قائد الطوفان قائد الطوفان

لا يمكن أن تهدد أمن شبه الجزيرة

بدو سيناء يشهدون لـ "حماس"

أحد بدو سيناء
أحد بدو سيناء

غزة - الرسالة نت "خاص"

استبعد عدد من مشايخ قبائل سيناء، أن يكون لحركة "حماس" وذراعها العسكرية "كتائب القسام" يد في تهديد أمن شبه الجزيرة، وقال أحدهم خلال تقرير مصور أعدته "سكاي نيوز عربية": "حماس بالذات كتنظيم لا يمكن أن تكون وراء حادث مقتل الجنود المصريين".

ودافع شيخ آخر عن توجه الفلسطينيين إلى حفر الأنفاق الحدودية، وقال: "إمداد إخوتنا الفلسطينيين بالغذاء والدواء من أسفل الأرض لا يعد تهريباً، إنما مساعدة لشعب محاصر مضطهد، وهذا أقل الواجب".

وتنتشر أسفل الحدود المصرية الفلسطينية المئات من الأنفاق، حيث يجلب العاملون فيها البضائع والمواد الأساسية ومواد البناء إلى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ست سنوات.

ووجِّهت إلى "حماس" أصابع الاتهام في تجاوزات أمنية عدة وقعت بسيناء، نفت الحركة الإسلامية بشدة علاقتها بها، وأكدت أنها حريصة على أمن مصر القومي. من هذه التجاوزات، جريمة مقتل الستة عشر جندياً مصرياً، كذلك تهريب السلاح والقذائف الصاروخية عبر الأنفاق إلى القطاع.

وكان مسلحون قد هاجموا في الخامس من أغسطس/آب الماضي موقعا للجيش المصري في مدينة رفح الحدودية بشبه جزيرة سيناء، وقتلوا 16 جندياً.

أحد مشايخ سيناء استبعد أن تكون "حماس" المسئولة عن الحادث، وألقى بالمسؤولية في حِجْر الموساد الإسرائيلي، وقال: "لا يمكن أن يخطر على بالي أن تعمل حماس العملة دي".

وتشير تقديرات أمنية إلى أن الموساد ينشط بشكل كبير في سيناء، وهو ما رصدته المخابرات المصرية عندما اكتشفت مؤخراً شبكة تجسس تعمل لصالح (إسرائيل)، وقبلها اكتشف أبناء سيناء –وفق سكاي نيوز عربية- جاسوسين آخرين، فر أحدهما إلى (إسرائيل) فيما كان مصير الآخر "الذبح" على أيدي من يسمون أنفسهم مجلس شورى المجاهدين.

"بلال" أحد أبناء قبيلة البراهمة في سيناء، يقول: "كان يوجد تواصل بيني وبين قادة في حماس بغزة على حفظ أمن سيناء".

وسبق أن اتهمت "حماس" بتسلل عدد من عناصرها إلى الأراضي المصرية، حسبما أثير في بعض المواقع الإعلامية بشأن عبور سبعة ألاف شخص تابعين للحركة الإسلامية بشكل خفي عن أعين الأمن.

وهذه الاتهامات نفاها اللواء سميح بشادي مدير أمن شمال سيناء، ونفته "حماس" أيضاً عندما قال نائب رئيس مكتبها السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق: "حماس لا تفكر مطلقاً بالتواجد في سيناء، الحركة تفكر فقط في مهمتها المقدسة لتحرير أرض فلسطين". وزاد في حديثه: "غزة هي خط الدفاع الأول عن سيناء".

واتهمت "حماس" كذلك بسرقة ماكينة طباعة الرقم القومي من مديرية شمال سيناء، وهو ما نفاه اللواء بشادي مرة أخرى، ونفى كذلك وجود ماكينة من الأصل، وقال: "هذا الكلام لا أساس له من الصحة نهائياً، ولا توجد في شمال سيناء مثل هذه الماكينات".

وتسلط وسائل إعلام مصرية بين الفنية والأخرى -خاصة عقب ثورة 25 يناير- الضوء على قضايا توحي بتورط الفلسطينيين وخاصة "حماس" في العبث بالأمن المصري، وهو ما نفته جميع الوقائع على الأرض.

وتمر في مصر الذكرى الواحدة والثلاثين لتحرير سيناء، في ظل تزايد المخاوف من اتساع دائرة العنف على الرغم من محاولات الجيش المصري بسط الأمن في شبه الجزيرة.

وكانت القوات المسلحة المصرية قد بدأت في الشهور الأخيرة بتنفيذ خطة تدمير الأنفاق، التي يزعم أنها تستخدم للتهريب. ووفقا للإحصاءات فقد تم هدم نحو 260 نفقا، إلا أن حركة العبور من خلال الأنفاق لا تزال مستمرة. "وفق سكاي نيوز عربية"

ويشكِّل انتشار السلاح في سيناء تهديداً للأمن القومي المصري، وهو ما دفع الجيش إلى الدفع بقواته إلى شمال سيناء في أعقاب حادثة مقتل الجنود المصريين بأغسطس من العام الماضي لتسجل القوات المسلحة المصرية أقوى حضور لها في سيناء منذ حرب أكتوبر 1973.

"ارفعوا أيديكم عن حماس" عنوان مقال كتبه المصري صفوت حسين، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر، قال فيه: "إن هناك حملة محمومة تستهدف النيل من حماس وزرع روح الكراهية لها بين المصريين، وتقوم على نشر أخبار مجهولة لا يعرف مصدرها، وفبركة الوثائق، ونشر الأكاذيب".

ويرى حسين أن الحملات الموجهة إلى "حماس" ومحاولة تشويهها وتصويرها على أنها خطر على الأمن القومي الهدف منه الزج بها في الصراع والاستقطاب السياسي في مصر بين التيار الإسلامي وعلى رأسه الإخوان المسلمون، والتيارات الأخرى، ومحاولة إدخالها كطرف في المعادلة السياسية المصرية.

البث المباشر