الأغوار.. حقائق قاسية تقودها أطماع "إسرائيل"

قوات الإحتلال تهدم عدة منازل في الأغوار وتشرد أهلها
قوات الإحتلال تهدم عدة منازل في الأغوار وتشرد أهلها

رام الله- الرسالة نت

لم يكن الحاج أبو عبد الله دراغمة من قرية المالح يعلم أن الجرافات العسكرية ستعود حاملة رائحة الهدم معها من جديد، فهمّ يلملم بقايا مسكنه المكون من صفيح وبضعة أغراض ويعيد ترتيبها ليسميه "منزلا" بغض النظر عما يجب أن تحمله الكلمة من معانٍ للدفء والاستقرار.

ويسير الحاج السبعيني ببطء بين خيام ومنشآت تحولت إلى كومة من الأقمشة والمعادن بعد أن سوتها الجرافات "الإسرائيلية" في الأرض تحت حجة ظاهرية هي عدم الترخيص، ولكنها تخفي وراءها أطماعا عنصرية لالتهام أراضي الأغوار بكل ما فيها من طبيعة خلابة وثوب أخضر يجذب الأنظار ويملأ القلوب سحرا.

وفي جملة الانتهاكات التي تحملها آليات الهدم "الإسرائيلية" يجب أن تزال عدة قرى فلسطينية من منطقة الأغوار والأغوار الشمالية كي تتحول إلى امتداد لمستوطنات أقيمت قسرا وقهرا فوق الأرض الفلسطينية، ومن بينها قريتا الميتة وحمامات المالح اللتين تعرضتا للهدم ثلاث مرات في محاولة لطرد أهاليها وتهجيرهم.

ويقول رئيس حملة "أنقذوا الأغوار" فتحي خضيرات لـ"الرسالة نت"، إن السياسة "الإسرائيلية" في القطاع الشرقي من فلسطين متواصلة منذ احتلال الضفة عام 1967 بل منذ احتلال فلسطين التاريخية عام 1948.

وبيّن خضيرات أن الحديث لا يدور فقط عن الأغوار وإنما عن القطاع الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي لفلسطين الذي يسعى الاحتلال لتحويله إلى منطقة عازلة خالية من الوجود الفلسطيني.

ويوضح خضيرات بأنه لا يوجد أي فلسطيني يقطن منطقة القطاع الشمالي الشرقي التي تمتد من شمال فلسطين وحتى بيسان، وأنه من بيسان وحتى البحر الميت يحاول الاحتلال أن ينفذ تطهيرا عرقيا بحق الفلسطينيين، فيما تتعرض المنطقة الشرقية جنوب الخليل ومنطقة بئر السبع ورهط والنقب للسياسة ذاتها.

ويضيف:" نحن أمام سياسة الحركة الصهيونية قبل إنشاء إسرائيل التي وضعت خطة لفصل ما تبقى من فلسطين عن بقية العمق العربي والإسلامي، ونجحت في تخفيض عدد الفلسطينيين في الأغوار من 320 ألف قبل عام 1967 إلى 60 ألف فلسطيني يعيش 80% منهم في معزل أريحا المحاصرة من جميع الجهات".

ويؤكد رئيس الحملة بأن الاحتلال أزال مخيمات وقرى وبلدات فلسطينية وعطّل حوالي 95% من الأراضي في الأغوار وسيطر على 98% من موارد المياه وعزل الأغوار بالأسيجة والحواجز ونقاط المراقبة وخط ألون الاستعماري الذي بدأ في السبعينيات.

ويتابع:" هذا التهويد الذي يُتّبع في الأغوار تصرف عليه ميزانية كبيرة وضخمة، لأن السيطرة على الأغوار تعني السيطرة على المعبر الوحيد للعالم الخارجي لفلسطين والسيطرة على أكبر خزان ماء فلسطيني وسلة الغذاء الفلسطينية والسيطرة على ثلث أراضي الضفة، إذن هي استراتيجية واضحة ولا نقول سياسة ممنهجة".

ترحيل البدو

وكما أنشأ الاحتلال ما أسماه مخطط "برافار" التهجيري لبدو النقب؛ يعمل على تهجير بدو الأغوار بكل طريقة ممكنة، فهو يلاحقهم في مصادر الحياة مهما كانت بسيطة ويحاول استغلال أوضاعهم المعيشية لطردهم.

ويبين عارف دراغمة رئيس مجلس قروي المالح لـ"الرسالة نت" بأن الاحتلال يلاحق التجمعات البدوية في الأغوار ويهدم مساكنها بين الفينة والأخرى ويصادر قطعان الماشية وممتلكات الفلسطينيين كي يضيق الحياة عليهم من أجل الترحيل والتهجير.

ويضيف دراغمة:" الحياة باتت صعبة للغاية على أهالي الأغوار بسبب ممارسات الاحتلال، فهو لم يترك مصدرا للمياه ويقوم بمصادرة الأراضي والجرارات الزراعية وهدم الآبار، كل ذلك يعيشه فلسطينيو الأغوار بشكل يومي".

ويلفت إلى أن الاحتلال يأمر العائلات بإخلاء مساكنها بشكل مؤقت أو دائم بحجة تحويل أراضيهم إلى مناطق للتدريبات العسكرية، وهو أمر لم يهتم له أسياد المجتمع الدولي الزاعم للديمقراطية.

البث المباشر