قائد الطوفان قائد الطوفان

الازدحام السكاني المعضلة الأبرز

صور: مخيمات اللاجئين بغزة "الخدمات مش تمام"

مخيمات اللاجئين بغزة
مخيمات اللاجئين بغزة

الرسالة نت – نور الدين صالح

تتجدد الذكريات الأليمة التي عاشها الفلسطينيون بعد تهجيرهم من أراضيهم عام 1948م، بالتزامن مع الذكرى 65 للنكبة التي حلّت بهم, اللاجئون يشكون صعوبة الحياة في المخيمات الموجودة بقطاع غزة، والازدحام السكاني وتلاصق البيوت, هو جلُّ ما يؤرقهم.

استمرار تقليص المساعدات المالية والمادية التي تقدمها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، تفاقم المأساة أيضًا.

"أبومحمود" خمسيني يقطن مخيم الشاطئ منذ عشرين عامًا، يقول "إن اليأس يحيق بالمخيمات.. الشوارع هنا ضيقة، البيوت متلاصقة، البؤس ينزل بنا".

"الأونروا أخذت على عاتقها إصلاح بيوت العوائل الفقيرة، هي مسؤولة عن كل شيء في المخيمات". يضيف أبو محمود.

الحاجة أم زكي (83 عامًا) المُهجّرة من بلدتها الأصلية "بربره"، تكشف الهوَّة بين حياة الأمس واليوم في المخيمات، بقولها: "حياتنا زمان كانت حلوة".

وتضيف: "كان لنا في كل حارة مجلس، نستقبل فيه الضيوف، وفيه كذلك نحيي الأفراح.. ساق الله على أيام زمان".

الفلسطينيون –كما أم زكي- يتوقون لحياة الأمس، ويرفضون حياة المخيم اليوم، ليس لسبب، إنما لصعوبة الحياة فيه، "الكل يتمنى العودة ويرْقب ذلك اليوم".

نشأت أبو عميرة رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مدينة غزة، يرجع سبب معاناة اللاجئين في المخيمات إلى التزايد المستمر للسكان وتطور العمران داخلها.

ويقول أبو عميرة لـ "الرسالة نت": "مخيمات اللاجئين تشهد تزايدًا سكانيًا مستمرًا، بالتزامن مع تدني خدمات البنية التحتية المُقدمة من الجهات المختصة بهم".

في قطاع غزة يوجد ثمانية مخيمات، يسكنها 854 ألف لاجئ تقريبًا، هي الشاطئ، والبريج، وجباليا، وخانيونس، والمغازي، والنصيرات، ورفح.

ويوضح أبو عميرة أن مخيمات اللاجئين تعيش أوضاعًا صعبة منذ عام 1965، حيث شهد سكانها معاناة كبيرة، تمثلت في قلة المرافق الصحية المنزوعة من وكالة الغوث الدولية.

"مخيمات اللاجئين في القطاع تفتقر لشوارع مرصوفة ومتنزهات عامة" بهذه الكلمات يُبيّن أبو عميرة طبيعة حياة اللاجئين في المخيمات، محمّلاً الحكومة والأونروا بغزة مسئولية ذلك التقصير.

ويؤكد أن لجنته تواصل مساعيها بالضغط على وكالة الغوث لزيادة مساعداتها المُقدمة للاجئين الفلسطينيين، مبينًا أن الأونروا قللت المساعدات المادية والمالية، بحجة تقليص الميزانية الممنوحة لها.

عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) أقرَّ من جانبه بأن  حياة المخيمات الفلسطينية تعاني أوضاعًا صعبة، خاصة بعد تدهور البنية التحتية والمساعدات.

ويقول أبو حسنة لـ "الرسالة نت" :" إن وكالة الغوث تعكف على تدشين مشاريع عدة من أجل تحسين البنية التحتية داخل مخيمات غزة، لافتًا إلى أن تأخُّر الأونروا في تنفيذها يرجع للأوضاع السياسية التي يشهدها القطاع.

وأوضح أبو حسنة أن عدوان 2008 الذي شنّه الاحتلال على غزة عرقل تنفيذ مشروع تطوير البنى التحتية داخل المخيمات، مبينًا أن الأموال التي رصدت لها، دُفعت لـ55 ألف أسرة بغرض إعادة بناء بيوتهم التي دمُرت من القصف.

وأشار إلى أن الأونروا دفعت مليار دولار للاجئي قطاع غزة، خلال عام ونصف، والبالغ نسبتهم 20% من عدد لاجئي الشرق الأوسط، ويستهلكون 40% من ميزانية الأونروا.

وتمر الذكرى الـ 65 على الشعب الفلسطيني، ومعاناة سكان المخيمات ما زالت تتفاقم، تزامنًا مع تقليص الخدمات المُقدمة لهم من قبل الأونروا، والتزاحم السكاني كذلك.

البث المباشر