قائد الطوفان قائد الطوفان

"قناص رفح".. 535 كلباً قضوا برصاصه

كلاب في جنوب قطاع غزة (الأرشيف)
كلاب في جنوب قطاع غزة (الأرشيف)

رفح- الرسالة نت (خاص)

بحركة لا تخلو من اليقظة بفعل الممارسة اليومية، يضغط علاء نعيم على الزناد بثبات من أجل تصفية كلاب ضالة تنشر الرعب والخوف بصفوف السكان في جنوب قطاع غزة.

ودأب نعيم -في العقد الثالث من العمر- على القيام بهذا العمل منذ عام ونصف؛ تلبية لاستغاثة جيرانه في بداية الأمر شرق مدينة رفح التي يقطنها ما يقرب من مائتي ألف نسمة.

وفي مختلف محافظات قطاع غزة يشتكي السكان من تلك الكلاب، وقد قدمت شكاوي متعددة لجهاز الشرطة في المدينة؛ لوضع حد أمام انتشارها في الشوارع والحقول الزراعية.

وكانت أول رصاصة أطلقها نعيم من سلاحه "كلاشين كوف" في صيف العام 2011. ويوضح أن أطفال أحد جيرانه في حي السلام على الحدود مع مصر تعرضوا للاعتداء من قبل عدد كلاب الضالة مما دفعه للقيام بهذا العمل.

ويشير نعيم الذي يعمل في أحد فصائل المقاومة في وحدة القنص، إلى أنه حصل على فتوى شرعية من رابطة علماء فلسطين في رفح من أجل القيام بتلك المهمة التي أصبحت روتيناً يومياً في حياته.

ويقول مازحاً "اليوم نقنص الكلاب ولن نرحم كلاب الصهاينة (جنود الاحتلال) إذا ما فكروا الدخول إلى تراب قطاع غزة".

وفي كل محافظة من محافظات غزة ينشط فلسطينيون بشكل شخصي؛ لمكافحة تلك الكلاب من خلال قنصها في المناطق المفتوحة والحقول الزراعية.

ويضيف نعيم واثنين من قناصة الكلاب الضالة في مقابلة مع "الرسالة نت": "نحن نعمل بمبادرة شخصية وأجهزة الشرطة لم تعترض على عملنا وأحياناً تشجعنا وقد حصلنا على فتوى شرعية".

وأجاز علماء الشريعة والقانون في غزة، قتل الكلاب العقور التي تؤذي الناس ولا يمكن التعايش معها في أي حال.

وقتل "قناص رفح" حوالي 535 كلباً في رفح على مدار عام ونصف ومستعد لقتل المزيد طالما تشكل خطراً على حياة السكان وممتلكاتهم. وفق ما قال.

وتقدم سكان من منطقة "مواصي رفح" بشكوى إلى البلدية، نهاية الأسبوع الماضي بعد نفوق خمسة وثلاثين رأس ماعز بعد أن هاجمتها الكلاب الضالة.

ويقول نائب رئيس بلدية رفح يوسف قشطه لـ"الرسالة نت"، إن البلدية رفعت الشكوى إلى شرطة المحافظة في المدينة، وجاري متابعتها من أجل وضع حد لتلك الحوادث.

ويوضح مسؤول في شرطة رفح أنها تلقت عشرات الشكاوي خلال العام الأخير، حول تهديد الكلاب الضالة للأطفال والمسنين وحظائر الماشية والأغنام والدواجن.

ولكن المسؤول ذاته لم يجيب على تساؤل "الرسالة نت" حول الإجراءات المتبعة من قبل الشرطة لمواجهة تلك الكلاب.

ويقول سكان في مدينة رفح "إن الجهات الرسمية لا تعطي أهمية لمكافحة تلك الظاهرة، وتتقاعس عن أداء واجبها في تأمين وتوفير الحماية للمواطنين".

ويوضح إبراهيم زيني الذي هاجمت الكلاب الضالة مزرعة دواجن يمتلكها في وسط رفح قبل شهر: "اعتقد أن لن يتحرك أحد لمكافحة تلك الكلاب إلا عندما تحدث مصيبة كبرى".

ويضيف متسائلاً: هل ينتظرون أن تقتل تلك الكلاب طفلاً متوجهاً إلى المدرسة أو مسناً في طريقه إلى صلاة الفجر".

وتشير سيدة ترتدي غطاء وجه وتقطن شارع "جورج" شرق رفح، إلى أن عدد من الكلاب دأبت على مهاجمتها مع أطفالها كل صباح، لكن في الفترة الأخيرة لم ترها.

وتنتشر الكلاب الضالة خلال ساعات الليل وأحياناً تهاجم السكان خلال الذهاب إلى صلاة الفجر، والطلاب أثناء توجههم إلى المدارس في الصباح الباكر.

وكثير من تلك الكلاب تكاثرت في المحررات التي أخلتها (إسرائيل) في خريف العام 2005، أو جاءت عبر الحدود مع مصر والأراضي المحتلة عام 1948.

البث المباشر