غزة –الرسالة نت
رغم التزام إسرائيل الصمت اتجاه الاتهامات بوقوفها وراء عملية الاغتيال للقيادي العسكري في حماس محمود المبحوح، الا أن الإذاعة الإسرائيلية قالت انه يستدل من تقارير مختلفة ان المبحوح كان يقف وراء تهريب صواريخ ووسائل قتالية أخرى من إيران إلى قطاع غزة عبر السودان بواسطة عشرات الشاحنات.
وقالت ان شاحنة السلاح التي قصفها الطيران الإسرائيلي في السودان قبل نحو عام كان هو من يقف خلفها.
وذكر موقع «والا» الإسرائيلي أنَّ المبحوح هو المطلوب الأوّل للجيش الإسرائيلي.
وعلق محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، رون بن يشاي، على موت المبحوح بالقول إنه «كان واحداً من مسؤولي المنظومة المشتركة لحماس وإيران، وقد نظّم وأشرف على تهريب القذائف، والسلاح، ومواد تفجيرية ومخربين فلسطينيين مدربين من إيران إلى غزة. وهذا أيضاً السبب الذي من أجله، كما يبدو، ذهب المبحوح إلى دبي».
ورأى بن يشاي أنّ «من الممكن أن حماس تفترض أنّ لإسرائيل مصلحة في اغتياله، ليس فقط لعرقلة تهريب السلاح والقذائف من إيران إلى القطاع، بل أيضاً لإمرار رسالة تحذير لنشطاء حماس الذين يأسرون جلعاد شاليط، وعلى رأسهم أحمد الجعبري
وكانت حركة حماس قد اكدت أنها ماضية في طريق ’الجهاد والاستشهاد’، وتوعدت بأن تقوم كتائب القسام بـ ’الرد على هذه الجريمة الصهيونية في الزمان والمكان المناسبين’.
وعلمت ’القدس العربي’ ان حركة حماس شرعت منذ اللحظة الأولى لوفاة المبحوح في فتح تحقيق، لمعرفة سبب وطريقة اغتياله.
وتقول أوساط رفيعة بالحركة ان المبحوح يعد من أبرز الشخصيات الأمنية في حركة حماس بالخارج.
وبقي جثمان المبحوح مسجى في أحد مشافي دبي، حيث تفيد المعلومات أن سلسلة اختبارات طبية أجريت على جثته خلال وجوده في المشفى لمعرفة سبب وفاته.
وكان حسين المبحوح شقيق القيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) محمود عبد الرؤوف المبحوح أعلن أن شقيقه اغتيل على أيدي ’عملاء للموساد الإسرائيلي بواسطة صعقة كهربائية وخنق ب قطعة قماش’.
وقال المبحوح، في تصريح للصحافيين قبالة منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة الجمعة، إن شقيقه ’تعرض لصعقة كهربائية خلف رأسه ومن ثم خنقه بقطعة قماش من قبل أشخاص من الموساد الصهيوني’.
وتابع بقوله إن ’شخصين على الأغلب قاما بالاغتيال وفقا للمعلومات التي أبلغنا بها’.
وأشار إلى أن شقيقه محمود وصل يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي إلى فندق في دبي في مهمة مكلف بها من حماس، لافتاً إلى أن الحركة أبلغت العائلة بنبأ اغتياله صباح الأربعاء.
وأشار إلى أن عملية الاغتيال لشقيقه جرت ليلاً، مشيراً إلى أن حركة حماس أبلغتهم بأنه تم تشكيل لجنة طبية في دبي للتحقيق في الوفاة وتم إرسال عينة من جثة شقيقه إلى مختبرات منها في باريس، أثبتت أنه تم اغتياله بـ’صعقة كهربائية’.
وأكد فائق المبحوح أن شقيقه محمود نجا خلال السنوات الأخيرة من عدة محاولات كانت تهدف لاغتياله، كاشفاً أن شقيقه تعرض لعملية تسميم في بيروت قبل ستة أشهر، ظل على أثرها فاقدا للوعي لمدة 36 ساعة.
وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي بدولة الإمارات العربية الجمعة نقلا عن شرطة دبي أنها تمكنت من كشف غموض حادث اغتيال محمود عبد الرؤوف محمد حسن المبحوح العضو في حركة حماس.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي أن التحقيقات الجارية ستساهم في سرعة تعقب المشتبه بهم وتقديمهم إلى المحاكمة في أسرع وقت وذلك من خلال التنسيق مع سلطات الإنتربول الدولي حيث غادر المشتبه بهم البلاد قبيل الإبلاغ عن وفاة المجني عليه والعثور على جثمانه في أحد فنادق دبي.
ونقل البيان عن مصدر أمني مسؤول في دبي قوله إن التحقيقات الأولية ترجح أن الجريمة أرتكبت على يد عصابة إجرامية متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى الإمارات.
وأضاف أنه على الرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها إلا أن الجناة خلفوا وراءهم أثراً يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم ومن ثم القبض عليهم في أقرب فرصة، مؤكدا أن شرطة دبي لم تعد تعترف بعبارة ’جريمة غامضة أو مجهولة’.
وأوضح المصدر الأمني أن التحقيقات المبدئية أظهرت أن معظم المشتبه فيهم يحملون جوازات سفر أوروبية، مؤكدا أن شرطة دبي ستباشر كافة الترتيبات اللازمة مع الإنتربول الدولي من أجل إلقاء القبض على الجناة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
وفي العاصمة السورية دمشق التي وصلتها جثة المبحوح يوم الخميس أعلن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس أن إسرائيل هي التي تقف وراء العملية. وأكد الرشق أن المبحوح كان ’عضوا مهما’ في كتائب القسام.
وأوضح أن المبحوح الذي كان يتخذ من سورية مكانا لسكنه، بعد أن أبعد من قبل الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة في العام 1989، اغتيل بعد يوم واحد فقط من وصوله إلى إمارة دبي.وأشار إلى أن حماس ظلت متحفظة عن ذكر تفاصيل الوفاة، حتى يتم التحقيق، وقال ’بعد ان تأكدنا من عملية الاغتيال أعلنا عنها’.
يشار إلى أن المبحوح أحد مؤسسي جناح حماس المسلح نفذ عملية خطف وقتل للجنديين الإسرائيليين إيلان سعدون وآفي ساسبورتس، في بداية الانتفاضة الأولى لمحاولة مبادلتهما بالأسرى الفلسطينيين.
كما أعلنت حماس أنه كان يقف وراء التخطيط للعديد من الهجمات المسلحة التي شنها مقاتلو حماس ضد أهداف إسرائيلية، وكان أول من أقدمت إسرائيل على هدم منزله إبان الانتفاضة الحجارة.