قائد الطوفان قائد الطوفان

القيروان تحتفل باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية2009

تونس- وكالات

تستعد مدينة القيروان، عاصمة الإسلام الأولى في إفريقيا، لاحتضان تظاهرة احتفالية عربية إسلامية كبرى تصادف يوم المولد النبوي الشريف وتختتم بها سلسلة الفعاليات والأنشطة الفكرية والعلمية المتنوعة التي شهدتها خلال الأشهر الأخيرة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2009.

ويتوقع أن تتميّز هذه التظاهرة بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي على موكب الاختتام وإلقائه لخطاب بالمناسبة أمام عدد كبير من الشخصيات الدينية والفكرية المدعوة من تونس ومن عدد من البلدان العربية والإسلامية ومن مختلف الدول الأخرى.

ومن المنتظر أيضا أن يشرف الرئيس زين العابدين بن علي على موكب ديني مهيب يحتضنه جامع عقبة بن نافع بمناسبة المولد النبوي الشريف.

ويرى ملاحظون أن في إشراف الرئيس بن علي على هذه التظاهرة تكريسا لما يوليه من عناية فائقة بالدين الإسلامي الحنيف ورعاية معالمه وأعلامه ونشر تعاليمه السمحة وإشاعة قيمه التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح. كما أن ذلك سيضفي بكل تأكيد توهجا خاصا على اختتام التظاهرات المتعلقة بإعلان القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية وكذلك للتظاهرات الدينية التي تحتضنها القيروان بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

وكانت القيروان التي اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009 قبلة لكثير من الشخصيات الفكرية والعلمية والثقافية والدينية واحتضنت خلال عام كامل حوالي 150 تظاهرة توزعت بين المؤتمرات الدولية والندوات واللقاءات والمعارض والمهرجانات والأسابيع الثقافية والعروض الفنية.

وتناولت هذه التظاهرات المتنوعة بالبحث والدراسة قضايا ذات أهمية مثل "حوار الحضارات والتنوع الثقافي" و"إشعاع القيروان عبر العصور" و"حضور الإسلام في الحضارة العربية في شمال المتوسط" وغيرها من الأنشطة، الشيء الذي عزز دور القيروان كمنارة إسلامية تستعيد إشعاعها الديني وتوهجها الحضاري والفكري خاصة وأنها تُعدّ أول عاصمة للإسلام في إفريقيا.

ومن بين فقرات احتفالية الاختتام التي ستعيش القيروان على وقعها تدشين معلم تذكاري يخلد احتفال المدينة باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية ويكرّس دورها الريادي في إثراء الحضارة العربية الإسلامية خاصة والحضارة الإنسانية عامة.

كما يشهد حفل الاختتام أيضا عرضا للموسيقى الصوفية تحت عنوان "بحور العشق" يقدمه الفنان التونسي المهاجر خالد بن يحي بمشاركة نخبة من الفنانين.

وثابرت تونس خلال العقدين الأخيرين على تنظيم ندوات علمية وفكرية بالاشتراك مع منظمات إسلامية ودولية عديدة في إطار مقاربة فكرية سياسية تشجع على الاجتهاد المستنير بما عزز الصورة السمحة والمشرقة للدين الإسلامي الحنيف.

يشار إلى أن تونس، ومنذ السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987 أولت القيروان اهتماما متميزا ونجحت فى إعادة تفعيل دورها كمنارة للحضارة إسلامية، من ذلك إحداث مركز للدراسات الإسلامية يشجّع على البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية والتعريف بأعلام تونس وإفريقيا ومؤلفاتهم ومساهماتهم في مختلف العلوم وخاصة في علوم القراءات والتفسير والسنة النبوية والفقه.

وكانت تظاهرة حفل الافتتاح لاختيار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009 قد لقيت صدى عربيا وإسلاميا واسعا وأكدت إشعاع ودور المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين في تقديم صورة مضيئة للإسلام باعتباره دين التسامح والوسطية والاعتدال والحوار مع الآخر ونبذ نزعات التطرف والانغلاق.

وقد أذن الرئيس زين العابدين بن علي خلال السنة الماضية بالتزامن مع تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية بتلاوة القرآن الكريم في جامع عقبة ابن نافع على مدار الساعة على غرار جامع الزيتونة المعمور الذي يعد بدوره أحد أبرز المعالم الدينية والحضارية في إفريقيا وفي العالم الإسلامي عامة.

 

البث المباشر