من وحي المشكلات.. شارة الكابتن بين المهارة والأقدمية

فريد الحواجري كابتن فريق خدمات النصيرات سابقا
فريد الحواجري كابتن فريق خدمات النصيرات سابقا

الرسالة نت - فادي حجازي

تسبب إصرار النجم فريد الحواجري على عودته قائدا لفريق كرة القدم الأول في خدمات النصيرات, بحصوله على ورقة الاستغناء رسميا, والخروج من ناديه لاعبا حرا.

الحواجري "30 عاما" أكد أن استرجاعه لشارة الكابتن أمر طبيعي, لأنه أقدم اللاعبين تواجدا بالفريق منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره.

واختار لاعب النصيرات الحل السلمي دون الدخول في مشاكل مع الإدارة, وخرج من النادي بأقل الأضرار, دون معرفة وجهته المقبلة التي ستكون بالتأكيد أحد أبرز أندية القطاع, لما يتمتع به من مهارات كروية فائقة تجعله يسجل من أنصاف الفرص.

وفسر خروجه من النادي, أن مجلس إدارة الأخير عمد إلى حرمانه من دخول التاريخ بتسجيله الهدف رقم 100, لكنه نوه إلى أنه سيعود يوما ما إلى جدران "الغواصة الصفراء" من جديد وتحقيق مراده بدخول التاريخ من أوسع أبوابه.

وفتحت هذه الحكاية رغم أن أزمتها حلت بخروج اللاعب, ملف الشارة, وهل الأقدمية هي الأساس أم المهارة وقوة الشخصية؟.

أشكال وشروط

تختلف أشكال شارة الكابتن وألوانها, لكن مكانها يتوحد على ذراع أحد اللاعبين في الفرق والمنتخبات, وتعد حلما لكثير من اللاعبين لما تحمله من امتيازات كثيرة لهم, بما تتجاوز عملية إجراء القرعة واختيار الملعب, إلى التدخل في صميم عمل المدربين أحيانا, لاسيما ما يتعلق بتشكيلة الفريق.

ويفترض بمن يحمل شارة الكابتن أن يحظى بقدرات قيادية ونضج في التفكير وقوة بالشخصية, إضافة للبراعة في التعامل مع زملائه, واتقان دور الوسيط بين الإدارة والمدربين واللاعبين.

وكثيرا ما كانت شارة القيادة نقطة خلاف في أغلب الأندية, وتحولت من حالة شكلية إلى مشكلة جوهرية.

والمشكلة تكون غالبا محصورة بين المدربين والإداريين أحيانا, في تحديد من هو صاحب الحق في اختيار رئيس الفريق أو الكابتن؟, فالمدربون يلجؤون إلى اللاعبين أصحاب الشخصية القوية والنفوذ الواسع والقدرات الواضحة في القيادة داخل الملعب وخارجه, إضافة لحسن التعامل  بالحالات الصعبة مع حكام المباراة أو الفريق المنافس, في حين يرى الإداريون أن منح شارة الكابتن يكون للاعب الأكثر خبرة والأكبر سنا, وأن ذلك يعد أقل تكريم بحقه.

الملاعب المصرية

وخير دليل في ذلك, ما يحدث بالملاعب المصرية, وتحديدا مع الأهلي والزمالك, حينما كان البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للقلعة الحمراء يفضل محمد أبو تريكة قائدا, على عصام الحضري وشادي محمد قبل رحيلهم من الفريق.

وكانت إدارة الأهلي في هذه الحالة تنتصر دائما للأقدمية, على عكس ما حدث في الزمالك حينما ثارت أكثر من أزمة للشارة بين محمد أبو العلا اللاعب السابق الذي رفض التنازل عن حقه منذ 5 مواسم.

وكان يرى لاعب وادي دجلة الحالي, أنه الكابتن الثاني للزمالك بعد أيمن عبد العزيز, حتى لو لعب عبد الواحد السيد, خاصة أن الهولندي كرول مدرب الفريق آنذاك خالفه وألغى الأقدمية ومنح السيد شارة القيادة رغم أن أبو العلا صعد قبله من قطاع الناشئين.

في النهاية فإن الوضع بين فلسطين ومصر مشابه إلى حد كبير, فكلاهما يعترف بالأقدمية, كما هو الحال في كل النواحي الإدارية, ونذكر على سبيل المثال وجود صائب جندية وحمادة شبير قائدان للشجاعية والشاطئ على التوالي, لما يملكان من خبرة كبيرة وواسعة داخل المستطيل الأخضر إضافة لقدرتهما على التعامل مع الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق.

البث المباشر