شمال غزة- كمال عليان-الرسالة نت
لم تكن الحشرات والأمراض والرائحة، الهم الأكبر لدى سكان منطقة أم النصر شمال غزة المنطقة المجاورة لبرك الصرف الصحي هناك، بل إن "الفيضان" والغرق أيضاً بات همهم الأصعب، فبعد غرق القرية عام 2006م، والذي نجمت عنه وفاة عدد من المواطنين، وتضرر عدد لا بأس به من المنازل، مما جعل الناس يضعون أيديهم على قلوبهم خشية انهيار جديد وفيضان آخر يغرق أحلامهم "بالقذارة".
خوف وقلق
الحاجة أم سلطان (47 عاما) لم تستطع أن تخفي انزعاجها وتخوفها من غرق بيتها مرة أخرى بمياه الصرف الصحي، مشددة على ضرورة وجود حل لهذه المشكلة التي باتت الهم الأكبر الذي يؤرق أهالي المنطقة بشكل عام.
وقالت لـ"الرسالة نت":" منذ حادثة فيضان البركة عام 2006 ونحن متخوفون من تكرار ما حصل مرة ثانية"، مؤكدة أنها لم تعد تكترث للرائحة الكريهة قدر الفيضان والغرق.
وأضافت:" هذا العام سقطت أمطار كثيرة مما يجعل منسوب المياه في البركة أكثر ويهدد السواتر الرملية المحيطة بالبركة"، مشيرة إلى ضرورة نقل هذه البرك من جوار المناطق السكانية أو رفع طول السواتر الموضوعة.
ويشار إلى أن حادثة "أم النصر" كان سببها ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير في أحواض الصرف الصحي شمال شرق قرية أم النصر البدوية، مما أدى لانهيار أحد السواتر الترابية الغربية للأحواض التي ترتفع عن المنازل.
سواتر رملية
وأثناء تجول "الرسالة نت" في المنطقة لاحظت أن العديد من السكان وضعوا بعض السواتر الرملية حول مزارعهم وأراضيهم خوفا من فيضان آخر يؤدي إلى تدميرها مرة أخرى، فالشاب محمد (22عاما) والذي كان يحمل فأسا ويبني سواتر رملية حول مزرعتهم قال:" قبل ثلاثة أعوام غرقت أرضنا وبيتنا وتكبدنا خسائر فادحة جراء الفيضان"، مؤكدا على أنه يبني هذه السواتر لعلها تقي أرضهم من مثل ما حدث لها سابقا.
وأضاف :" أطالب كافة الجهات الرسمية أن تضع حلا لهذه المشكلة، لافتا إلى أن البرك تحتاج إلى سياج أيضا كي لا يقع فيها الأطفال الصغار، بعدما سمع قصة الطفل الذي غرق فيها قبل عدة شهور.
وكانت محافظة شمال غزة أعربت مرارا وتكرارا عن خطورة الوضع الذي يلحق بالمواطنين الفلسطينيين في المنطقة بسبب هذه البرك فعملت على طرح العديد من الحلول لحل المشكلة، ومنها حل مؤقت، يتمثل في خط ناقل لمياه الصرف الصحي وضخها في البحر على عمق 400 متر، ولكن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ أعوام تعرقل عمل هذه المشاريع.
ويعتبر سكان قرية أم النصر الذين يسكنون في حافة محطة معالجة المجارى أكثر سكان محافظة شمال غزة تأثرا بالآثار الناجمة عنها، فهم يعانون من التلوث بمصادر المياه الجوفية والغازات والروائح الكريهة وانتشار الكثير من حشرات البعوض التي وجدت بيئة مثالية للتكاثر حول البحيرة.