قائد الطوفان قائد الطوفان

"تايتانيك غزة" سينما يشاهدها أهالي القطاع

(الأرشيف)
(الأرشيف)

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

درجة الحرارة أصبحت مرتفعة، والرياح شديدة السخونة، الجميع يبحث عن فرع شجرة يستظل به، أو نسمات هواءٍ عليل، تبرّد من حرارة جسده، حتى شاع خبر عمليات انتشال "اللنش" الغارق وسط القطاع، فاتخذ الغزيون البحر قبلة لهم، متصورين عمليات الانقاذ، شاشة عرض سينمائية أمام ناظريهم.

ويجري جهاز الدفاع المدني والشرطة البحرية والأجهزة المتخصصة، محاولات إخراج قارب ضخم (لنش)، يبلغ وزنه ما يقارب خمسين طناً، وطوله 20 متراً، غرق الأربعاء الماضي، في عرض البحر، بالقرب من منطقة وادي غزة، وسط القطاع.

السيارات تصطف على جانبي شارع البحر وسط القطاع، الآباء يصطحبون أطفالهم في نزهة، لمشاهدة عمليات الانقاذ المستمرة، آخذين بحوزتهم بعضاً من "المكسرات"، والعصائر.

"شاهدت فيلم غرق السفينة تايتانيك، واليوم أشاهد انقاذ مركب ضخم وسط بحر غزة، حتى وجدت نفسي أحضر فيلماً، أبطاله فلسطينيون"، كلمات قالها المواطن أدهم أبو شاويش(26عاماً) الذي اصطحب أطفاله، ليشاهدوا عمليات التنفس الاصطناعي لـ "اللنش" الغارق.

قاطعت كلمات أدهم صرخات طفله، قائلاً "متى توصل السفينة عشان نركب عليها"، فنظر إليه والده يطمئنه ويؤكد له وصولها قريباً.

الأطفال يهرولون تجاه شاطئ البحر، وآخرون يصرخون " قرّب يوصل المركب"، والجميع في لهفة وانتظار، حتى تطأ مراسي المركب رمال الشاطئ.

وفي ليلة ظلماء، خرج أربعة صيادين لكسب قوت يومهم، مجهزين العدة والعتاد، وقبل غروب الشمس بقليل، شدّوا الرحال على بعد ثلاثة أميال من شاطئ بحر الوسطى بالقرب من وادي غزة.

باغتتهم أمواجاً لم تكن بالحسبان، تمايل المركب يميناً ويساراً، حتى خرّ جزعاً من تقلب الأحوال الجوية وهيجان مياه البحر.

نُقِل الصيادون الذين كانوا على متن المركب، بواسطة قارب آخر إلى بر الأمان، حاملين لفريق الانقاذ البحري خبراً يؤكد غرق مركبهم وسط البحر.

وصل الخبر لفريق الانقاذ، فجهّز "ضفادعه البشرية" وعَمِل جاهداً على انتشال القارب إلى الشاطئ.

اتصالات مكثفة، واستعانة بجرافات وآلات لسحب القارب، والجميع أمام الانقاذ سواء.

محمد الميدنة مدير المكتب الاعلامي في الدفاع المدني، أكد أن محاولات إخراج القارب التي بدأت فور غرقه منذ ستة أيام، لا تزال مستمرة حتى اللحظة، وسط صعوبات كبيرة.

وقال الميدنة في تصريح لـ "الرسالة نت"، "إن عملية الإخراج تستغرق وقتاً طويلاً؛ بسبب ضعف الإمكانات لدى الأجهزة المختصة، التي تتعامل للمرة الأولى من مثل هذا الحادث".

وتوقّع استمرار محاولات الاخراج مدة أطول؛ بسبب ضخامة المركب الذي غرق على بعد ثلاثة كيلومترات من شاطئ غزة.

من جانبه قال جمال أبو وطفة –صاحب المركب- "تفاجأ طاقم المركب بوجود مياه على متنه, فأسرعوا محاولين اخرجها باستخدام جهاز الشفط، لكن محاولاتهم فشلت؛ بسبب عطل الآلة".

وأضاف: "إن دخول المياه للقارب والعجز عن إخراجها، أدى إلى ارتباك شديد بين أفراد الطاقم، ما دفعهم إلى زيادة السرعة بشكل مفاجئ؛ للخروج إلى بر الأمان قبل أن يغرق المركب".

بينما يتلهف أصحاب المركب لوصول قاربهم إلى شاطئ بحر غزة بأمان، يستمتع المشاهدون بمتابعة نهاية أحداث المغامرة لإنقاذ السفينة الغارقة، بمعدات بسيطة، ومعنويات عالية.

البث المباشر