اتفقت الولايات المتحدة والصين على اتخاذ خطوات مشتركة من أجل نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، ولكن بكين شددت على أن التسوية ينبغي أن تتم عبر الحوار.
في حين استبعدت كوريا الجنوبية تجربة صاروخية وشيكة يمكن أن تقوم بها جارتها الشمالية.
وجاء هذا الاتفاق بأول زيارة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لبكين منذ تسلمه الحقيبة الوزارية، تستغرق يومين، أجرى فيها محادثات مع المسؤولين الصينيين في محاولة لإقناع بكين بالضغط على حليفتها بيونغ يانغ التي هددت قبل أسابيع بشن هجوم نووي على الولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا.
وقال كيري ونظيره يانغ جي تشي عضو المجلس الدولة الصيني، وأكبر مسؤول عن السياسة الخارجية للصين، إن البلدين يدعمان هدف جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية.
وأضاف كيري في مؤتمر صحفي "اتفقنا على أن هذا مهم بشكل حاسم لاستقرار المنطقة واستقرار العالم ولكل جهودنا المتعلقة بمنع الانتشار النووي".
من جانبه أكد يانغ إصرار بلاده على ضرورة معالجة القضية وحلها سلميا من خلال الحوار والتشاور، مشيرا إلى أن النهج السلمي في حل القضية يخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
وأضاف أن بلاده ستعمل مع الأطراف الأخرى المعنية ومن بينها الولايات المتحدة للعب دور بناء في تشجيع المحادثات السداسية والتنفيذ المتوازن للأهداف التي حددها البيان المشترك الصادر في 19 سبتمبر/أيلول 2005.
وكان كيري شدد خلال لقائه أمس الجمعة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على خطورة الوضع، وقال إن المرحلة دقيقة جدا في ظل تحديات صعبة ينبغي مواجهتها في شبه الجزيرة الكورية وإيران والأزمة السورية.
ووصف الوزير الأميركي محادثاته مع الرئيس الصيني بالبناءة والمباشرة، دون أن يذكر التفاصيل.
وأكد في ختام جولته مع المسؤولين الصينيين اليوم أنه يريد أن يتفادى حلقة من التهديدات والتهديدات المضادة مع كوريا الشمالية.
يُذكر أن بيونغ يانغ صعّدت لهجتها ضد سول وواشنطن منذ تشديد العقوبات عليها على خلفية تجربتها النووية الأخيرة، حتى أنها هدّدت بشن حرب نووية شاملة عليهما، وتحويلهما إلى بحر من نار إذا ما مضت أميركا بما سمّته سياسة التخويف التي تعتمدها ضدها، وتوجهت أيضاً بتهديد مباشر إلى اليابان.
واستبق كيري زيارته للصين بزيارة لـ كوريا الجنوبية حيث التقى رئيستها، وقال في بيان مشترك مع نظيره بارك غون-هي إن "الصين لديها قدرات هائلة لإحداث تغيير في هذه المسألة، وآمل في أن نتمكن خلال محادثاتنا من الاتفاق على سبل نزع فتيل التوتر".
وفيما وصف ببادرة تهدئة، ألغت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات من كاليفورنيا، وعدل كيري عن زيارته لقرية بانمونجوم الحدودية في كوريا الجنوبية حيث تم توقيع معاهدة الهدنة في نهاية الحرب الكورية (1950-1953).
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في شنغهاي الصينية أن نوايا الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ أون "غامضة، ولكن سلوكه العدائي خطير جدا".
وتساءل "لا نعرف ماذا يضمر. هل يهدف إلى فرض نفسه على الجيش الكوري واكتساب نوع من النفوذ والمطالبة لاحقا بأمر ما في المقابل؟".
كوريا الجنوبية
وفي مقابل لهجة التصعيد التي تتبعها كوريا الشمالية منذ بداية الأزمة الحالية، تطلق كوريا الجنوبية دعوات للتهدئة والحوار متجنبة الرد بالمثل على التصريحات التي توصف بالاستفزازية.
ولا يقتصر هذا الموقف على المسؤولين الحكوميين بل يشاهد بوضوح أيضا في وسائل الإعلام الكورية الجنوبية.
وفي تطور آخر، ذكر مصدر حكومي في سول اليوم السبت أن بيونغ يانغ لم تنقل ما يشتبه أنها منصات متنقلة لإطلاق صواريخ خلال اليومين الماضيين، مما يشير إلى أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا ليس وشيكا.
وكانت كوريا الشمالية قد تم رصدها وهي تنقل صاروخي "موسودان" متوسطي المدى داخل وخارج منشأة في مدينة مونسان شرق البلاد في وقت سابق الأسبوع الماضي.
وقال المصدر "ليس هناك أي مؤشرات على نقل منصات إطلاق الصواريخ من نوع (تيل) داخل وخارج المنشأة منذ الخميس أو أن إطلاق صواريخ أصبح وشيكا. لم تتغير الأوضاع المتعلقة بإطلاق صواريخ".
وكان وزير خارجية أميركا أكد الجمعة أن بيونغ يانغ سترتكب "خطأ فادحا" إذا ما أجرت تجربة صاروخية جديدة.
الجزيرة نت