قال النائب ميشال عون رئيس تكتل الإصلاح والتغيير في لبنان، إنه جرى التوافق على النائب تمام سلام لتكليفه برئاسة حكومة جديدة خلفا لحكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي استقال قبل أسبوعين.
وبعد إعلان التوافق على تسمية تمام سلام لرئاسة الحكومة الجديدة أكد عون أن الخيار الآن هو الوحدة الوطنية والاستقرار في لبنان
جاء ذلك بعد انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد حيث أعلن رئيس كتلة جبهة النضال البرلمانية وليد جنبلاط، ورئيس كتلة المستقبل، فؤاد السنيورة ترشيحهما النائب سلام لرئاسة الحكومة.
وانضمت كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم إلى الذين زكوا سلام، وقال رئيسها بعد اجتماع للكتلة -التي تضم 13 نائبا- إنها قررت "تسمية الأستاذ تمام سلام لرئاسة حكومة وفاقية وطنية، مؤكدة على الفرصة الطيبة لإعادة الصفاء إلى اللبنانيين جميع اللبنانيين".
وأضاف بري "إنها صفحة جديدة تفتحها الأكثرية السابقة نحو المعارضة السابقة، على الكل أن يعمل مع الكل في سبيل خلاص لبنان".
وكان تلفزيون المنار التابع لحزب الله قد قال في وقت سابق إن كتل التغيير والإصلاح، والوفاء للمقاومة، التي يقودها حزب الله والتنمية والتحرير تتجه إلى تسمية سلام رئيسا للحكومة المقبلة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن من شأن تكليف سلام أن ينهي عامين من العمل الحكومي هيمن فيها حزب الله وحلفاؤه في حين أن تكليف سلام سيجعل من زعيم جبهة النضال النيابية وليد جنبلاط " صانعا للملوك" بحكم الأرجحية التي منحتها أصوات كتلته السبعة في البرلمان المكون من 128 نائبا والمنقسم بين ستين نائبا لفريق 14 آذار و61 نائبا لفريق 8 آذار.
واستقالت حكومة نجيب ميقاتي المحسوبة على حزب الله وحلفاء سوريا وسط انقسام عميق في البلاد بين فريق 8 آذار الموالي للنظام السوري وفريق 14 آذار المناصر للثورة السورية.
وكان السنيورة قد أعلن أمس أن قوى 14 آذار اتفقت بعد اجتماع لقياداتها على ترشيح سلام لتسلم رئاسة الحكومة، وقال إن المجتمعين اتفقوا على تسمية سلام ليتولى تأليف هذه الحكومة.
وأشار السنيورة إلى أن هذا القرار اتخذ بالإجماع لما يمثله النائب سلام من التزام وطني وأخلاقي، ولكونه يؤمن حقا بمنطق العبور إلى الدولة واحترام الدستور والمؤسسات والميثاق الوطني.
التأليف أصعب
وقال مراسل الجزيرة في بيروت إن تأليف الحكومة سيكون أصعب من التكليف بحكم أن الأولوية في نظر فريق 14 آذار ستكون لحكومة مهمتها التهيئة للانتخابات المقررة في يونيو/حزيران المقبل في حين أن فريق 8 آذار يريدها حكومة وحدة وطنية.
وكان سلام قد زار الرياض أمس حيث التقى الحريري، كما زارت شخصيات معارضة أخرى السعودية خلال الأيام الماضية والتقت مسؤولين سعوديين والحريري.
وينتمي سلام (67 عاما) إلى تحالف قوى 14 آذار، لكنه يعتبر من القوى المعتدلة في هذا التحالف، إذ إنه رغم التزامه بسياسة المعارضة وقراراتها، يعتمد خطابا هادئا غير صدامي.
الجزيرة نت