أكد الخبير الأمني المصري د.سيف الدين محمد سعيد، أن وجود "إسرائيل" يقترب من الزوال والانهيار، "لا سيما بعد التغيير السياسي التي أحدثته الثورات العربية في المنطقة".
وقال سعيد في تصريح لـ" الرسالة نت"،: " إن إسرائيل تحولت من الموقع الفاعل بالمنطقة، إلى المترقب والحذر، خشية أن تتحول لمفعول به، والدخول في مواجهة تنهي وجودها للأبد".
وأشار إلى أن عوامل موضوعية عدة، تساهم في تحقيق انهيار الاحتلال، من أبرزها حجم الغضب الشعبي العربي الكامن ضده، والشعور العام الغاضب على ممارسات "إسرائيل"، ووجودها في المنطقة.
وبيّن سعيد أن الاحتلال ما زال يعتبر عدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر، بأنها الأخطر على وجوده، مضيفا "إسرائيل تعيش في حالة ترقب وقلق مستمرين، في ضوء التدريب والمناورات المكثفة التي تُجريها على حدود تلك الدول؛ برغم عملية السلام الجارية بينهما".
وتابع: "الشعوب العربية لم تتصالح مع (إسرائيل) على غرار أنظمتها السابقة، وبعد تحررها وامتلاك قراراها، أصبحت قادرة على التعبير عن شعورها تجاه القضايا المصيرية التي تواجهها وفي مقدمتها قضية فلسطين".
ولفت سعيد إلى أن المرحلة المُقبلة ستشهد مواقف أشد حزمًا تجاه ممارسات الاحتلال، وتعدياته على الحقوق الفلسطينية والعربية، وذلك بعد تنامي التأثير السياسي الناتج عن الثورات العربية بالمنطقة، وفق تعبيره.
واستطرد الخبير الأمني المصري: "الشعوب بدأ لديها نفس أقوى في التعبير عن إرادتها، ولم يعد بإمكان الأنظمة الحاكمة اليوم أن تتجاوز تلك الرغبات أو تغفل عنها".
وأشاد سعيد بالموقف المصري الرسمي الذي ساند الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، في العدوان الأخير -الأيام الثمانية- الذي شُن عليه أواخر عام 2012.
وأكمل: " التغيير السياسي حصل في أهم المناطق العربية المؤثرة على القضية الفلسطينية وفي مقدمتها مصر، هو ما سيلقي بآثاره الإيجابية على مسار القضية وسيحدد بوصلتها تجاه استعادة الحقوق ورفض الاحتلال".
واستبعد اللواء سعيد أن تحدث حربا مفتوحًة بين الاحتلال ودول عربية خلال المرحلة الحالية، موضحا أن الشعوب الثائرة تعيش في حالة تشكُّل؛ قد تستمر لسنوات عدة وتصل لعقد، بفعل التعقيدات التي تواجهها من دول الاستعمار وبقايا الانظمة القديمة، على حد تعبيره.
ودعا اللواء إلى ضرورة العمل على تكثيف الجهود الشعبية العربية، لا سيما من النخب السياسية في المنطقة، لضمان استمرار المواجهة مع " إسرائيل".
وانطلقت اليوم الجمعة المسيرة العالمية إلى القدس بمشاركة نحو 50 دولة عربية وأوروبية، تزامنًا مع ذكرى احتلال مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.