صفد-الرسالة نت-خالد بشير
تدور الأيام والسنون، ويكبر الصغير ويشيخ الكبير، وتتواتر الأجيال تلو الأجيال، ويتفرق الأحبة والأصدقاء، لكن لا بد من اللقاء ولو بعد حين، وحقا كان لقاء الفرح الممزوج بالحزن.
انه التقاء الحاجة نعيمة عطور بشقيقها الحاج ممدوح في مسقط رأسيهما بعد غياب امتد ل61عاما منذ هجرة عام 48 ، حينما أخرجت رغما عنها من قريتها فراضية التي تقع إلى الشرق من قرية الرامة الجليلية شمال فلسطين.
ويتعانق الأشقاء
الحاجة نعيمة لجأت إلى لبنان بعدما تزوجت لعائلة عبيد في فراضية، وتركت أهلها لا تعلم عن مصيرهم شيئا، عاشت في مخيم اللاجئين كباقي الذي هجروا وشردوا من أبناء شعبنا الفلسطيني عام 1948.
الحاجة عطور تصف (للرسالة نت) ايام احتلال العصابات الصهيونية للقرية ولحظات فراقها لاهلها وشقيقها قائلة: كان شقيقي ممدوح لم يتجاوز السادسة من عمره، عندما دخل اليهود إلى القرية وبدؤوا بقتل الرجال، وقد أطلقوا الرصاص على سبعة شبان أمام أعيننا، وبدؤوا بترحيل الناس، فأهالي القرية تفرقوا كل إلى وجهة لا يعلمها، فمنهم من لجأ إلى القرى المجاورة مثل الرامة، ومنهم من لجأ إلى لبنان.
الحاجة نعيمة -التي لم تخنها ذاكرتها بالرغم من هذه السنين الطوال- بكت بكاء طويلا عندما رأت مكان مدرستها التي تعلمت فيها أيام الطفولة، وحينما تذكرت مكان بيتها الذي أصبح كومة حجارة مبعثرة هنا وهناك.
وأضافت: اليوم جئنا زائرين، أما المرة القادمة فمقيمين.
وقد اكتفت الحاجة نعيمة بحفنة تراب من ثرى قرية فراضية، وقارورة مياه لعلها تروي ظمأ ال61 عاما التي انقضت.
نبذة تاريخية وجغرافية
تقع قرية فراضية المحتلة إلى الجنوب الغربي من صفد ، وتبعد عنها 10كم ، وترتفع 400 م عن سطح البحر وتقوم في مكان قلعة بارود-Parod في العهد الروماني . تبلغ مساحة أراضيها (19747) دونما تحيط بها أراضي قرى كفر عنان وبيت جن والسموعي وياقوق والشونة والمنار والظاهرية التحتا. قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (362) نسمة ، وفي عام 1945 حوالي (670) نسمة .
تعتبر القرية ذات موقع أثري يحتوي على طواحين أثرية ومدافن منقورة في الصخر ومزار الشيخ منصور. هدمت المنظمات الصهيونية المسلحة القرية وشردت أهلها البالغ عددهم عام 48 (777) نسمة . وكان ذلك في 1948/2/1 ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (4773) نسمة . وضموا أراضيها إلى مستعمرة ( بارود عليت ) التي أقاموها عام 1942 ، ثم أقاموا على ما تبقى من أراضيها مستعمرة (أميريم ) عام 1950 ، ومستعمرة (شيفر ) عام عام 1950.
القرية اليوم
الموقع مهجور و تكسوه النباتات البرية الشائكة ,و الأشجار و أكوام الحجارة من المنازل المدمرة . و ينبت الصبار في الأراضي المحيطة بالموقع التي تستعمل , أساساً,مرعى للمواشي . وقد شجر بعض أجزاء منها وبات يستخدم منتزهات للإسرائيليين .
في سنة 1949 , أسست دولة الاحتلال مستعمرة برود (190257)على أراضي القرية و هي تبعد محو 300م إلى الشرق من موقع القرية المدمرة .أما مستعمرة شيفر (191260)التي أنسئت في سنة 1950 على أراضي القرية,فتقع شمالي الموقع . و في سنة 1980 ,وضعت الخطط لإنشاء مستعمرة كداريم (193257 )إلى الشرق من موقع القرية .