الزنازين نتيجة لشدة التعذيب وقسوته.
منحى خطير
كل من اختطف لدي أجهزة أمن عباس من أبناء حركة حماس وذويهم أكدوا بأنهم تعرضوا لأبشع أساليب التعذيب وذلك بعد مداهمة بيوتهم والعبث فيها إرضاء للمحتل الصهيوني وتكميلاً لدوره بضرب المقاومة في الضفة.
وتعرضت السلطة الفلسطينية إلى انتقادات واسعة من مؤسسات حقوق الإنسان والدول الأوروبية على خلفية وقوع انتهاكات في سجونها الأمر الذي دفعها للإعلان أنها أوقفت التعذيب بكل أشكاله في السجون التابعة لها, إلا أن هذا الإعلان يأتي كدعاية إعلامية لتحسين صورتها والتخفيف من ضغط مؤسسات حقوق الإنسان عليها.
ومن جانبه نفى فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس ما جاء في تقارير إعلامية حول انتهاء التعذيب بسجون الضفة, مؤكداً على وجود عدد كبير من المعتقلين السياسيين في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة جلهم من قيادات وعناصر حماس, مضيفاً وصل عدد المعتقلين إلي ألف معتقل.
وقال :" الشواهد على الأرض تؤكد وجود تعذيب يفوق تصور العقل, وهي التي نستقي منها معلوماتنا وليس من أبواق حركة فتح", موضحاً أن سلام فياض اعترف على شاشات التلفاز بوجود معتقلين سياسيين.
وشدد على أن 30 ألف شخص بالضفة تعرضوا للاعتقال السياسي تبقى منهم حالياً ألف معتقل منهم سبعة صحفيين, معتبراً بأن أجهزة الأمن تستخدم أساليب وحشية في تعذيب السجناء.
وأضاف: العديد من المستشفيات برام الله ونابلس غصت بالمعذبين داخل زنازين فتح, معظمهم كانوا يصلون بحالة صحية خطيرة ويتم تحويلهم للعناية المركزة والطوارئ".
وأشار برهوم إلى أن مؤسسات حقوقية دولية التقت بالكثير من هؤلاء المعتقلين وقدمت تقاريرها وأقرت بوجود تعذيب وحشي داخل زنازين فتح, مؤكدا أن الاعتقال السياسي مازال مستمر وأخذ منحي خطير, حيث أصبح يطول النساء والأسري المحررين من سجون الاحتلال وأعضاء بلديات منتخبين وأبناء نواب عن كتلة التغيير والإصلاح.
وأوضح بأن أخبار سجون الضفة لا تستقى من أبواق فتح بل من الوقائع والشواهد على الأرض, مذكراً بسقوط خمسة شهداء من معتقلين حماس في سجون عباس جراء شدة التعذيب, منوهاً إلى أن الاعتقال يتم بالتنسيق بين سلطة رام الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي, فيتم إطلاقهم من سجون عباس ويسلموا للاحتلال والعكس.
تعذيب وحشي
وكانت صحيفة الغارديان كشفت عن تعاون وثيق بين جهاز المخابرات الأمريكية الـ(CIA) وأجهزة الضفة الغربية التابعة للسلطة في تعذيب كوادر وعناصر حركة حماس في سجون الضفة المحتلة.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها نشرته صباح الجمعة 18/12/2009 إلى أن معتقلي حماس يتعرضون لتعذيب وحشي داخل تلك السجون وعلى أيدي تلك الأجهزة والتي تتمثل في الشبح المتواصل والحرمان من النوم وجمع أعداد كبيرة في غرف ضيفة، ناهيك عن السجن دون محاكمة.
وشددت الصحيفة على أن المخابرات الأمريكية التي تشرف على تدريب تلك الأجهزة تعلم جيداً بان هناك عمليات تعذيب وحشية ضد مختطفي حماس إلا أنها تغض الطرف عن ذلك ولا تحرك أي ساكن.
وكانت العديد من منظمات حقوق الإنسان والوسائل الإعلامية المستقلة كشفت عن ذلك التعذيب وعن أساليب أقسى تستخدم لتعذيب معتقلي حماس لا لشيء اقترفوه إلا أنهم يقول أننا ننتمي لحماس ونمارس انتمائناً سياسياً والذي يكفل أي قانون في العالم.
وقد أدت بعض حالات التعذيب تلك إلى مقتل العديد من معتقلين حماس، ونقل عشرات آخرين إلى المستشفيات نتيجة حالات نزيف حاد تعرضوا له نتيجة ذلك التعذيب الوحشي.
وكانت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" ومؤسسة "الحق" ومنظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية من بين المنظمات التي وثقت أو قدمت الشكاوى بشأن المعاملة السيئة للمعتقلين من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة.
أساليب جديدة
وكان د. محمود الرمحي النائب عن كتلة التغيير والإصلاح أكد أن سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية خففت من وطأة تعذيبها الجسدي للمختطفين من أنصار حركة حماس والجهاد الإسلامي مستخدمة أساليب التعذيب النفسية بدلا من التعذيب الجسدي مثل العزل الانفرادي وسحب الأغطية من المختطفين, مشيرا إلى أن تخفيف التعذيب تم في عدد قليل من السجون في حين أن باقي السجون مازالت تمارس التعذيب الجسدي ضد المختطفين .
واعتبر أنه نتيجة الشكاوى العديدة من بعض مؤسسات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام كانت هناك تعليمات من قبل سلام فياض بوقف التعذيب في سجونه وقد بدأ هذا القرار من تاريخ 1 / 10 / 2009 حيث لوحظ انخفاض في ما يتعلق بالشبح والضرب للمختطفين وذلك بشكل مؤقت في حين ظهرت عمليات تعذيب جديدة مثل إبقاء المختطفين على الأرض دون غطاء أو فراش, بالإضافة إلى تحويل المختطفين إلى محاكم مدنية بحيث يصبح من يجمع أموال الزكاة لصالح الفقراء والأيتام والمحتاجين متهما بغسيل الأموال .
وأضاف د. الرمحي أنه كان هناك ضغوط من مؤسسات حقوق الإنسان وإثارة قضية التعذيب في سجون سلطة رام الله عبر سائل الإعلام بكل جرأة الأمر الذي أثار مخاوف السلطة من الملاحقة القضائية ليس في فلسطين وحسب بل على نطاق دولي عبر اتهامها باقتراف جرائم تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان.
وكانت السلطة الفلسطينية قد بدأت حملة ضد عناصر وكوادر حركة «حماس» بعد الحسم العسكري في حزيران (يونيو) عام 2007 بقطاع غزة, حيث عزت السلطة هذه الإجراءات لمنع «حماس» من تكرار تجربة غزة في الضفة ورداً على ما تقول انه إجراءات قمع قاسية مارستها «حماس» بحق أعضاء أجهزة السلطة ومؤسساتها وناشطي حركة «فتح» في القطاع.
كما ذكر عدد من ضباط أمن كبار بالضفة بأنه منذ الحسم العسكري قررت السلطة تجريد عناصر حماس من أي وسائل قد يعيدون عبرها تكرار تجربة غزة بالضفة، مثل السلاح والمال وغيرها.