عاد رفات الشهيد جلال محاميد إلى مسقط رأسه في دير أبو قيس قضاء جنين بعد 12 عاما من احتجاز جثمانه في مقابر الارقام .
لم يمنع حُب محاميد لأهله من التخطيط لتنفيذ عملية استشهادية ثأرا لدماء الشهداء وأنين الجرحى وآهات الأسرى.
وهَمّ الشهيد جلال يوم الثامن من فبراير عام 2002 بتنفيذ عملية استشهادية في مدينة أم الفحم المحتلة برفقة إبن عمه توفيق محاميد إلا أن الاحتلال كشف المخطط واستهدف الشهيدين بطائراته وهما في الطريق لتنفيذ العملية.
وفي اليوم الثاني من اغتيال الشهيدين، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي تبنيها لجلال وتوفيق وجرى إعلان خبر استشهادهما لذويهم، ليقع الخبر الصادم على قلوب كل من عرفهم وأحبهم.
واحتجزت قوات الاحتلال جثمان الشهيد جلال لديها 12 عاما، وسلمته مساء الثلاثاء لعائلته على معبر الطيبة قرب طولكرم.
وشيّعت جماهير مدينة جنين جثمان الشهيد جلال في جنازة رسمية، ودفن في قريته دير أبو قيس بعد أن ألقت عليه عائلته نظرة الوداع في بيته.
تجلس السيدة أم عماد والدة الشهيد جلال تتأمل صورته المعلقة في حجرة الضيافة دون أن تجف لها دمعة.
رغم مرور 12 عاما على استشهاد جلال إلا أن مشاعر الحزن ولوعة الفراق تسيطر على العائلة.
تقول ألاء محاميد الشقيقة الصغرى للشهيد: "منذ يوم استشهاد جلال وحتى اليوم لم ننساه يوما وبقيت ذكرياته ترافقنا, الجميع هنا في البيت بحالة حزن شديد".
وأضافت في حديثها لـ"الرسالة نت" أن جلال كان شديد التأثر بأحداث الانتفاضة ويتابع عمليات المقاومة.
وتتابع ألاء: "لاحظنا في آخر أيام من حياة جلال أنه لم يعد يتحرك كعادته ويمارس نشاطه الرياضي ويهتم بتحصيله العملي لأنه بدأ التفكير في العمل المقاوم انتقاما لدماء الأبرياء من شعبه".
وتقول أم الشهيد أن جلال وعدها بأنه سيشفع لها يوم القيامة ولم تعرف ما الذي يقصده إلا يعد استشهاده.
وأوضحت أم عماد وملامح الحزن لا تغادر محياها أنه بعد سماع نبأ تسليم جثمان إبنها فُتح جرح العائلة من جديد.
وتضيف: "لم أنسى يوما آخر ليلة قضاها معنا، كان شديد السعادة، وصوت ضحكاته تسبح لليوم في فضاء المكان، وراح يدعو إخوته الصغار على الدراسة وبر الوالدين، وبدأ بالصلاة وتلاوة القرآن، وفي الصباح غادر المنزل ولم يرجع إليه إلا شهيد بعد 12 عاما".
ومع تسليم جثمان الشهيد جلال محاميد، تكون حكومة الاحتلال قد سلمت سبعة شهداء من دفعة الـ36 شهيدا التي أعلن عن الإفراج عنهم بعد أن أجريت لعائلاتهم الفحوص اللازمة للتأكد من الجثامين.