رأى خبراء استراتيجيون مصريون خلال أحاديث منفصلة لـ "الرسالة نت" أن "صواريخ إيلات" كان الغرض منها إحراج مصر، وإفساد علاقتها مع (إسرائيل).
وكان جيش الاحتلال أعلن أمس الأربعاء، سقوط عدد من القذائف على مدينة إيلات (جنوب الأراضي المحتلة)، دون وقوع إصابات، وفيما نفت فيه السلطات الأردنية سقوط أي صواريخ على مدينة العقبة، فقد زعمت الإذاعة الإسرائيلية أن الصواريخ انطلقت من سيناء باتجاه إيلات.
واتهم الخبير الإستراتيجى، اللواء حسن اللبيدى، أطرافا (لم يسمها) بالوقوف خلف عملية إطلاق صواريخ على مدينة إيلات أمس؛ بغرض إحراج مصر، ومحاولة الإيحاء بأنها غير مسيطرة على حدودها، وعاجزة عن الحفاظ على معاهداتها الدولية، ما يعنى استباحة أراضيها لمطاردة عناصر إرهابية متطرفة".
وقلل "اللبيدى" من المزاعم والادعاءات الإسرائيلية. وقال "ليس هناك دليل قاطع على إطلاق الصاروخين من سيناء، "رافضا الاستشهاد ببيان صادر عن كيان غير معلوم وجوده –مجلس شورى المجاهدين- حتى لو أعلن هذا الكيان مسئوليته عن الحادث".
واستغرب من إسراع إسرائيل بتوجيه أصابع الاتهام باتجاه سيناء، فور انطلاق الصاروخين، لافتا إلى أن هذا الاتهام الخطير لا يوجد أي دليل مباشر يعضده.
وأضاف: "هذا الملف يتطلب قبل الإعلان عن أي نتائج أو تفاصيل إجراء تحقيق مشترك تشارك فيه إلى جانب السلطات الإسرائيلية، لجنة مصرية، أما التكهن أو الادعاء في مثل هذه الأمور الحساسة فهو يثير الشبهات ويجعلنا لا نستبعد انطلاقهما من داخل إسرائيل نفسها إن كان هناك صاروخين قد سقطا بالفعل على منطقة إيلات".
وشكك "اللبيدى" في المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية بشأن مسئولية ما يعرف بـ"مجلس شورى المجاهدين" عن العملية، متهكما على من يروجون هذه المعلومات "كون أمريكا بما تمتلكه من قدرات فنية وأمنية لم تعلن حتى اللحظة عن الجهة المسئولة عن تفجيرات بوسطن، حيث لا تزال التحقيقات جارية من أجل التوصل إلى الحقيقة".
وأعلن أن "هذا افتراء لا يقبله منطق"، محملا وسائل إعلام مسئولية الترويج لقصص تزج بدول وكيانات وتنظيمات في خضم الأحداث وتوجه لها اتهامات دون معلومات حقيقية.
وتابع: "عملية تأمين الحدود المصرية يتم التعامل معها بحزم وانضباط عبر الجيش المصري، والقوات الدولية الموجودة في سيناء، وعلى الجانب الأخر من فلسطين المحتلة تقوم إسرائيل بتأمين الحدود فنيا وبشريا عبر نشر قوات وكاميرات وأجهزة استشعار، فضلا عن المراقبة الجوية عبر الأقمار الصناعية.
تحقيقات عسكرية
واستبعد مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق، اللواء الدكتور نبيل فؤاد، أن يكون الصاروخين اللذان تم إطلاقهما على منطقة إيلات، مصدرهما قطاع غزة .
وقال فؤاد في تصريحات خاصة لـ"الرسالة نت": "لا حماس ولا الجماعات الجهادية في القطاع تمتلك صواريخ بهذا المدى الطويل، الذى يتجاوز 200 كيلو متر".
ونبه إلى أن إسرائيل تضع جداراً من الأسلاك الشائكة على طول حدودها مع مصر بالإضافة إلى أجهزة تحذير وكاميرات وصفارات إنذار وبالتالي تستطيع إسرائيل الكشف عن جهة إطلاق الصواريخ وإعلان ذلك بالأدلة إن أرادت.
ورجح "فؤاد" انطلاق الصاروخين من داخل إسرائيل نفسها أو من الأردن، ولم يستبعد قيام عناصر متشددة باستغلال الحدود المصر في عملية الإطلاق، كون الدول الثلاث تقع على رأس خليج العقبة، ومن لا يمكن تحديد جهة الانطلاق إلا بعد معاينة الأجهزة الفنية لبقايا الصواريخ حتى تتعرف على مداها وتحديد موقع الإطلاق.
وأوضح أن مصر شكلت لجنة عسكرية فنية هي المسئولة عن التحقيق في هذا الملف وإعلان نتائجه، مقللا من أي معلومات تروجها إسرائيل عن جهة إطلاق الصواريخ.
وفي معرض إجابته على سؤال "الرسالة نت" عن إعلان الإذاعة الإسرائيلية بأن الصاروخين انطلقا من سيناء، وتبنى ما يطلق عليه "مجلس شورى المجاهدين" للعملية، قال فؤاد: "هناك أجهزة أمنية وفنية معنية بتحديد المدى والاتجاه".
وأكد أن مصر تحاول تأمين حدودها الممتدة في شبه جزيرة سيناء، وسط انتشار ملحوظ للقوات المسلحة على طول الشريط الحدودي بالقدر الذى تسمح به اتفاقية السلام".
وكشف عن أن القوات المسلحة نجحت في القضاء على 90%من البؤر الجهادية المسلحة، وأن ما تبقى من هذه البؤر تعتمد على سياسية الكر والفر في تنفيذ عملياتها حيث "تضرب الهدف وتلوذ بالفرار".
وأشار إلى أن من يروج لمسئولية مصر عن العملية يستهدف تصعيد العلاقات بين مصر وإسرائيل، لاسيما وأنه من مصلحة عناصر كثيرة إرباك مصر خارجيا مثل محاولات البعض لنشر الفوضى الداخلية.
حرص مشترك
وأكد الرئيس السابق لأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، اللواء زكريا حسين، أنه لا توجد نية لدى الشعب المصري ولا الحكومة المصرية لإفساد العلاقات مع إسرائيل، وقال "الطرفان حريصان على استمرار السلام، لدرجة أن التفجيرات المتتالية لخط الغاز لم تتسبب في إفساد العلاقة أو تهديد معاهدة السلام".
وحذر من أن الوقت الحالي "لا يسمح بفتح أي جبهات خارجية لمصر وتصعيد العلاقات مع إسرائيل"، وأكد أن إسرائيل لديها حرص مماثل في استمرار معاهدة السلام مع مصر"، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق العسكرية التي كلفتها مصر بتقصي الأمر ستكشف أبعاد ما حدث، في ضوء تنسيق أمنى مع إسرائيل في هذا الشأن.
ونصح "حسين" بوضع حلول جذرية بدلا من الحلول المؤقتة عبر تعمير سيناء بعد مظاهر الإهمال التي تصل حد الخيانة التي ارتكبها النظام السابق، لدرجة أنه تركها مهملة وعرضه للاختراق.
لكن القيادي بالجماعة الجهادية السلفية، الشيخ مرجان سالم قال: "إن جماعة شورى العلماء في حضن بيت المقدس"، أطلقت صاروخين على أراضي إيلات تنديداً بالانتهاكات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، وطالب خلال اتصال هاتفي بفضائية المحور المصرية مساء الأربعاء، الرئيس مرسى قطع العلاقات المصرية – الإسرائيلية، وتعديل اتفاقية كامب ديفيد.
وتبنى ما يسمى بـ"مجلس شورى المجاهدين" الأربعاء، قصف مدينة إيلات بصواريخ جراد، وقال بيان حصلت "الرسالة نت" على نسخة منه "تمكن أسود مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس من استهداف مدينة أم الرشراش المحتلة –إيلات- بصاروخين من طراز غراد"، وتمكَّن مجاهدونا من الانسحاب بسلام تحفُّهم عناية الرحمن".
وقال المجلس إن "قصف إيلات جاء ردا على استمرار معاناة الأسرى المستضعفين في سجون بني يهود، وقيام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة المظاهرات التي خرجت في الضفة الغربية للتنديد بوفاة الأسير ميسرة أبو حمدية، وتعمد قتل شابين فى طولكرم بدم بارد".