استهجن عدد من اللاجئين الفلسطينيين قرار تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الـ(أونروا) لخدماتها الإغاثية، بعد إلغائها مؤخرا المساعدات النقدية التي كانت تقدمها لعدد من العائلات بحجة العجز المالي، واستبدالها ببرنامج التوظيف المؤقت.
وأكد اللاجئون في قطاع غزة والذين كانوا يتلقون طوال السنوات الماضية خدمات إغاثية من الـ(أونروا) أنها قطعت عنهم مساعداتها التموينية والنقدية رغم أنهم يتلقونها مرة كل ثلاث شهور.
ومنذ عام 2010 الماضي تتبع (الأونروا) سياسة تقليص الخدمات التي تقدمها لللاجئين الفلسطينيين، بحجة العجز المالي وعدم التزام المانحين بتعهداتهم لها، الأمر الذي عقد الظروف المعيشية لآلاف اللاجئين بغزة والضفة الغربية.
وشهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الاحتجاجات ضد الأونروا كان آخرها الاعتصام اليومي أمام مقراتها احتجاجا على وقف مساعداتها النقدية المخصصة لـ 21 ألف عائلة من غزة، واستبدالها بخلق فرص عمل مؤقتة لثلاثة أشهر فقط لحوالي 10 آلاف عائلة.
أكثر تعاسة
ويقول اللاجئون من سكان المخيمات إنهم أصبحوا الآن دون معين بعد أن انقطعت مساعدات الأونروا عنهم التي كانت أساسا بالكاد تغطي جزءا من احتياجاتهم، لكنهم فقدوها لتصبح أوضاعهم أكثر تعاسة من ذي قبل.
ويبدي المواطن نعيم محمد (40 عاما) من مخيم جباليا شمال غزة استياءه من السياسة التي تتبعها الأونروا معهم، خصوصا أنه يعيل 9 أبناء ولا يعمل نظرا لمرضه.
وقال لـ"الرسالة نت": " جعلتنا الوكالة وكأننا نتسول منها، رغم أننا لاجئون وهي متكفلة بتلبية احتياجاتنا إلى أن نعود إلى بلادنا التي هجرنا منها".
ويشير محمد إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية كان يحصل على فرصة عمل لأشهر قليلة ضمن برنامج التشغيل المؤقت أو ما يعرف ببرنامج الطوارئ، لكن الوكالة قلصت خدماتها كثيرا وحرمته العمل في هذا البرنامج أيضا.
ويضيف: "منذ عام 2010 ونحن نعاني من قرارات تقليص الخدمات لنا، الأمر الذي يفهم منه أنه تصفية لقضيتنا وتجاهلا لها، وخاصة أننا لا نرى دعما رسميا من السلطة أو أبو مازن".
80% من سكان القطاع
وكانت الـ(أونروا) قالت في وقت سابق أن نحو 80 بالمئة من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتهم بسبب حالة الفقر التي يعيشونها، وبينت أن معدل البطالة وصل لأكثر من 45 بالمئة.
ويعد الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان منذ ست سنوات من أهم الأسباب التي أدت لزيادة معدلات الفقر والبطالة في صفوف الغزيين.
بدوره قال الحاج أبو محمد عليان وهو لاجئ يبلغ من العمر 48 عاما أن عملية تقليص الخدمات الإغاثية أمر خطير يجب أن ينتهي.
ويشير إلى اعتماد عدد كبير من جيرانه كما حاله هو الآخر على هذه المساعدات، مؤكدا أنهم كلاجئين الآن يخشون من تطور الأمر بحيث يشمل وقف شامل لكافة المساعدات التي تقدمها الأونروا.
تهرب من مسئولياتها
من جانبه، استهجن رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل سياسة التقليصات في برامج الأونروا الإغاثية، معتبرا أن هذا الأمر يثبت تهرب الأونروا من التزاماتها تجاه اللاجئين.
وقال أبو عوكل لـ"الرسالة نت" أن اللاجئين الفلسطينيين يشعرون بأن الأونروا تسعى لسحب خدماتها كاملة التي تقدمها لهم، نافيا أن تكون تقليصات الأونروا لها علاقة بالمال.
وطالب رئيس اللجان الشعبية للاجئين (الأونروا) بالوقوف عند التزاماتها تجاه اللاجئين، والعمل على إعادة ما قلصته من خدمات، مبينا أن اللاجئين لن يصمتوا في ظل تقليص الخدمات لهم.
لا مؤامرة
بدوره أكد عدنان أبو حسنة الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الـ(أونروا) في غزة أن وكالته ستعتمد سياسة العمل مقابل المال، مبينا أن 10 آلاف عائلة تقدم لها سلة غذائية لن توقف عنها.
وقال أبو حسنة :" ستوفر الوكالة فرص عمل مؤقتة ل21 ألف عائلة من العائلات المتضررة"، نافيا نظرية "المؤامرة على اللاجئين".
وشدد الناطق باسم الأونروا على أن الوكالة مستمرة في تقديم خدماتها لللاجئين الفلسطينيين ولن يستطيع الاحتلال أو أي طرف إنهائها.