قائد الطوفان قائد الطوفان

حاويات القمامة العشوائية هم يؤرق أهالي شمال غزة

حاويات القمامة
حاويات القمامة

غزة/ كمال عليان

أن تفتح نوافذ بيتك في الصباح وخصوصا في الأيام المشمسة، فهذا أمر طبيعي بالنسبة لك، ولكن الحال مختلف تماما عند المواطن أبو حسين عقل (42 عاما) الذي يضطر يوميا لإغلاق  نوافذ بيته، بسبب الدخان المتصاعد من حرق حاوية القمامة بالقرب من منزله، ناهيك عن الرائحة الكريهة قبل حرقها.

وحال أبو حسين الذي يعمل محاسبا في إحدى المؤسسات هو حال العديد من سكان شمال غزة وخصوصا في الأحياء الفرعية منها، فجميعهم مجبرون على إغلاق نوافذ بيوتهم وإلا اختنقوا من الروائح الكريهة، أو من الدخان المتصاعد من الحاويات الموضوعة عشوائيا هناك.

وتشكل حاويات النظافة عنصراً مهماً في الأحياء والأماكن والمجمعات السكنية، إلاّ أنها باتت تشكل هاجساً وقلقاً لدى العديد من السكان، والسبب ليس سرا غامضا، إنما هو العشوائية التي يراها الجميع لتلك الحاويات بشتى أحجامها.

"الرسالة نت" رصدت بعض هذه المواقع وبحثت لها عن حلول في التقرير التالي:

بجانب المدرسة!

أثناء تجول "الرسالة" داخل الأحياء والشوارع الفرعية في محافظة الشمال لاحظت بعض الحاويات الموضوعة بشكل عشوائي، فتراها وسط الشوارع مثل دوار الفاخورة لتشكل خطراً مرورياً على سلامة المارة وأصحاب السيارات المستخدمة للطريق.

وأما الكارثة فهو أن توضع حاوية قمامة كبيرة بالقرب من مدرسة للأطفال الصغار، ولا تحتاج كثيرا من المهارة كي ترى في جانب آخر من الطريق، الأطفال وهم يحرقون تلك الحاويات لا لشيء سوى من أجل الفوضى والعبث الصبياني.

الأستاذ طلال عبد الرحمن (25عاما) يرى أنه من الظلم أن توضع حاوية قمامة كبيرة بالقرب من مدرسة الفاخورة التي يعمل بها، مبديا سخطه من رائحتها ومنظرها المقزز.

ويقول :" أنا متفاجئ من هذه العشوائية في توزيع الحاويات فمن عنده عقل ويفكر لا يمكن أن يضع حاوية قمامة بجانب مدرسة للأطفال"، مطالبا بوضع خطة جديدة لإعادة تنظيم هذه الحاويات التي تضر بالشكل الحضاري للمجتمع الفلسطيني.

وفيما يتعلق بحرقها في بعض الأحيان أضاف عقل :" لو أن هناك عقوبة للمستهترين لما حدث لها ذلك العبث والإساءة لاستخدامها"، منوها إلى أن هذا الاحتراق يحدث تلوثاً بيئياً بالإضافة إلى الروائح الكريهة والأوبئة التي تجلب الجراثيم والأوساخ على أرضية الطريق.

 على الأرصفة!

والمتأمل لامتداد شارع الشهداء الستة وبالقرب من محطة سرداح يجد مشهدا آخر وبملامح جديدة حيث أن بعض تلك الحاويات قد وضعت على الأرصفة وبجوار المحلات والمجمعات السكنية لأن ذلك المكان يساهم في رمي الفضلات من أعلى النوافذ حسب قول بعض السكان هناك.

وبالجوار يجلس الحاج  أبو محمد عاشور (62عاما) الذي أبدى انزعاجه الشديد من هذا المنظر، منوها إلى أنه لم يعد يستطيع الجلوس أمام بيته نظرا للروائح الكريهة المنبعثة من أكوام النفايات، داعيا الجميع للحفاظ على نظافة وجمال المنطقة.

وقال لـ"الرسالة":" الملفت والمؤلم أنك تجد بعض تلك الحاويات لازالت فارغة ولكن الأطفال  يرمون النفايات بجوار تلك الحاويات بحجة أن تلك النفايات قد تكون ثقيلة"، مطالبا الأهالي بعدم بعث الأطفال لإلقاء النفايات.

حالات استثنائية

بدوره أكد المدير التنفيذي في مجلس إدارة النفايات الصلبة المهندس محمد الحلو على أن توزيع حاويات القمامة كان بشكل دقيق وليس عشوائيا، محملا المواطنين مسئولية عدم وضع الحاويات في أماكن مناسبة لأنهم يرفضون أن توضع بالقرب من مساكنهم.

وقال لـ"الرسالة" :" نخدم أكثر من 50% من مناطق بيت لاهيا وبيت حانون والمشروع بنقل القمامة من البيت مباشرة "، لافتا إلى عدم وجود عدد كبير من الحاويات الكبيرة في أماكن تخصص إدارته ولو وجدت فهي حالات استثنائية.

وأشار إلى أنهم في إدارة النفايات الصلبة يحاولون قدر المستطاع توفير أفضل خدمات نظافة  للسكان ووفق أحدث الأساليب من خلال تطوير الخدمات التي تناسب كافة أحياء المنطقة، لافتا إلى أنهم يسعون جاهدين وبشكل مستمر للحفاظ الدائم على نظافة جميع الأحياء من أجل توفير البيئة الصحية الملائمة لسكانها.

"الرسالة" حاولت الاتصال بالمسئولين في بلدية جباليا النزلة المسئولة عن منطقة الفاخورة ولكن ما من مجيب لتبقى الحاويات هناك في مكانها تطلق عبارة "مكانك سر"!!

أما بالنسبة للحاويات الصغيرة الموجودة أمام المنازل فأكد الحلو على أنهم يواجهون بعض الصعوبات النسبية من فئة قليلة من المواطنين الذين لا يرغبون بوضع الحاويات أمام منازلهم والتي قد تكون السبب في عدم تنظيم مواقع الحاويات في بعض الشوارع.

وأوضح الحلو أنهم يشرفون بشكل مستمر على استبدال جميع الحاويات القديمة الموجودة بمختلف مقاساتها بحاويات جديدة حفاظاً على المظهر العام.

 

 

البث المباشر