قائد الطوفان قائد الطوفان

"حكاية وطن" .. جداريه لدعم الأسرى

جداريه
جداريه

خان يونس- الرسالة نت (خاص)

انتهى رسامون في جنوب قطاع غزة من تقديم جداريه ضخمة تصور مشهد خروج أسير فلسطيني من داخل معتقل إسرائيلي يتوسط هذا العمل الذي  يبرز محنة ألاف الأسرى الفلسطينيين.

وعلى مدار مئة يوم عمل سبعة رسامين على تشييد الجدارية على أسوار مدرسة حكومية وسط خان يونس مشاهد تجسد الواقع الفلسطيني منذ النكبة عام 1948، وحتى الحرب الأخيرة على قطاع غزة في الخريف الماضي.

تجسد جداريه "حكاية وطن" لوحات فنية تعبر عن معاناة اللاجئين والشهداء والأسرى والشجر والحجر أيضاً.

وهذا العمل رعته ومولته جمعية الثقافة والفكر الحر في خان يونس لتشجيع الفنانين الفلسطينية على عرض إبداعاتهم في يوم الأسير الفلسطيني.

وتشجع الحكومة في غزة مثل هذا الأعمال وتهدف من خلالها جذب أنظار المجتمع الدولي للمعاناة التي يكابدها الأسرى الفلسطينيين جراء سياسات التضييق والعزل والحرمان من حقوق التعليم والعلاج.

وتجذب الجدارية المارة وبعضهم وقف جامداً لبرهة وعيونهم شاخصة.

ويشهد قطاع غزة والضفة الغربية فعاليات تضامنية ومواجهات مع قوات الاحتلال في إطار العمل على تسلط الضوء على محنة 4800 أسيراً فلسطينياً.

وتبلغ مساحة الجدارية 61 مترا مربعاً.

يقول الرسام محمد إبراهيم الذي كان يرتدي جلبابا أبيض ملطخا بالألوان: "إنها عمل استمر أسابيع طويلة .. كنت أحاول التركيز على إبراز الهوية الفلسطينية والألم الذي يكابدونه بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل.

ورسم إبراهيم الثوب الفلسطيني وحمامتين تحملان العلم الفلسطيني ويحلقان فوق السجن الذي يتحرر من داخله أخر أسير فلسطيني.

ورسم زملاء إبراهيم طائرة حربية توزع صواريخ الموت هنا وهناك، كما  رسموا سنابل قمح وبندقية بيد مقاوم فلسطيني. 

كما رسموا مفتاح كبير وثوب المرأة الفلسطينية في دلالة على تمسك الفلسطينيين بحق عودتهم إلى منازلهم التي هجروا منها قهراً.

ويقول القائمون على العمل إن الجدارية تعبر عن الأمل في تحرير الأسرى في المستقبل القريب من خلال مبادلتهم بجنود إسرائيليين يتم أسرهم من قبل المقاومة.

وقالت مدير جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت إن هذا عمل من أجل الأسرى ويجسد واقع الفلسطينيين منذ النكبة مروراً بعمليات القتل والتشريد والاعتقال والنضال والحرب ضد الفلسطينيين.

وأضافت زقوت إن العالم "صامت حد الخمول" أمام ما يتعرض له الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وفي السجون الإسرائيلية استشهد أسيران من الضفة الغربية هذا العام أحدهم بفعل التعذيب والأخر لحرمانه من تلقي العلاج.

وحادثي الاستشهاد زادا من الالتفاف الشعبي حول قضية الأسرى والعمل على إبرازها بمختلف الوسائل الإبداعية. 

وافتتح في غزة نسخة طبق الأصل لسجن إسرائيلي في أحدث فعالية منظمة لتسليط الضوء على قضية الأسرى ومعاناتهم المستمرة في ظل السياسيات "غير الإنسانية" الممارسة ضدهم وفق ما تقول منظمات حقوقية فلسطينية.

وقال منسق الإعلام في وزارة الأسرى بغزة إسلام عبده إن الفعاليات متعددة هذا العام احتفالاً بيوم الأسير الفلسطيني ولتأكيد ضرورة التضامن وإبقاء قضية الأسرى على سلم الأولويات.

وذكر عبده لـ"الرسالة نت" أن السجون الإسرائيلية تفتقر للحد الأدنى من المستلزمات مشيرا الى ان  جريمة اغتيال الأسير ميسرة أبو حمدية وعرفات جرادات تؤكد أن الانتهاكات المتكررة بحق الأسرى تهدف إلى تصفيتهم جسدياً.

وشدد على أن الحراك الجماهيري الفاعل هو أحد الأشكال التي يجب أن تُظهر تمسك الفلسطينيين بأسراهم والعمل من أجل إطلاق سراحهم.

البث المباشر