غزة- الرسالة نت
تضاعفت مشكلات الصناعة اليابانية بعد تعثر شركات طالما اعتبرت عصب الاقتصاد الياباني بدءا من أزمة تويوتا وانتهاء بإفلاس خطوط الطيران اليابانية لتضيف ضعفا إلى ضعف الاقتصاد الذي بدأ يتدهور منذ تسعينيات القرن الماضي.
وبعد إعلان تويوتا وهوندا عن استدعاء ملايين السيارات في العالم لإصلاح أخطاء فنية قالت شركة يابانية أخرى إنها زورت معلومات بشأن السلامة فيما يتعلق بـ150 ألف مقعد بالطائرات.
وتثير هذه المشكلات تساؤلات المراقبين حول ما جرى للتكنولوجيا اليابانية الرائدة.
بدء الانحدار
فقد بدأ الاقتصاد الياباني في الانحدار قبل مدة ليست قصيرة ويتوقع أن تتراجع اليابان خلف الصين لكن حتى وقت قصير كان اليابانيون يفتخرون بالنجاح الذي حققته شركاتهم في العالم.
ويقول المحلل بمؤسسة ميزونو كريديت الاستشارية تاتسويا ميزونو إن الكثير من اليابانيين لم يكن يتخيل إفلاس الخطوط الجوية اليابانية ليتلقوا ضربة أخرى من تويوتا.
وأعلنت الخطوط اليابانية الشهر الماضي إفلاسها بعد أن بلغت ديونها 26 مليار دولار في واحدة من أكبر قضايا الانهيار في تاريخ الشركات اليابانية.
وبعد سنوات من سوء الإدارة وارتفاع التكاليف أقدمت الشركة على إعادة الهيكلة لتخفض 15 ألف وظيفة وتلغي الرحلات الخاسرة.
أما تويوتا فقد استدعت أكثر من ثمانية ملايين سيارة في العالم بسبب مشكلات تتعلق بالسلامة وبدواسات السرعة. وقد لطخت هذه المشكلة سمعة الشركة التي كانت مثالا يحتذى.
وتقول نوريكو هاما الأستاذة بكلية دوشيشا للأعمال في كيوتو "كان ينظر لليابان على أنها مثال التميز التكنولوجي الذي تتربع على عرشه تويوتا".
وتضيف بأن صورة اليابان سوف تتأثر بشدة بسبب المشكلات التي تعاني منها كبريات الشركات.
ويتزامن تفاقم المشكلات بينما يعاني الاقتصاد الياباني من انكماش شديد في الأسعار ويتوقع أن تتنحى اليابان عن المركز الاقتصادي الثاني في العالم للصين, وهو المركز الذي تربعت عليه منذ نهاية ستينيات القرن الماضي.
ضحية نجاحات سابقة
وتضيف نوريكو هاما حالة الاقتصاد بأنها "أعراض نظام أصبح ضحية نجاحاته السابقة".
فقد طورت اليابان طريقة عمل الأشياء بنفسها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية خلال فترة الطفرة الاقتصادية لكنها لم تكن مستعدة "لعالم الغاب" بحسب نوريكو هاما.
وعاشت اليابان فترة من الرخاء في ثمانينيات القرن الماضي مع ارتفاع أسواق المال وزيادة أسعار العقارات وانخفاض أسعار الفائدة مما شجع الشركات اليابانية على الاستثمار في الخارج بسخاء.
لكن الفقاعة انفجرت في نهاية 1989 وهبطت أسواق الأسهم إلى ربع قيمتها من الذروة, بينما تعاني البلاد من ارتفاع نسبة الشيوخ وانخفاض الاستهلاك المحلي.
وقال وزير الخارجية الياباني كاتسيوا أوكادا إن مشكلة تويوتا هي مشكلة صناعة السيارات اليابانية كلها وإنها تهدد بتقويض الثقة في المنتجات اليابانية.
وتعقدت المسألة بعد إعلان شركة هوندا عن استدعاء 646 ألف سيارة لأسباب فنية. وقال نائب رئيس هوندا كويتشي كوندو الأسبوع الماضي إنه يشعر بالقلق إزاء إمكانية أن يؤدي استدعاء السيارات إلى زعزعة الثقة في صناعة السيارات اليابانية.
يضاف إلى مشكلات صناعة السيارات ما اعترفت به شركة كويتو بأنها زورت معلومات للسلامة تتعلق بمقاعد في أكثر من ألف طائرة تابعة لـ 32 شركة طيران.