قائد الطوفان قائد الطوفان

تشاؤم فلسطيني من زيارة كيري

جون كيري وزير الخارجية الأمريكي
جون كيري وزير الخارجية الأمريكي

الرسالة نت-كمال عليان

لم تحظ زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاهتمام الفلسطيني الكبير كالمعتاد، بل ولم تترك سوى صدى واحدٍ لدى الشارع الفلسطيني، وهو السؤال عن سبب الزيارة في ظل تكرار زياراته التي لم تغير شيئا على أرض الواقع، والمتناقض كليا مع الوعود الأمريكية المستمرة حول تغيير حال الفلسطينيين وإقامة دولتهم.

ويتواجد كيري في رام الله حاليا في إطار الجهود الأمريكية الرامية إلى استئناف المفاوضات المجمدة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي" بعد سنوات من التعنت تجاه القضايا الرئيسية، وخاصة فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني بالقدس المحتلة والضفة.

تنقض عهدها

الحاج الستيني أبو محمد لم يستطع أن يُخفِ ابتسامته عند سؤاله عن رأيه في الزيارة، وقال :" هذه ليست أول زيارة ولن تكون الأخيرة، كما أنه لن يكون هناك جديد في نتائجها، وجميعها مثل بعضها".

ويضيف الحاج :" طول عمرنا والقيادة تثق في الولايات الأمريكية، على الرغم من أنها دائما تنقض عهدها معنا، وعلى الرغم من كونها تقف الى جانب اسرائيل علينا"، داعيا القيادة الفلسطينية لعدم المراهنة على أمريكا.

أما الشاب الفلسطيني أحمد كامل فيرى أن زيارة "كيري" للمنطقة أصبحت تمثل "شمة هواء"، بعدما أصبحت زياراته لا تغير شيئا على أرض الواقع.

وقال أحمد :" في البداية وعند تعيين كيري وزيرا للخارجية تفاءلت خيرا، ولكن عندما تولى المنصب وأصبح لا يستطيع تغيير شيء من واقعنا، نزل من عيني كما غيره"، متمنيا أن يجد الفلسطينيين حلا غير الاتكال على أمريكا والغرب.

أزمة ثقة

وبدت حالة اليأس والتشاؤم واضحة في تصريحات قادة السلطة الفلسطينية والمفاوضين منهم بالتحديد، فالتعنت بعدم العودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان، والتلويح بإجراءات على المستوى الدولي، ما هو إلا ترجمة واضحة لأزمة الثقة بين السلطة والاحتلال. 

واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قال:" إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للضفة المحتلة لا تحمل أي جديد بشأن القضية الفلسطينية", مشيرًا إلى أنها "استطلاعية" ولا تحمل أي بشرى من الجانب الأمريكي.

وأضاف أبو يوسف في تصريحات متلفزة :" من الصعب أن تكون التوجهات الأمريكية مستجيبة لمطالب الفلسطينيين", لافتًا إلى أن أهم هذه المطالب استرجاع أراضي 67, وإطلاق سراح الأسرى من السجون "الاسرائيلية".

في حين يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد عميرة أنه لا يوجد أي تغيير على الوضع الفلسطيني منذ مباردة وزير الخارجية الأمريكي السابق عام 1968، مبينا أن ما يجري هو اعادة انتاج السياسات الأمريكية.

وقال عميرة لـ"الرسالة نت" :" اسرائيل قتلت امكانية قيام دولة فلسطينية بالضفة وغزة، وهذه المحاولة الأمريكية الأخيرة، وبعد ذلك ستفرض أمريكيا حلا يجبر الفلسطينيين على  القبول بالأمر الواقع مقابل دولة ضعيفة دون ازالة المستوطنات أو الانسحاب".

وأوضح أن الولايات الأمريكية غير قادرة على الزام (اسرائيل) بوقف الاستيطان والانسحاب من الأراضي المحتلة، معربًا عن أسفه لاستمرار السلطة الفلسطينية التأمل خيرا بأمريكا.

وأضاف عميرة :" الانجازات الدبلوماسية التي حصلت عليها السلطة دوليا لا تفيدهم في الواقع المحتل، فإسرائيل بمباركة أمريكية تهود الأراضي الفلسطيني المحتلة".

ودعا المحلل السياسي السلطة الفلسطينية للبحث عن استراتيجية، بدلاً من العملية السلمية التي كلفت الفلسطينيين الكثير على الصعيدين الفصائلي، والاعتداءات "الإسرائيلية".

البث المباشر