يظهر أن قيادة الجيش (الإسرائيلي) في ظل توالي الأحداث التي تشهدها الضفة المحتلة عقب استشهاد الأسير عرفات جرادات في السجون (الإسرائيلية) مؤخرا نتيجة للتعذيب الشديد حصرت تداعيات ما يجري على الأرض بين سيناريوهات محددة: إما انهيار السلطة أو انطلاق عملية التسوية, فما المتوقع؟.
وذكرت صحيفة هآرتس (الإسرائيلية) نقلا عن قيادات أمنية أن الجيش (الإسرائيلي) بات جاهزًا لمواجهة المرحلة المقبلة، "لأنه استخلص العبر والنتائج وأجرى التدريبات اللازمة لمواجهة الفلسطينيين في الضفة".
أما المحللون في الشأن (الإسرائيلي) والعسكري فأكدوا أن السيناريو الأقرب للحدوث في المرحلة المقبلة يتجه صوب اندلاع الانتفاضة الثالثة.
انتفاضة ثالثة
وأكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن مشروع السلطة الفلسطينية في الضفة قد انتهى في ظل تواصل أزماتها السياسية والاقتصادية، متوقعا اندلاع الانتفاضة الثالثة خلال المرحلة المقبلة لتمسك الجانب (الإسرائيلي) بشروطه في استئناف عملية التسوية مع السلطة.
واعتبر الشرقاوي أن الأزمات التي تمر بها سلطة رام الله ستجعلها عاجزة عن قيادة أي انتفاضة مقبلة أو حتى قمعها، منوها إلى أن الشباب الفلسطينيين قادرون على خلق ربيع فلسطيني خلال المرحلة التي لا تزال تشهد تطورات ميدانية.
أما المتخصص في الشأن (الإسرائيلي) عماد النتشة فأكد أن الوضع القائم في الضفة سيؤدي إلى إشعالها في ظل تواصل الاعتقالات والملاحقات والقيود.
وقال النتشة: "امتلاك القيادة الأمنية العسكرية (الإسرائيلية) سيناريوهات لما يحدث في الضفة يؤكد أن المواجهة الحقيقية ليست بعيدة".
وأصيب عشرات المواطنين بجروح يوم الثلاثاء الماضي إثر تجدد المواجهات بين قوات الاحتلال ومئات الفلسطينيين المحتجين على اغتيال الأسير جرادات من سعير قضاء الخليل داخل السجون (الإسرائيلية).
شريك ضعيف
وكانت دراسة (إسرائيلية) قد قالت إن الوضع الفلسطيني يمر بأسوأ مراحله على كل المستويات في ظل انسداد أفق التسوية وتعمق الانقسام الفلسطيني وتواصل أزمات السلطة.
وذكر الشرقاوي في هذا السياق أن الشعب الفلسطيني بات يرى رئيس السلطة محمود عباس ضعيفا وعاجزا عن تقديم شيء له, مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السلطة لن تجني شيئا في حال عادت إلى مربع التفاوض دون تغيير في ميزان القوى على الأرض.
وتابع: "نجد في الوقت الذي تنهار فيه السلطة أن (إسرائيل) تحاول منع ذلك لأن الأولى الوكيل الأمني الذي يحمي مصالح الثانية في المنطقة".
النتشة أكد بدوره أن السلطة تفتقد أي أفق سياسي ينتشلها من أزماتها الراهنة، "ما يجعلها غير قادرة على إيجاد حلول لإنقاذ الوضع المتأزم في الضفة".
السيناريو الأقرب
وكان رئيس جهاز "الشاباك" السابق يعقوب بيري قد أكد أنه لا توجد نية لدى قيادة السلطة لتغذية المظاهرات في مناطق الضفة.
وأشار بيري إلى أنه لدى القيادة الفلسطينية الحالية الرغبة في التوصل إلى سلام في المنطقة وإنهاء الصراع، داعيا الحكومة (الإسرائيلية) إلى فتح اتصالات سياسية مع السلطة لاستئناف المفاوضات.
المحلل النتشة ذكر في هذا الصدد أن (إسرائيل) تراقب الوضع في الضفة المحتلة، "وتحاول تفادي اندلاع انتفاضة".
وكان قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الجنرال آفي مزراحي وهو المسؤول العسكري عن الضفة قد قال في تصريحات صحافية إن الجيش (الإسرائيلي) وجهاز الأمن العام "الشاباك" تمكنا من الحفاظ على الهدوء النسبي في أرجاء الضفة "بفضل التعاون والتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله".